السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبدأ بالصلاة على النبي
اللهم صلي على محمد وآل محمد

قصة راقت لي

يقول الإمام علي عليه السلام (من عاب عيب ومن شتم أجيب)

لذلك سأذكر لكم قصة قرأتها في كتاب وهي
قيل أنه ذات مرة ذهب ولد صغير إلى غابة وأخذ ينشد الأناشيد وبينما هو كذلك سمع أصداء صوته ترددَ من الغابة .
فظنَ أن طفلاً آخر يبادله الكلمات مستهزئاً به .
وبدأ الطفل يكيل السباب للأصداء فأنهالت عليه الأصداء سبَاً بالمثل.
وقال الطفل مخاطباً :أيها الأحمق ! فسمع صدى هذه الجملة يقول :أيها الأحمق !
ثم قال الطفل :أنت طفل بذيء فقرعت مسامعه هذه الجملة :أنت طفل بذيء .
وراح الطفل في صراعٍ مع الصدى يسبَ ويشتم ويلعن،وموجات السبَ والشَتم واللعن ترتدَ إلى مسامعه
وعاد الطفل إلى أدراجه قافلاً إلى البيت ،وإمارات عدم الإرتياح مرتسمة على قسمات وجهه ، وناشد أباه قائلاً :لقد ذهبت للغابة ،فأنشدت أنشودةً فسمعت طفلاً آخر ينشدها أيضاً ،ويرد على كل كلمة أتفَوه بها ،ثم أخذ يكيل إليَ السبَ والشَتم واللعن .
فقال له ياولدي !لو كنت تقول خيراً لكنت تسمع خيراً


لذلك أيها الأخوة والأخوات
لاتنهى الأحاديث الشريفة عن سبَ الناس فحسب ،بل تنهى حتى عن سبَ الرياح ،والجبال،والساعات،والأيام والليالي، والدهر ، والشيطان ، والشيطان يُتعوذ منه ولايُسب.




حفظ كرامة الطرف الآخر

لكل إنسان شخصية وكرامة وعزة وماء وجه ،يريد لها أن تبقى محفوظة محترمة .
والإسلام هو الدين الذي يصون كرامة الإنسان لايجيز لنا أن نريق ماء وجوهنا لأحد ، لأن كرامتنا ليست ملكاً لنا ،وإنما هي ملك لله ،فكيف بإراقتنا لماء وجوه الآخرين ؟!
إن إراقة ماء وجوه الآخرين ليست بالأمر البسيط ،لأنها إذلال لهم ،وكسر لخواطرهم ،وخلاف تكريمهم وإعطائهم وزنهم .
ومن هنا فإن الإسلام لايجيز لنا أن نريق ماء وجوه الناس ،ويأمرنا بالمحافظة على شخصياتهم ،بأن نقدرها ،ونحترمها وأن لانهينها ،ولانحرجها ،وأن نحافظ على مشاعرها وعواطفها .
والأمر الذي يجب أن يدركه كل إنسان :أن مشاعر الناس وأحاسيسهم ليست من الحديد الصلب ،ولامن الخرسانة المسلحة ،بل هي كالزجاج الذي يتكسر على إثر صدمة صغيرة وإذا ما أنكسر الزجاج صعبت إعادته إلى حالته الأصلية .
يقول الإمام علي عليه السلام :
وأحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعُها بعد التنافر يصعُب
إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرُها لايُشعبُ

وأينما جمعت المرء مع غيره من الناس معاملة ،في بيته مع زوجته ووالديه وإخوانه ،أو في عمله ،أو في أي مكان آخر ينبغي له أن يصون ماء وجوه الآخرين
بل حتى الطفل هذا الكائن الضعيف لاينبغي لنا أن نجرح مشاعره ونريق ماء وجهه ،سواء كان بمفرده أم كان مع الآخرين لأن ذلك يحدث فيه جرحاً داخلياً ،قدلايلتئم بيسر



إذا رَأيتُ شيئاً افضل مِنْ الآخرين،...
فان ذالك يرجع لأنني كُنْتُ أَقِفُ على أكتافِ العمالقةِ."
إسحاق نيوتن