برمج عقلك
في يوم من الأيام.. دخلتُ أحد المبان قاصدا أحد الطوابق العليا.. فاستدعيت (المصعد) ووقفت في انتظاره..
وبعد قليل جاء شخص آخر يريد (المصعد)
لاحظ معي ماذا فعل حيّاني في أدب ثم ضغط زر استدعاء (المصعد) ووقف إلى جواري ينتظر هل
لاحظت شيئا غريبا؟
لقد رآني وأنا واقف في انتظار (المصعد).. وعلى الرغم من ذلك ضغط زر استدعاء المصعد
أمال أنا واقف باعمل إيه يعني ؟ لا أتأمل جمال (المصعد)...طبعا لو اعتقدت هذا..
لقد ضغطت الزر قبله بالتأكيد, لأنني واقف أنتظر المصعد ..بالتأكيد
يحدث لك هذا الموقف كثيرا..أليس كذلك؟...هل تعرف التفسير العلمي لما حدث؟

------------


( البرمجة السابقة )
تبدأ عقولنا في تخزين جميع خبراتنا وتجاربنا السابقة ... و نبدأ في التصرف والحكم على الأشياء من
خلال هذه التجارب والخبرات دون تفكير وبعد ذلك نقوم بالتصرفات التلقائية التي تمت برمجتنا عليها.. دون
أن نحاول أن نلاحظ ما إذا كانت صحيحة أم لا فاهم حاجة ؟؟ طيب خد مثال أبسط
اقرأ معي بسرعة الجمل التالية


عصفــــــــور فـي
فـي اليــد





مــرة في
في العمـر





باريس في
في الربيع




بالتأكيد لم تلاحظ أن كلمة ( في ) مكتوبة مرتين .. أليس كذلك ؟
هل تعرف ماذا حدث ؟
طبقا لخبراتك السابقة .. فقد تمت برمجة عقلك أن كلمة ( في ) لا تكتب سوى مرة
واحدة في الجملة.. لذلك لم يرها عقلك وجعلك ترى الجملة في ضوء تجاربك السابقة..
لا كما يجب أن تراها...ماذا يعني هذا الكلام ؟
ما أقصده بهذه الأمثلة هو أن أوضح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط.. لا كما يجب أن نراه..
نحن لا نرى الحقيقة لكننا نراها في ضوء تجاربنا نحن، أختلف معك حين نختلف مع شخص ما في
الرأي, يتمسك كل منا برأيه الذي كونته خبراته و تجاربه السابقة حاول أن ترى الصورة الحقيقية.. ليس
كل ما تراه صحيحا هو بالضرورة صحيح...! لأنك ما تراه هو ما تمت برمجة عقلك عليه .. ألم تخطئ منذ
قليل في قراءة كلمة (في) الزائدة ؟
أعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك اقبل النقاش وأعد النظر في أفكار من يختلفون معك... إنهم
فقط لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي يفكروا مثلما تفكر، لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما
يكونون على شيء من الصواب ؟
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين ولا تتمسك برأيك دائما لمجرد أنه رأيك.. أعد النظر في برمجتك السابقة ولا تفترض دائما أن كل ما تراه صوابا و بديهة هو بالضرورة صوابا و بديهة

هل سمعت قصة الفيل والعميان ؟
يُحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. وطلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في
وصفه بدؤوا في تحسس الفيل وخرج كل منهم ليبدأ في الوصف قال
الأول: الفيل هو أربعة عمدان على الأرض قال الثاني: الفيل يشبه الثعبان تماماً وقال الثالث: الفيل يشبه
المكنسة وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار..وتمسك كل منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتهم كل
منهم أنه كاذب ومدع بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل والثاني بخرطومه, والثالث بذيله كل
منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة.. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
من منهم على خطأ في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟
بالتأكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه.. فحين نختلف لا يعني هذا أن
أحدنا على خطأ !! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر إن لم تكن معنا فأنت
ضدنا ! لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا ، لا تعتمد على نظرتك
وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه .. رأيهم الذي قد يكون
صحيحاً أو على الأقل.. مفيداً لك .