جاك ويلش و صيغة القيادة الناجحة
The 4 E Leader
جيفري كرامس
يعتبر جاك ويلش من الشخصيات التي دخلت علم الإدارة من باب واسع فأصبح لبنة من لبنات التاريخ الإداري.
كان لويلش تجربة رائدة في شركة جنرال إلكتريك تجاوزت العشرين عاما سجل خلالها سلسة من النجاحات كان عمودها الفقري ما أطلق عليه فيما بعد نموذج 4E للقيادة.
كان لويلش الفضل في تحويل جنرال إلكتريك من شركة مصنعة فتية إلى شركة عملاقة للخدمات والمنتجات الثقيلة. لقد تمكن من زيادة قيمة الشركة بمقدار ثلاثين ضعفاً.
تحدى ويلش بعضاً من تقاليد الشركة المتأصلة (على سبيل المثال قام بتسريح أكثر من 100.000 عامل)، وبإحداث نقلة نوعية في ثقافة الشركة الضيقة والمحدودة (قام بتسريح المخططين الاستراتيجيين، وضَمِن وجود قادة يستمعون للعمال، واقتراحاتهم وتساؤلاتهم وشكاويهم..)، ولكن أكثر مقومات نجاحه بروزاً كان انتقاؤه وتطويره للقادة.
ساعد نظام جنرال إلكتريك ويلش في انتقاء وتطوير قادة يمكنهم أن يتوافقوا مع ثقافة الشركة التي تعتمد على الأداء عالي الجودة.. هؤلاء القادة الذين تمكنوا من إحراز نتائج عالية في اختبارات ال 4E، كانوا هم من ساعدوه في تحقيق هدفه في الوصول بالشركة إلى القمة بين الشركات العالمية الأكثر شهرة.
العناصر الأربعة The 4E:ما هي المقومات التي تجمع بين هؤلاء القادة الاستثنائيين؟
إن قادة العناصر الأربعة يتمتعون:
بالطاقة Energy :يقول ويلش إن الأفراد مع الطاقة يحبون أن يعملوا باستمرار ودون انقطاع. كلنا يعرف أفراداً من هذا النوع يعملون بطاقة غير محدودة.
أولئك الذين ينهضون كل صباح بحماسة شديدة لمتابعة أعمالهم. هؤلاء هم الذين يتحركون بسرعة 95 ميلاً في الساعة في عالم سرعته 55 ميلاً في الساعة.
وبارعون في تحفيز الأفراد Energizers: يعرفون كيف يحفزون الآخرين للإنجاز؛ يضعون الرؤيا ويدفعون الأفراد للعمل بناء على هذه الرؤيا.
المحمّسون يعرفون كيف يحملون الآخرين على التفاعل مع الرأي أو الاعتقاد. هم غيريون (ليسوا أنانيين)، يمنحون الآخرين التقدير عندما تسير الأمور في مسارها الصحيح ويسرعون إلى تحمل المسؤولية عندما تتخذ الأمور مساراً خاطئاً. لماذا؟
لأنهم يدركون أن المشاركة في التقديرات و الانفراد في تحمل اللوم يشجع زملاءهم ويزيد من حماستهم للعمل.
ويتمتعون بروح التحدي والحزم Edge: هؤلاء هم النماذج المنافسة، إنهم يعرفون كيف يصنعون القرارات الصعبة فعلاً، ولا يسمحون لدرجة الصعوبة مهما بلغت أن تقف حائلاً بينهم وبين تحقيق أهدافهم.
هؤلاء القادة لا يترددون في صناعة ما يطلق عليه بيتر دروكر قرارات "حياة وموت": الاستئجار (التوظيف)، والترقية، والطرد، أو بعبارة ألطف إنهاء الخدمة.
تنفيذيون = يفعلون ما يقولون Execute: المقومات الثلاث التي ذكرناها آنفاً هامة وضرورية، إلا أنها تبقى فارغة من محتواها ولا معنى لها دون نتائج ملموسة.
الأفراد الذين ينفذون بشكل فعال يفهمون أن الفعالية والإنتاجية ليستا أمراً واحداً، أفضل القادة هم أولئك الذين يعرفون كيف يحولون الطاقة والحماسة والتحدي إلى أفعال ونتائج، هم يعرفون كيف ينفذون.
هل مقومات جاك ويلش للقيادة هي كل شيء؟
لا أحد يحاول أن يبرهن – ولا حتى جاك ويلش نفسه - أن 4E تختصر جميع مقومات القيادة الناجحة أو أنها تشكل الحد النهائي لها؛ إذ تعتبر صفات مثل الاستقامة والأمانة integrity، والشخصية القوية، وأخلاقيات العمل، وصفات أخرى أعمدة المنصة التي تقف عليها القيادة؛ ومن دونها سيكون القائد عاجزاً عن أداء مهماته القيادية.
فعلى سبيل المثال قد يمتلك القائد طاقة عالية جداً وحماسة للعمل منقطعة النظير إلا أنه يفتقد للأمانة والاستقامة . هذا النوع لن يكون محترماً بين زملائه، أو بين المجموعة التي يقودها.
عنصر هام آخر
في صحيفة الوول ستريت Wall Street journal ، استخدم ويلش نموذجه الذي وضعه للقيادة (4E) في تقييم المتنافسين الديمقراطيين على كرسي الرئاسة (قد يفيد التنويه هنا إلى أن ويلش جمهوريٌ).
في تصنيفه للمتنافسين، أضاف ويلش صفة جديدة جعلها من مقومات القيادة الأساسية: "العاطفة".
شعر ويلش أن نموذجه يحتاج ليكتمل إلى "العاطفة" إن أفضل القادة هم أولئك الذين يمتلكون عاطفة قوية تجاه عملهم ومن حولهم.
في مكان ما بين الاستقامة والعاطفة تقع المقومات الأربع التي وضعها ويلش.
طبعاً تسلسلها ليس حتمياً فقد يأتي أحدها قبل الآخر وقد تكون بين صعود وهبوط...
كل شيء يبدأ من الطاقة، فبدون الطاقة سيواجه القائد صعوبة كبيرة في تحفيز الآخرين، والمدير الذي لا يكون قادراً على تحفيز العاملين معه سيفتقد روح التحدي والمنافسة، وسيواجه الكثير من الصعوبات في التنفيذ والإنجاز المستمر.
التحفيز هو كل ما يتعلق بخلق الحماسة لدى العاملين، وهو الشيء الذي يجمع عليه جميع القادة من المفكرين الإداريين على أنه المفتاح للقيادة الناجحة والفعالة.
يقول جون كوتر John Kotter من مدرسة هارفرد للأعمال أن القيادة ضمن المنظمات الكبيرة والمعقدة تشمل ثلاث عمليات ثانوية أخرى:
إضافة إلى تأسيس الوجهة التي سيسلكها العاملون، وتنظيم الأفراد، فإنه يتوجب على القائد أن يحفّز الأفراد وهذا يعني: "جعل الأفراد في حركة دائبة ومستمرة في الاتجاه الصحيح نحو التغيير بالرغم من الحواجز البيروقراطية والسياسية".
منقول........