المـوسـوعـة الكـامــلــة فـي الـتـعـامـل و النـجـاح

إليكم هذه الموسوعة الكاملة المتمثلة في مجموعة مقالات للدكتور طارق السويدان

والتي تتحدث عن تكوين الفكر العقلي و العلمي
و كيفية تحقيق النجاح في جميع مجالات الحياة



الإعجاز في أسلوب الرسول التعليمي


عندما نتأمل الأساليب الحديثة في التعليم والتدريس نجد اكتشافات لعلماء عديدين يؤكدون على قواعد محددة في التعليم، فماذا عن أسلوب النبي الكريم؟...
لقد جاء النبي الكريم في عصر انتشرت فيه الأساطير وسيطرت فيه الخرافات على عقول البشر، وكان العرب يتبعون أساليب معينة في التعليم معظمها خاطئ، مثل التأنيب والعقاب والاستهزاء بالآخرين، وكانوا تأخذهم حميَّة الجاهلية.

لقد جاء النبي في ذلك العصر الصعب، كانوا يستقون معلوماتهم من الكهان والعرافين، ويقتنعون بكلام المنجمين المزخرف، ويمكن القول إن الأساليب العلمية الصحيحة في التعليم والتدريس والإدارة لم تُطبق إلا في العصر الحديث أي بعد وفاة النبي الكريم بأربعة عشر قرناً.
وسوف نرى من خلال هذه المقالة كيف أن أسلوب النبي الكريم في تعليم أصحابه يتوافق مع أحدث النظريات التعليمية التي يؤكد صحتها عدد كبير من العلماء اليوم.


التدرج من العام إلى الخاص


من أهم الأساليب الحديثة المتبعة في تدريس الطلاب ولجميع المراحل هو التدرج من العام إلى الخاص. فالمعلم الناجح يبدأ مع طلابه بالمعلومات العامة أولاً ثم يتدرج نحو المعلومات الخاصة والمحددة.
فمثلاً عندما نريد تدريس الطالب علم الفلك نبدأ معه بالحديث عن الكون وأجزائه والمجرات والنجوم والمجموعة الشمسية وغير ذلك من المعلومات العامة. ثم نحدثه عن توسع الكون والانفجار الكبير ومستقبل الكون، ثم نحدثه عن الثقوب السوداء وما يحدث من عمليات دقيقة بداخلها، ثم نحدثه عن الانفجارات النجمية والتفاعلات النووية فيها وغير ذلك من المعلومات الدقيقة.
أي أن التعليم يبدأ من العام نحو الخاص، والعجيب أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قد اتبع هذا الأسلوب في جميع تعاليمه. فهذا هو سيدنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه يقول: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة "أي قاربنا البلوغ" فتعلّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً) [رواه ابن ماجة].


أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب


وينصح بهذا الأسلوب علماء البرمجة اللغوية العصبية، فهم يؤكدون دائماً على أنك بدلاً من أن تهدد التلميذ أو الموظف أو ابنك ... بالعقاب وتشغل تفكيره بتخيلات ومخاوف هو بغنى عنها، بدلاً من ذلك يفضل أن تملأ دماغه بالتفاؤل وأن تبشره بالخير والثواب، فإن ذلك سيجعله إنساناً إيجابياً يستطيع استثمار وقته بطريقة مفيدة.
لو تأملنا أحاديث النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه لوجدناها تزخر بالتعاليم الإيجابية، فمن منا لا يذكر حديث أولئك السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن منا لا يذكر الحديث الشهير الذي يحمله كل داعية بقلبه: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) [البخاري ومسلم].
لقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يثني على المؤمنين ويشجعهم في كثير من المواقف، وكان يتجنب الانتقادات المباشرة، فعندما يرى رجلاً قد أخطأ فلا يسميه باسمه بل يقول: (ما لي أرى أقواماً فعلوا كذا وكذا...)، وهذا من أرقى الأساليب في فن الإدارة الحديث [1].


التدرج في الأعمال والمعلومات


من أسس النجاح في الحياة أن يكون لديك أولويات تحددها بوضوح، أو أهداف واضحة تحددها حسب أهميتها. فالإنسان الناجح يستطيع وضع إستراتيجية واضحة لحياته وما هي الخطوات التي ينبغي عليه القيام بها أو الاهتمام بها أولاً.
هذا الأمر ضروري لكل إنسان يريد النجاح في الدنيا، ولكن النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام يريد لنا لنا النجاح في الدنيا والآخرة! ولذلك نجد هذا الأسلوب التعليمي في ترتيب الأعمال حسب أهميتها، نجد هذا الأسلوب يتكرر كثيراً في تعاليم سيد البشر عليه الصلاة والسلام.
فمن منا لا يذكر ذلك الرجل الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره بأحب الأعمال إلى الله تعالى، فقال له: (الصلاة على وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله) [رواه البخاري ومسلم]. وهنا نلاحظ أن الرسول الكريم قد وضع أولويات أمام هذا الرجل ليكون اهتمامه أكثر.


أسلوب الأمثلة في التعليم


يؤكد علماء التعليم اليوم أن أفضل أسلوب للتعلم هو الأمثلة، أي أنك إذا أردت أن تعلم إنساناً شيئاً يترسخ في ذاكرته ولا ينساه أبداً فعليك أن تضرب له مثلاً أو تشبيهاً، وسوف تنطبع المعلومات في ذهنه، ولكن لماذا هذا الأسلوب؟
لقد اكتشف العلماء أن ذاكرة الإنسان تستخدم هذا الأسلوب في التذكر، فأنت عندما تشم رائحة معينة قد تذكرك بموقف قديم حدث معك وارتبط بهذه الرائحة. وعندما تسمع أغنية فإنك تتذكر على الفور ذلك الموقف الذي سمعت فيه هذه الأغنية منذ سنوات طويلة.... وهكذا.
ولذلك فإن العلماء يؤكدون على ضرورة استخدام هذا الأسلوب في التعليم، وهذا ما فعله نبينا عليه الصلاة والسلام في معظم أحاديثه. فقد كان ينتظر الفرصة المناسبة ليوجه النصيحة ويربطها بتشبيه يقرب فهمها للأذهان.
وكلنا يتذكر ذلك الحديث عندما قال النبي الكريم: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرنه "أي وسخه" شيء؟ فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) [البخاري ومسلم].


أسلوب الحوار التعليمي


ما أكثر الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت على شكل حوار تعليمي، هذا الأسلوب يؤكده علماء النفس حديثاً، وهو أن الحوار التعليمي مهم جداً لترسيخ المعلومات أثناء التعلم وجعل الدرس أكثر تشويقاً ومتعة ومشاركة من قبل المتعلمين.
ولو تأملنا كتاب الله تعالى وجدنا هذا الأسلوب في معظم صفحاته، ويكفي أن نعلم بأن كلمة (قُل) تكررت ي القرآن 332 مرة. وبنفس هذا العدد تكررت كلمة (قالوا) أي 332 مرة، وهاتين الكلمتين تستخدمان للحوار والنقاش والجدال.
ولذلك فقد استخدم حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب الحواري في كثير من أحاديثه، فعلى سبيل المثال، يسأل النبي أصحابه
فيقول: (أتدرون من المسلم)؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
ثم قال (أتدرون من المؤمن)؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: (المؤمن من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم).
وهذه الأساليب تكررت كثيراً في كلامه عليه الصلاة والسلام. وإن دل على شيء إنما يدل على أن كل كلمة نطق بها هذا النبي الأمي هي الحق، وأن تعاليم الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وأخيراً ندعو بدعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها) [رواه مسلم].


لماذا لا يحقق اغلب الناس أهدافهم



1-لأنهم لا يعرفوا كيف يضعون أهدافاً لحياتهم.
وهنا المشكلة من أن كثير من البشر لا يتعبوا أنفسهم في معرفة كيفية وضع أو كتابة الأهداف، ناهيك عن كيفية تحقيقها!
2-لأنهم يعتقدون بأن غيرهم من يتحكم بحياتهم.
كثير من الناس يعتقد بأن ليس له أي تأثير على حياته! ومن أي الأمور التي تحصل له هي من واقع تأثير الآخرين عليه، والأدهى يرى أن كل أو غالبية ما يصيبه هو ضرب من الحظ , وليس نتيجة حتمية لما فكر به وعمله بناء على ذلك.
3-لأنهم يضعون أهدافاً هلامية غير واضحة المعالم ( مال، سعادة، راحة...).
وهذا من شأنه أن يبعد قدرتنا على تحقيق أهدافنا, فهو إن وضع أهدافاً هلامية يكون مثل أشعة الشمس بالرغم من طاقتها وحرارتها العالية, إلا أن حرارتها مشتته، لذلك فإنها لن تحرق ورقة لو وضعناها أمام أشعة الشمس، وأقصى ما تفعله الشمس هو تحويل لونها للاصفرار.
ولكن ماذا يحدث لو وضعنا مكبر بين الورقة وأشعة الشمس؟ بالطبع تتفق معي أن ما سيحدث هو أن المكبر سيقوم بحرق أو إشعال نار في الورقة!
أرأيت قوة التركيز, هذا بحد ذاته ما سيحدث فيما لو كتبت أهدافك بصورة محددة، فالتركيز سيوصلك لأهدافك بسرعة كبيرة.
4-لا يكتبوا أهدافهم بناء على قيمهم ومبادئهم وغاياتهم.
فلو سألت كثيراً من الناس عن أهدافهم فإنهم قد يقولوا أريد مالاً، أو سيارة وهلم جراً، وكثير من البشر يبدؤون بمحاولة تحقيق أهدافهم ومن ثم بعد فترة يقفوا عاجزين عن استكمال أهدافهم، أتدري لم؟ لأنهم لم يضعوا أهدافهم بناءً على قيمهم ومبادئهم!
لنضرب مثالاً على ذلك، لو سألنا شخصاً ما هدفك؟ فقد يقول: شراء سيارة, فلو سألناه لم ترغب بشرائها؟ فقد يجيب: لكي توصلني للمكان الذي أريده، فلو قلنا له: سيارات الأجرة من الممكن أن توصلك، وكذلك سيارات الباصات, فلم لا تستقلهم؟ فقد يجيب: أنا أريد الراحة والحرية بالتنقل، هنا هو يرغب بشراء السيارة لتحقيق قيم لديه وهما الراحة والحرية، فلو علمنا ما قيمنا ووضعنا أهدافنا بناءً عليها فإنها ستكون مثل الشعلة التي ستضيء لنا الطريق، بالإضافة إلى أنها ستشعل طاقاتنا وتوقد رغباتنا للوصول لأهدافنا.
5-لأنهم يضعون أهدافاً غير واقعية (كبيرة جداً وبوقت قصير، أو كثيرة وبوقت قصير).
وهذا للأسف يفعله كثير من الناس، فهم قد يضعوا أهدافاً طويلة الأجل، ويرغبون بتحقيقها في وقت قصير، وكذلك هم يريدون أشياءً كثيرة ويرغبوا بتحقيقها في وقت قصير، وهذا ما لا يمكننا تحقيقه.
6-لأنهم يضعون أهدافاً لإرضاء غيرهم من آباء وأصدقاء.
وهنا الطامة الكبرى، فكثير منهم يعيشون حياة غيرهم وليس حياتهم!!! أتعلم لم ذلك؟ لأنهم يرغبوا بتحقيق غايات أو مطالب غيرهم منهم، وقد لا تتماشى تلك المطالب مع قيمهم ومبادئهم، فهنا الشخص سيعيش حياة ليس بها أي متعة! فلو افترضنا أنه حقق إنجازاً فلن يجعله يشعر بالسعادة.
7-لأنهم غالباً يركزون على المعوقات والمصاعب بدلاً من التركيز على أهدافهم.
وهذه نظرة المتشائم, الذي يرى الظلام بدلاً من النور! ويرى المشاكل بدلاً من الفرص! ويرى نقاط ضعفه بدلاً من نقاط قوته! وهلم جرا... فمن يكون هذا ديدنه فلن تكون لديه قوة وطاقة لتحقيق أهدافه.
8-المماطلة والتسويف.
بعض البشر كثير المماطلة والتسويف، حتى أصبحت تلك عادته! فإن أراد أن يؤدي خطوة من خطوات تحقيق الهدف، فقد يتعذر بعدم ملائمة الوقت، أو شعوره بالتعب، أو عدم اكتمال المعلومات لديه وهلم جرا... وسأضرب مثالاً يوضح لنا الأمر، تخيلوا معي أن الهدف هو نبته صغير أريد أن أجعلها تنمو لكي تثمر ومن ثم أقطف ثمارها، لنفترض أنني كلما أردت أن أسقيها بالماء ادعيت أنني مشغول، وأن الجو حار الآن وسأسقيها حالما تكون أشعة الشمس خفيفة بالمساء، ومن ثم تبدأ انشغالاتي بالظهور على الساحة بالمساء، فأضطر لتأجيل السقي للغد، وهكذا أقوم بتأجيل السقي من وقت لوقت آخر للأعذار الواهية التي ذكرتها، ما الذي سيحصل؟ بالطبع تتفقون معي بأن النبتة ستموت، وهذا ما سيحصل للأهداف ستموت شعلتها داخل أنفسنا ولن تكون لدينا القدرة على تحقيقها.
فهل لديك عزيزي القارئ مثل تلك الأسباب؟ إن أجبت بنعم، فما أنت فاعل بها؟ هل ستعيش حياتك مثل السابق؟ أم ستمسك دفة حياتك وتحقق آمالك؟ أترك الإجابة لك، فهذه حياتك وأنت من سيعيشها!!!


الأهداف الكبيرة تنتج حوافز كبيرة


لا يقرر النجاح بحجم الدماغ ولكن بحجم التفكير. وقد أثبتت الحقائق التاريخية، إن حجم رصيد الإنسان المادي، وسعادته وصحته يقررها حجم فكره الايجابي. وبدون أن ندرك فإننا جميعا ثمرة وإنتاج الفكر المحيط بنا. ويبدو أن كثيراً من هذا الفكر صغير الحجم وسلبي الاتجاه. كما أن حولنا بيئة تحاول جرنا إلى السلبية واليأس والإحباط. هذه البيئة من حولك تقول: أن مصيرك خارج قدرتك، لذا فانسي أحلامك وأهدافك والحياة الأفضل. أستقيل واقعد بانتظار ما يجلب إليك القضاء والقدر.
يقول كارل ساندبيرج لا شيء يحدث إلا إن كان حلماً أولاً فعليك أن تدرك بأن ما يحد مما يمكنك أن تمتلكه وتحققه في حياتك هو حجم خيالك ومستوى التزامك لتحقيقه. لقد حان الوقت الآن لإيقاظ العملاق والقوة الدافعة الكامنة في داخلك.
إذ ما أن تقرر ذلك حتى تجد أنه لن يكون هنالك ما يقف في وجهك في خلق وفرة ذهنية وعاطفية وبدنية ومادية وروحية بما يفوق الخيال والتصور، فخطوتك الأساسية إذاً هي أن تطور لديك أهدافاً أكبر وأكثر إلهاماً.
إن أهداف معظم الناس بسيطة تقتصر على "التغلب على أمور حياتهم" فهم واقعون في فخ تحصيل قوت عيشهم بدلاً من رسم وتصميم المعيشة التي يستحقونها.
ينبغي أن نتذكر أن لأهدافنا تأثيراً علينا، مهما كانت هذه الأهداف. فإن لم نعمل على زرع البذور التي نريدها في حديقة عقولنا الباطنة بوعي فإننا لن نحصل إلا على الحشائش الطفيلية.
فالحشائش أوتوماتيكية، وأنت لست تحتاج للعمل لكي تحصل عليها. فإذا كنا نريد إطلاق القدرات اللامحدودة الكامنة في داخلنا فإن علينا أن نجد أهدافاً كبيرة وعظيمة بما فيه الكفاية ونزرعها في عقولنا الباطنة لكي تكون بمثابة تحد لنا وبحيث تحملنا هذه الأهداف إلى ما وراء الحواجز التي تعترض طريقنا وإلى عالم من القدرات اللامحدودة. ولنتذكر أن ظروفنا الحالية لا تعكس طاقاتنا وقدراتنا النهائية، بل حجم ونوعية الأهداف التي نركز عليها حاليا.
إن المفتاح الأكثر أهمية لتحديد الأهداف هو أن تجد هدفاً كبيراً بما فيه الكفاية بحيث يكون مصدر الهام لك وبحيث يدفعك لإطلاق العنان لكل قواك. وكما يقول دونالد كيرتس: "إننا ما وأينما يكون لأننا كنا قد تخيلنا ذلك من قبل".
فتحديد الأهداف هو الخطوة الأساسية الأولى لتحويل غير المرئي إلى مرئي، وهذا هو سر كل نجاح في الحياة. ويمكنك أن تنحت وجودك الخاص بفعل الأفكار التي تستهدفها في كل لحظة من لحظات حياتك. فالأفكار الكامنة وراء أهدافك هي الخطة الأساسية التي تقود كل أفكارك.
هل لديك أهداف واضحة ومحددة لتحقيق النتائج التي تتوخى تحقيقها في حياتك من النواحي المادية, الجسدية، والروحية، ما الذي منعك حتى الآن من تحقيق ذلك بالنسبة لمعظم الأشخاص يبدو أن السبب يكمن في ذلك الخوف الكامن في العقل الباطن في خيبة الأمل. فالبعض حددوا أهداف لهم في الماضي ولكنهم أخفقوا في تحقيقها، ونتيجة لخيبة أملهم وخوفهم من التعرض للألم من جديد فإنهم يتوقفون عن تحديد أهداف لهم جديدة. فهم لا يريدون أن تكون لديهم توقعات يكون مصيرها الفشل. كما أن آخرين يحددون أهدافهم ولكنهم يسيئون لأنفسهم حيث يربطون سعادتهم الشخصية كلياً بقدرتهم على تحقيق تلك الأهداف التي قد تكون خارج نطاق سيطرتهم، أو لأنهم يفتقرون للمرونة التي تمكنهم من ملاحظة أنهم، وهم يتحركون اتجاه أهدافهم، فإن هنالك أهدافا جليلة أكثر قيمة تتوفر حولهم.
إن الحياة تختبرنا باستمرار لتتحرى مستوى التزامنا، ومكافأة الحياة الكبرى تمنح لأولئك الذين يظهرون مثابرة والتزاماً لا ينتهي بأن يظلوا يعملون إلى أن يحققوا غايتهم وأهدافهم.
وعلى الرغم من أن الأهداف توفر لنا توجيهاً عظيماً وسبيلاً يمكننا من التركيز لكن علينا أن نجاهد باستمرار لكي نعيش كل يوم من أيام حياتنا حتى الإشباع وأن نقتصر كل المرح الذي نستطيع استخلاصه في كل لحظة تمر بنا. وبدلاً من قياس نجاحك أو فشلك في الحياة بمقياس قدرتك على تحقيق هدف محدد ووحيد. تذكر أن الاتجاه الذي تسير فيه أهم من النتائج المفردة التي تحققها فإذا تابعت طريقك في الاتجاه الصحيح فإنك قد لا تحقق الأهداف التي تتوخاها فقط بل أكثر منها بكثير.