هل أنت عدوانى؟
أحبتى فى الله كثير منا إن لم يكن معظمنا يعانى قسوة الحياة وهمومها ومشاكلها التى لا تننتهى ومن ثم نعيش فى جو مشحون بالمثيرات العصبية والنفسية التى تضغط بقوة على الجسد والروح ومن هنا يظهر التنفيس عن هذه الضغوط بشكل أو آخر قد يضر بالنفس والآخرين ومن هنا نطرح هذا السؤال هل أنت عدوانى ؟ وهل يجب على المسلم أن يكن غير ذلك ؟ وهل العدوانية جزء من تكوين النسيج العصبى للإنسان أم لا ؟ وهل فكرت يوما تقيس درجة العدوانية لديك ؟. وهل علمت أن أغلب مشاكلك الأسرية والإجتماعية من هذه المشكلة الغير مدركة ؟ وهل علمت أن العدوان هو الخطر القادم وان شئت فقل الخطر المستتر بين أضلاعك وفى بيتك وبين ابنائك وفى عملك وفى جميع معاملاتك ؟ وهل علمت أن الحل بسيط ؟
حبيبى فى الله أقدم لك طرحا بسيطا من رسالة الماجستير الخاصة بى كمقدمة للموضوع ولو كان هناك من العمر يكن بالمشيئة فيض من التوضيح وأسأل الله لى ولكم النجاة : تفضلوا بقبول مع وافر التحية
يعتبر العدوان أحد الصفات المميزة للسلوك الإنسانى التى منحها الله عز وجل لكل إنسان وبهذه الصفة يستطيع الإنسان أن يتعايش مع مجتمعه وقد يظهر العدوان كسمه لدى البعض وحالة عند البعض الأخر حسب الموقف أو المثير وإن لم يكن العدوان جزءاً من تكوين النسيج النفسى للإنسان لما استطاع مواجهة أى أذىً يتعرض له ولكن الخطورة فى أن يتعدى هذا العدوان كونه وسيلة للدفاع عن الحقوق والواجبات على كونه مشكلة مرضية أو ظاهرة سلوكية تهدم أمن الفرد والمجتمع .
يعد العدوان "Aggression " من الأمور التى أثارت العديد من الخلافات فى الرأى بين الباحثين والمتخصصين وعلى رأسهم"ادلر Adler "، "وباندورا Bandura" فالعدوان مفهوم متسع فيما يتعلق بدلالة اللفظ ذاته ، فلك أن تتصور أن مجرد إظهار علامات الإمتعاض أو السخريه تجاه شخص ما يندرج تحت ما يسمى بالأفعال العدوانية مثله فى ذلك تماما كإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى رغم الفارق الهائل
بينهما0
والعدوان ظاهرة عامة تبدو بوضوح فى سلوك جميع الكائنات الحية على السواء وإن ظهر فى أشكال وأساليب مختلفة إلا أنها جميعاَ تعنى العدوان وهو سلوك عرفه الإنسان منذ الخلق الأول بقصة ( قابيل وهابيل ) 0
ولقد ساق إلينا القرآن الكريم كلمة العدوان بأشكالها فأوردها بلفظ ( العدوان ) فى سبع آيات بسور(البقرة، المائدة ، القصص ، المجادلة ) وبلفظ (عدواناً ) مرة واحدة فى سورة النساء وبلفظ (العداوة ) فى ست آيات بسور ( المائدة ، فصلت ، الممتحنة ) وبلفظ (عدو) فى عشرين آية بسور ( النساء ، الأنعام ، الأنفال ، التوبة ، يوسف ، الكهف ، طة ، الشعراء ، القصص، يس ، الزخرف ، المنافقون ) . ( 49 :450 )
ويعتبر العدوان أحد الصفات البشرية التي لازمت الإنسان منذ القدم ، لذا فقد إفترض البعض أن الإنسان عدوانى بطبعه ، ومنهم من رأى أن العدوان ليس بطبع الإنسان ولكن نتيجة الإحباط الذى يتعرض له فى حياته ، ويرى أخرون أن العدوان نتيجه لعمليات التعلم والتطبيع الاجتماعى ، وهناك من يرى أن الطاقه العدوانيه تعتبر بمثابة موجهات لسلوك الانسان 0ولقد تناول الإسلام هذه الظاهره بإعتبارها جانحه يصعب قمعها فترك لها منطلقا ومتنفسا فقال تعالى :" 000 فمن اعتدى عليكم فاعتدو عليه بمثل مااعتدى عليكمواتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " (البقرة : 194) ولكن المولى عز وجل لم يترك هذة النزعه للعدوان تفتك بالبشر ، بل امتدح من يملك زمام نفسه فقال " وجزاؤ سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ( الشورى :40)،
ولقد حاولت من خلال( القراءات النظرية والدراسات العملية والنظره الشموليه التى تمكننا من قياس ظاهرة السلوك العدوانى بموضوعيه ) تحديد أربع أركان للعدوان وهى أنه :
(1) سلوك .
(2) موجه .
(3) يلحق الأذى بالأخرين .
(4) نواتجه تؤدى للمتعه
ومن خلال هذه الأركان الأربعة والنظريات المفسرة للعدوان قمت بوضع تعريف للسلوك العدوانى من خلاله تستطيع الحكم على نفسك وعلى من حوللك بامتلاك النزعه العدوانية ومن ثم تحتاج الى الععلاج أنه :
" كل ما يصدر عن الفرد من أقوال أو أفعال موجهه أو مكتسبه حركتها دوافع وانفعالات مركبه فى إطار غريزي ينفس فيه الفرد عن طاقته المكبوته بهدف الاستمتاع بأذى الآخر " .
من تتحقق فيه هذه الأركان بقياس ومطابقة فعله عليها كان لديه عدوان وتتحقق فيه صفة العدوانية 0
م0ن
المفضلات