كان هناك طفل يصعب إرضاءه...
وكان كثير التذمر والانفعال..
ذات يوم... أعطاه والده كيس مليء بالمسامير وقال له :
يابني...قم بطرق مسماراً واحداً في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص من حولك...أخذ الولد الكيس مستغرباً ومضى....

في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسماراً في سور الحديقة ...
وفي اليوم الثاني قام بطرق 30 مسماراً في السور...
وهكذا..................
وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه أكثر مما سبق...
وكان عدد المسامير التي توضع يومياً ينخفض شيئاً فشيئاً...

اكتشف الولد أنه تعلم بسهولة كيف يتحكم في نفسه، وكان ذلك أسهل من الخروج والطرق على سور الحديقة لعدة مرات في اليوم...

في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في السور...
عندها ذهب فرحاً ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة الى أن يطرق أي مسمار...

فقال له الوالد:
الآن قم بخلع مسماراً واحداً عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك...!!!
مرت عدة أيام والولد يخلع من المسامير وأخيراً ...تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير التي كان قد وضعها في السور...

عندها...قام الوالد بأخذ ابنه الى السور وقال له:
(( بني قد أحسنت التصرف، ولكن...!!!
انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور، لن تعود أبداً كما كانت )).

وهكذا أنت تفعل مع من حولك...
عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات السيئة،فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها بأم عينك...

أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه، ولكن تكون وقتها قد تركت أثراً دامياً...
لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال موجوداً...

فلتفكر معي بني...
الأصدقاء والأخوة جواهر نادرة... هم يبهجونك ويساندوك...
هم جاهزون لسماعك في أي وقت تحتاجهم...
هم بجانبك يفتحون قلوبهم لك...
لذا ...ابحث عنهم فهم حولك...عبر لهم عن مدى حبك وحاجتك إليهم...

أعط الناس أكثر مما يتوقعون عندما يحتاجون عطاءك...
عندما تقول لهم أحبكم، فلا بد أن تعنيها بكل ماتحمل من معانٍ...

حاول ألاتجرح لألا تعتذر وإن اعتذرت وقلت "أنا آسف"، انظر في عيني الشخص الذي تكلمه ليشعر بأسفك وندمك عى فعلك أو كلامك المسيء له ولاتكرر الخطأ...

لا تعاقب أو تصدر حكماً على الآخرين وفقاً لما تسمعه عنهم، ودون الرجوع إليهم لمعرفة ماحدث...

إذا سألك أحدهم سؤالاً لا ترغب في اجابته، لاتعترض مباشرة...
ابتسم واسأله : لماذا ترغب في معرفه الإجابة؟!! تواصل معه قدر الإمكان...

عندما تخسر أحداً ممن حولك لا بد أن تستفيد من خسارتك بأن تعتبر وتغير وتعرف سبب الخسارة...
احترم نفسك...
احترم الآخرين...
احترم تصرفاتك وكن مسئولاً عنها...

ابتسم عندما ترد على الهاتف...فإن المتصل سوف يشعر بذلك في نبرة صوتك...

تذكر أنه في بعض الأحيان لا ننتبه كثيراً إلى من حولنا لأننا مشغولون بالتفكير في هؤلاء البعيدون ...

تذكر أن هناك أناس يدعون لك بالتوفيق دائماً ولكن....لايسعهم الاقتراب منك لأنك...!!! لأنك...!!!

كثير التذمر والانفعال...