كشفت دراسة للدكتور ياسر العيتى حملت عنوان (الذكاء العاطفى ) نظرة جديدة فى العلاقة بين الذكاء والعاطفة ان مصطلح ذكاء العاطفة ولد قبل عشرين عاما اذ لا حظ علماء النفس و السلوك ان نجاح الانسان وسعادته فى الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط , وانما على صفات و مهارات قد توجد و قد لا توجد عند الاشخاص الاذكياء ,, حيث اطلق العلماء على هذه الصفات و المهارات تسمية الذكاء العاطفي وباو بإجراء ابحاث واحصائيات حول هذا الذكاء الذي اكتشفوه . وقد بينت هذه الابحاث مكونات الذكاء العاطفي وكيفية تحديد مستواه , و ماهى الوسائل الكفيلة برفع هذا المستوى ,كما اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان النجاح و السعادة فى الحياء متوقفان على مستوى الذكاء العاطفي عند الانسان و ليس على مستوى ذكائه العقلي . وتقول الدراسة الصادرة عن دار الفكر فى دمشق ان حوالي الف مؤسسة امريكية قامت بإجراء ابحاث شملت عشرات الالوف من الاشخاص على مدى العشرين سنة الماضية و قد توصلت كل هذه الابحاث الى النتيجة نفسها و هى ان نجاح الانسان و سعادته فى الحياة يتوقفان على مهارات لا علاقة لها بشهاداته و تحصيله العلمي . فقد تبين من خلال هذه الابحاث ان كثيرا من الاشخاص اللذين تخرجوا من جامعات مشهورة و كانت درجاتهم ممتازة لم ينجحوا كثيرا فى حياتهم العملية او الاسرية و العاطفية , فى حين ان اشخاصا تخرجوا من جامعات عادية , وكانت درجاتهم عادية استطاعوا ان يؤسسوا شركات ضخمة , ويكونوا ثروات هائلة وهم يتصفون بالاستقرار العاطفي و النجاح في علاقاتهم الاسرية و الاجتماعية حيث لا يعنى ذلك بالطبع انه لا دور للشهادات العلمية والدرجات العالية في تحقيق النجاح , لكنها لا تكفى وحدها ولابد من ان تتوافر معها صفات و مهارات معينة . ويشير الدكتور العيتى الى ان العلوم الانسانية تختلف عن بقية العلوم الطبيعية في ان مصطلحاتها لا تحمل تعريفا محددا يتفق عليه الجميع وينطبق هذا على تعريف الذكاء العاطفي ولكن كثيرا ما يردد الباحثون في هذا المجال ان الذكاء العاطفي هو قدرةالانسان على على التعامل الايجابي مع نفسه ومع الاخرين , حيث هناك تعريف آخر يتفق عليه كثير من العلماء و هو ان الذكاء العاطفي يعبر عن قدرة الانسان على التعامل مع عواطفه بحيث يحقق اكبر قدر من السعادة لنفسه و لمن حوله .ويؤكد الباحث ان للتفكير علاقة متبادلة مع الشعور فكثير من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة لنمط معين من التفكير فإذا غيرنا هذا النمط تبدلت تلك المشاعر , فالانسان المتفائل يفكر بطريقة النظر الى النصف الملئ من الكاس , و بالتالي يتولد فى نفسه شعور التفاؤل والانسان المتشائم يفكر بطريقة النظر الى النصف الفارغ من الكاس و بالتالي يتولد في نفسه شعور التشاؤم كما ان الشعور بدوره يؤثر على تفكير الانسان فالانسان المتشائم يكون في حالة من القلق و التوتر لا تمكنه من التفكير الايجابي او لا تمكنه من التفكير على الاطلاق . اختكم في الله
المفضلات