دروس ادارية وقيادية من البطولات الرياضية لا سيما كأس العالم وتنظيم قطر لبطولة 2022
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة

- - كل مرة اتابع بطولة رياضية يشارك فيها منتخبنا الوطني او منتخبات عربية
حيث اشجع العرب في نهائيات وبطولا ت كأس العالم عندما تكون سورية غائبة
عن البطولة ( سورية غائبة دائما عن تصفيات ونهائيات كأس العالم )
انتهت بطولة اسيا وانتهت بطولة كأس العالم لكن الدروس القيادية
والاستثمارية والسلوكية المستفادة منها لم تنتهي ولا تنتهي
من المؤكد ان المعطيات والاسباب والتحضيرات التي ادت الى فوز الفائزين هي
التي ادى غيابها الى خسارة الخاسرين
ومن واقع قراءاتي ومتابعتي ومشاهدتي لكرة القدم العربية وهي قليلة حيث
احلل احيانا سلوك القيادات الرياضية المحلية والعربية استطيع القول ليس
هناك فريق عربي واحدمؤهل للفوز باحدى الكؤوس القادمة أي كأس العالم مثلما
ليست هناك دولة او مؤسسة او شركة او جامعة عربية مؤهلة لقيادة العالم
اقتصاديا او سياسيا او علميا
لذلك فانني اراهن على استحالة فوز العرب ما لم يغيروا ما في انفسهم وهذه
بعض الدروس والعبر المستفادة والمستقاة من المونديال الاخير علنا نستفيد
نحن العرب

الدرس الاول الارض لا تلعب مع اصحابها والتاريخ لا يلعب مع اصحابه

لا توجد بطولتان لكأس العالم متشابهتان ولذلك فان فوزك اليوم لا يضمن فوزك غدا
واداءك اليوم لا يؤشر الى مستوى اداءك في المستفبل
فقد لعبت فرنسا وبريطانيا نهائي كأس العالم مرارا وفازتا تكرارا لكنهما
لم تتأهلا للدور الثاني هذا العام في المونديال الاخير
وهذا هو حال العرب فنحن اكثر شعوب العالم ارتهانا للتاريخ نتغنى بامجاد
الماضي ونتفاخر ببطولات الاجداد واننا كنا سادة الدنيا ونغفل عن
المستقبل وعما يجري اليوم في العالم
وبما ان الارض لا تلعب مع اصحابها فلم يفز أي فريق اسيوي او افريقي
ببطولة العالم لا على ارضه ولا خارجها

الدرس الثاني الخبير الاجنبي العالمي ليس بديلا وليس افضل من الوطني


اغلب الفرق والمنتخبات العربية تعتمد على لا عبين ومدربين اجانب وكذلك هي
المؤسسات العربية بل ان الدول العربية تثق بالسياسي والاقتصادي والاداري
والرياضي الاجنبي اكثر من العربي لكن اقباس النظم واستيراد التكنولوجيا
والفكر الغربي لا يكفي نحن بحاجة الى روح علمية وادارية وهذه لا يمكن
استيرادها لاننا نعيش استسلامية علمية ونحن شعب لا يقرأ

الدرس الثالث الموهبة الفطرية لا تكفي

لعب لفرق امريكا الجنوبية وافريقية افضل اللاعبين واكثرهم شهرة وموهبة
ودرب فرق الارجنتين والبرازيل نجوم كبار تألقوا في الماضي القريب لكن
المواهب الكروية مثل الموارد الطبيعية تحتاج لمن يحسن استثمارها وادارتها
وتوجيهها
في العالم العربي موارد طبيعية لا تنضب ومواهب علمية وثقافية ورياضية
جيدة وعملاقة احيانا ولكن بدون ادارة ورعاية وتنسيق واستثمار فعال وبدون
تعاون وروح فريق وعمل فريقي وفي غياب حرية التعبير والتفكير واهمال
الكفاءات تكون النتيجة هدر وفشل للموارد وبالتالي خسارات وهزائم
وانكسارات

الدرس الرابع القائد ليس نصف الفريق بل هو الفريق كله

لقد كان مدرب فرنسا عصبيا وعنصريا بينما كان مدرب اسبانيا اسدا ولقد قال
نابليون جيش من الارانب يقوده اسد افضل من جيش من الاسود يقوده ارنب لذا
خسر مدرب فرنسا وخسر مارادونا المغرور الذي اهتم بساعاته وملا بسه وربح
القائد الاسباني الذي راعى حركة الكرة والوقت واستمع الى مشاعر الجماهير
الاسبانية ومشجعي الكرة الاسبانية

الدرس الاخير السلوك الجمعي هو الذي يحدد النجاح

لا يمكن عزل كرة القدم عن الاقتصاد والسوق والادارة والبيئة المحيطة
والثقافة السائدة فتعالوا نقارن نتائج الفريق الكوري الجنوبي مع نتائج
الفريق الكوري الشمالي الحرية والموارد البشرية تصنع نتائج جيدة اما
الخطابات وفرض الاشياء لا يجدي نفعا
وهكذا نحن العرب اذا لم نؤمن بالعمل الجماعي والفريقي لم نحقق نتائج
ايجابية جدا ونحن اليوم كما تعلمون في اسفل القائمة في كل المعايير
والبارحة قرأت خبر جميل مفاده ان عالم عربي وحيد في الناسا يؤمن بالجن
والعفاريت ارجو ان يكون الخبر كاذبا
فلنستفيد من دروس الكرة ونطبق في ميادين اخرى ولنفعل في الغد ما نتعلمه اليوم
عبد الرحمن تيشوري تشرين1- 2011