الألم ليس مذموما دائما و لا مكروها أبدا فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
إن الدعاء الحار يأتي مع الألم و التسبيح الصادق يصاحب الألم، و تألم الطالب زمن التحصيل و حمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا .لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية .
و تألم الشاعر و معاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا لأنه انقدح مع الألم من القلب و العصب و الدم فهز المشاعر و حرك الأفئدة . و معاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر و الصور و الذكريات .
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة و الراحة و لم تلدغه الأزمات و لم تكوه الملمات ؛إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
و إن الشاعر الذي ما عرف الألم و لا ذاق المر و لا تجرع الغصص تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث و كتلا من زبد القول ؛لأن قصائده خرجت من لسانه و لم تخرج من وجدانه و تلفظ بها فهمه و لم يعشها قلبه و جوانحه .
الدكتور عائض القرني
لاتحزن..الفصل الثالث..نعمة الألم
المفضلات