الطالب العبقري منفتح


ماذا تعني ؟ أعني أنه يسمع لكل الناس ، ويقرأ لكل الناس . دائما ما أتعلم من كل العلماء ذوي الأسلوب الحسن والقبيح ، لانني أريد أخذ معلومة معينة يملكها ذلك الشخص ، فركز عليها واتركه هو بغض النظر عن شكله أو مكانته .. فأنا أستفيد لنفسي .

ولا أحب هذين الفريقين .. أناس سمعوا وقرءوا لفئة وحجبوا أنفسهم عن بقية الفئات ، فمن الناس من انخرط فى سلك الأصالة ليدرس التراث ، ثم أراد أن يخرجه بالأسلوب القديم ونسي أنه لابد أيضا أن يراعي المعاصرة حتى ينقل لنا ما وجده فى الأصالة والتراث .


المصيبة أنني أجد لي زملاء فى إحدى الكفتين دون الآخرى ، وهذا خطأ وغيبوبة عقلية لكل فريق فوائد ليست فى الآخر ، لذلك اسمع وتعلم ممن لديه العلم بغض النظر عنه !!


لكن حتى لا أكون قد فتحت الباب على مصراعيه ... أنا أقرأ لجميع كتاب الغرب والعرب ، لكن أحذرك من المؤكد أنك ستجد بعض المخالفات والتجاوزات العقائدية التي تتنافر مع ديننا .. فأنا مثلا كنت أقرأ لفلاسفة ومفكرين أقوياء جدا ، ثم أجدهم فى مناطق قد أخطئوا ، لذلك لا تقدم على قراءة كتب الغرب إلا بعد أن تمتلك الحصانة الإيمانية التي تحميك من أي فكر خاطىء إلى جانب أني عندما أقرأ أحدد وجهة نظري فى هذا الكلام ، وأحكم على وجهات النظر ، بل وأحلل شخصية الكاتب من كتبه .. اتعلم من الكل حتى الناس البسيطة جدا ، هذا بالنسبة للكتب الفكرية والفلسفية حتى التنموية ... انتبه .. فلقد قابلت مثل ذلك كثيرا أقرأ لكاتب ثم أعجب لفكرة ثم أجده قد أبدع فى جانب وأخطأ فى آخر .. لا تقدم على قراءة كتبهم بشراهة إلا بعد أن تكون مؤهل إيمانيا حتى لا تنخدع بأي كلمة يقولها قائل لا يدرك الحقيقة بالطبع ، هذا بالنسبة للكتب الفكرية وليست العلمية ، فالكتب العملية تقدم ثوابت علمية وقوانين خلقها الله ، كما أنها أبدا لا تتعارض مع ديننا ، فالحقيقة العلمية لا يمكن أن تناقض الحقيقة الإيمانية ، لانهما من مشكاة واحدة ومصدر واحد وهو المولى .


أتمنى أن يزول الخلاف وتذهب الفجوة الواسعة بين العلم والدين والفن .. فأهل العلم مقتنعون أن الفن شيء ثانوي ، وأهل الدين يعتقدون أن الفن شيء مكروه ، لكن الحقيقة أن الفن مؤثر جدا ، فكما قيل : أما آن الوقت لأهل الدين أن يتفننوا ولأهل الفن أن يتدينوا .. فحلمي شخصيا أن أرى العلم يتعانق مع الفن مع الدين ، وأن يتم الانفتاح ، فالتصلب الفكري شيء قبيح ، وأن يتم الانفتاح ، فالتصلب الفكري شيء قبيح وهنا لي حكمة جميلة أقول فيها :

" حينما تصل لمراحله الحياة بانسيابية الماء .. لتتمتع بالمرونة الرشيقة لأحداث الحياة ، فلا أنت بميوعة الهواء ولا بصلابة الحديد الذي لا يتغير لا فكرا ولا تطورا إلا فى حالة الانصهار ... من أجل هذا ما أجمل الحياة بحرية وبانفتاحية على نوافذ العالم النافعة ، وكن كما أرادك الله أن تكون " .