عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الخداع .... صفة ذميمه
الخداع ....صفة ذميمه
لوسئلت عن اقبح صفة يمكن ان يتصف بها انسان على وجه الأرض لقلت وبلا تردد انها صفة الخداع ،فتخيل ان يحاول مخادع ان يجعلك تعيش في وهم كبير كأن يبدو امامك انه شخصية مهمه بينما واقعه يؤكد انه من المعدمين الذين يعيشون عالة على غيرهم ، ولاشك ان المخادع هو شخص مريض يعاني من عقد النقص فيحاول ان يبدو على غير حقيقته ليشبع مايعانيه من نقص وعقد دفينه، ولو رضي هذا المخادع بحاله وحمد الله على مامنحه من نعم ، لكان ذلك خيراً له ولمن حوله.
فخير للمرء ان يكون صادقاً مع نفسه ومع من حوله على ان يكتشف الآخرين كذبه وخداعة فيحتقرونه وينظرون اليه بازدراء .فقيمة الانسان الحقيقية بأخلاقه وتعامله الطيب مع الآخرين وليس بلقبه او منصبه او مايمتلكه من مال او عقار فالفقر ليس عيباً ولكن العيب ان يكذب الانسان ويخدع ليظهر على غير حقيقته ،وسأروي هنا قصة تشرح مايسببه الخداع من معاناة للآخرين فقد قرر احد الشباب ان يتزوج من فتاة ثرية طمعاً في مالها ، ولأنه من طبقه فقيره فقد قرر ان يتبع وسائل الخداع للزواج منها.
فاستعار سيارة فخمة من احد اصدقائه بالعمل ، ثم ذهب لأحد القصور المعروضه للبيع وأقنع الحارس ان يعطيه المفتاح لكي يستطيع احضار عائلته لرؤية القصر ،ثم ذهب الى عائلة الفتاة مرتدياً ثياب فخمة وممتطياً سيارة آخر موديل وبيده سلسلة ذهبيه تحمل مفتاح القصر ، وبالفعل تقدم لوالد الفتاة طالباً الزواج منها بعد ان عرف نفسه على انه من كبار رجال الأعمال ، وزيادة في الخداع فقد نسب نفسه لعائلة معروفة مستغلاً تشابه الأسماء ، وفي بداية الأمر نجح هذا الشاب في تمرير خداعه على عائلة الفتاة ولكن لأن حبل الكذب قصير فقد تم كشف كذبه وخداعه في الوقت المناسب فكانت النتيجة فضيحه مدوية واحتقار وازدراء جعلت هذا الشاب يعيد حساباته ويعلم ان خسارة النفس هي اكبر بكثير من خسارة المال والجاه والمنصب.
اما والد الفتاة فقد اختصر المسألة للشاب وقال له:" إن أردت أن تخدع بعض الناس بعض الوقت فلن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت " . ونصيحتي المخلصة لكل من يعتقد ان الخداع وسيلة للوصول الى قلوب الآخرين ان يتوقف فوراً حتى لايتسبب بمعاناة لنفسه ولغيره ، وخصوصاً ان الناس لاتتحمل من يحتقر عقولها او يعاملهم كأطفال يمكن تمرير خداعه وكذبه عليهم.
والله المستعان
المفضلات