من لوازم وادوات المدرب
وسائل الدفاع الاولية التي يجب
ان يعرفها المدير والمربي

عبد الرحمن تيشوري
هي مجموعة من اشكال السلوك التي يلجا اليها الفرد في سعيه وراء اشباع حاجة وجد ما يعيقها او مواجهة خطر واقع او متوقع انها ليست شاذة من حيث انها منطلق ولاهي خاصة باناس دون اخرين انها عامة في شكلها السوي ولكنها توجد كذلك عند من هو مصاب باضطراب نفسي وقد يصيبها التطرف فتصبح شكلا من الانحراف
ان قاعدتها في اللاشعور قوية ولكنها ليست لاشعورية كلها
ان الظروف التي تواجه الشخص ( الانسان – المدير – المربي ) كثيرة ومتنوعة منها ما هو بسيط من حيث الخطر او يكون شديد ومعقد من حيث الخطورة
- قد يتخذ الانسان الشخص المدير المربي عدد من ردود الفعل مثل:
- يستسلم الشخص حين لاتكفي وسائله وقد يحاول تخفيف الضغط الداخلي الناجم عن الشعور بالخطر وقد يلجا الي وسائل دفاعية اخرى
- تختلف وسائل الدفاع عن بعضها ولكنها تشترك في هدفها او وظيفتها التي هي الدفاع عن الذات في وجه نوع ما من انواع الخطر يتهددها
· فرويد يرى بان الذات تاخذ موقفا دفاعيا حين لاتستطيع الرد على المؤثر داخليا كان ام خارجيا وراى ان لللاشعور مكانة هامة وقد جاء بمفهوم الكبت وجعل منه الحجر الاساس في الدفاع عن الذات
مثال: حين يمر احدنا بمناسبة مؤلمة وتترك هذه التجربة اثرا بالغا فاننا نميل الي تجنبها ويكون ذلك دفاعا عن ذاتنا ضد الالم
لكن فرويد عاد وجمع اتجاهه الاول مع الثاني وراى بن الدفاع هو ظاهرة نفسية واضحة والكبت هو احد اشكال وسائل الدفاع واخذت الانا عنده اتجاها مماثلا
تصنيف وسائل الدفاع

تؤلف وسائل الدفاع الاولية زمرة خاصة بين وسائل الدفاع المختلفة لكثرة ما تشترك فيها من صفات من حيث الموقف الذي تظهر فيه ومن حيث تعقدها واشكال وسائل الدفاع الاولية موجودة في حياة الشخص السوي وموجودة لدى من يوصف بالشذوذ
ليست اضطرابات عقلية من حيث الاصل ولا هي امراض لاضطرابات عقلية بل هي طرق يحاول الفرد اللجوء اليها لتجنب اخطار الاحباط والصراع والالم يطلق عليها عدة تسميات منها:
· وسائل الدفاع الاولى :
وهذا السم ياتي من حيث مستوى التعقد من جهة ومن حيث تكونها الاولي في مراحل الطفولة من جهة اخرى
· اليات دفاع الانا:
انها تقترب من العادة في سرعة حدوثها وسهولة اللجوء اليها انها وسيلة الذات المباشرة في الدفاع عن نفسها
· الحيل اللاشعورية:
انها ليست لاشعورية بتمامها ولا في كل اشكالها ولكن اللاشعور يحتل فيها مكانة هامة وتبقى شعورية من حيث بعض مظاهرها السلوكية وهي:
الكف

ايقاف الفعالية المنظمة التي تقوم بها العضلات من اجل تنفيذ غرض ما للبدء بفعالية منظمة اخرى
ويعد الكف الية دفاعية بسيطة وهو ظاهرة من ظواهر حياتنا اليومية قد يكون الكف عضليا او قد يكون عقليا : الشخص الذي يصاب باحباط مفاجئ يظهر متوقفا فجاة عن الاستمرار في سير محاكماته ويبدو لحظة وانه غير قادر على تمييز شيء او التفكير به
الكظم
هو سلوك دفاعي ذو مكانة خاصة في حياتنا الاجتماعية وهو رمز قوة الارادة او قوة الشخصية وانه وسيلتنا الي الارتفاع او التسامي وهويحتل مكانة خاصة من حيث تعبيره عن ظاهرة اخلاقية
ويعني الضغط المقصود لدافع يعتبر ظهوره خطر فيما يتصل بالفرد والكظم ضبط لذلك الدافع ومنعه من الظهور على شكل سلوك خارجي ويظهر الكظم عملية شعورية مبطنة بعوامل لاشعورية وهونتيجة توازن او صراع بين عدد من الدوافع يكون بعضها شعوريا ويكون الخر لاشعوريا مثل تقديرنا لمكانة الاخر او حديث الاخرين عنا والمثل العليا التي نؤمن بها
النكران

هو عملية دفاع تعمل على نكران للواقع الذي يسبب وجود التوتر لدى الشخص ويظهر ذلك في اوضح اشكاله في حياة الطفولة مثال طفلين يلعبان ويؤدي اللعب بينهما الي بعض الخلاف الحاد ثم لايلبسا ان يؤثرا نسيان الماضي معا على اساس انكار ماحدث والبدء من جديد اللعب بصفاء
انا فرويد تحدثت عن شكلين من النكران :
- شكل يستعمل التخيلات ويظهر عند طفل خجول يخيل انه يملك اسد يدربه والاسد لايخاف منه ولكنه يتضايق من كل شخص اخر وهكذا ينكر الطفل في تخليه ان يكون للاسد خطرا عليه
- شكل يستعمل الكلمات والافعال يظهر في كلام الطفل عن امه التي توفيت حين يقول انها سوف ترجع غدا او بعد غد وحيث يعيد القول كل يوم ولفترة طويلة
- يقل استعمال النكران في حياة الراشد ويبدو في الحالات العاطفية الشديدة التي تجد الذات فيها انها تستطيع النكران والدفاع عن نفسها امام خطر مثال: الام التي فقدت ابنها راحت ترعى الدمية التي كان يفضلها على انها رمز له
الكبت

هو احد اشكال وسائل الدفاع الاولية وهو يسبب الحزن او الالم ويعمل على اخفاء سلوك او دافع معين من اجل تخفيف التوتر او من اجل تجنب ما يؤدي الي ايذائنا لكن الحادثة المكبوتة لاتضمحل او تذوب ومن الممكن في حالات استعادتها ضمن اجراءات معينة والكبت هو الية تحايل وليس وسيلة بناء وهو لايحل مشكلة في واقع الامر بل يعمد الي حصرها في اطار
الاضفاء او الاسقاط
هو شكل من اشكال وسائل الدفاع الاولية ويظهر اكثر الاحيان في القاء اللوم على الاخرين فيما يتصل باخطاء نرتكبها نحن او تقصير يبدو عندنا مثال : التلميذ يلقي اللوم في رسوبه على المعلم احيانا
كما يظهر الاضفاء في حالات اخرى حيث يعزو الانسان الي غيره صفات توجد عنده ولايحبها مثال: نجد البخيل يتهم غيره بالبخل والجبان يتهم غيره بالجبن كما لوان الفرد يميل الي تاكيد تقديره لذاته عن طريق لوم الاخرين بالتقصير الحاصل لديه
- للاضفاء جانب خطير فقد يبلغ القاء اللوم على الاخرين درجة يصبح فيها الشخص دائم اللوم على الحظ والاخرين او القوى الخفية فيما يقع له او عليه من سوء
التبرير

هو التسويغ في عقلنة السلوك او تفسيره باسباب تبدو معقولة ومقبولة بينما تكون الاسباب الحقيقية انفعالية
مثال: عندما يحاول شخص ان يسوغ فعل غير لائق قام به عن طريق وصف نفسه بانع لم يكن بكامل قوته ولم يكن هو نفسه حين ارتكب ذلك الفعل مثال: تبرير الطالب الذي لم ينجح في امتحانات معهد الادارة بن امتحان اللغة الانكليزية كان صعب جدا بينما كان الخول الي المعهد من اعظم اماله وامانيه
التقمص

هو وسيلة دفاعية يسعى اليها الفرد من اجل اثبات تقدير الجماعة له والى اثبات تقديره لنفسه
ويظهر التقمص لدى الشخص على شكل نزوع الي ربط شخصه باخر او بفئة او بمجموعات صفات متوافرة في مؤسسة ما والميل الغالب في هذه الحالات هو نزوع الفرد الي ابراز صفاته من غير ان يتحدث عنها حين تكون الصفات المعروفة عن الفئة التي يتقمص شخصيتها ويعرف عن نفسه بها
فنحن ننزع الي مماثلة صفات غيرنا وهذه الصفات تكون متوافرة لديهم ومعروفة عنهم وهذه الصفات غير موجودة لدينا مثال : البنت التي تتقمص صفات امها التي تقدرها كثيرا ويقد يصل التقمص الي التطرف كان يقوم احد الاشخاص بتقمص شخصية نبي اوبطل
والتقمص مفيد في ميدان التربية والادارة عندما يتقمص الموظف او التلميذ شخصية المدير الناجح المتفوق
التعويض
هو مجموعة من ردود الفعل يكون القصد منها الظهور بصفة ما بغية تغطية صفة اخرى او يكون القصد مواجهة ذلك الشعور بالنقص الذي يمكن ان ينتهي اتليه شخص ما امام ضعف او قصور واقعي
مثال : سعي بعض الفتيات الي انواع من الملابس والاحذية تكون كافية في اخفاءبعض عيوب تكوين الجسم او طولة
فمثلا الشخص المصاب باعاقة جسدية نرى بانه يسعى الي القوة لانجاز شيء ما في جهة يستطيع فيها ان يعوض النقص الذي يعانيه في الجهة التي بها العاهة وقد يكون التعويض غير مثمر احيانا وياخذ شكل سلوك لا اجتماعي يزعج الجماعة
النكوص

هواصطدام الانسان بعائق يعوق اشباع دافع لديه ويصعب التغلب عليه فانه يمر بحالة من الخيبة او الاحباط ففي هذه الحال قد يرجع الي اسلوب قديم كان قد اعتاد ان يحصل به على بعض الطمانينة مثال : السيدة التي فشلت في حياتها الزوجية فراحت تبكي وهي تطلب من امها ان تضمها كما كانت تفعل وهي صغيرة ومن اشكال النكوص الاغراق في احلام اليقظة اغراقا يغدو معه البالغ كالطفل
الا خيلة والاوهام
هي وسيلة الدفاع التي نلجا فيها الي تركيب ما نريد ان نصل اتليه مما لم يتيسر لنا ادراكه في الواقع ونظهر فيه الرغبات ما لم نستطع اظهاره امام الاخرين
والاخيلة هي اشكال من التركيب تضم مجموعة من الصور ترتبط مع اشباع الحاجات ويغلب فيها ان يكون المثير فيها انواع الخيبة والفشل في الحياة الواقعية وليست كثرة الاحلام الا نوع من تحقيق ما خاب في الحياة الواقعية والغالب في الاخيلة ان نكون فيها واحد من بطلين
· البطل المظفر المنتصر دائما على غيره
· * البطل الذي يتحمل ظلم وعذاب الاخرين
· تميل احلام الجندي الي جعله البطل الذي يتغلب على اعدائه ويكون لاحلامه منطلق عدواني
· قد تكون الاخيلة بناءه وهي ما يستعمل في حل مشكلة مباشرة
· قد لا تكون الاخيلة بناءة ومنتجة وقد تكون مخرج لرغبات لا تجد لها اشباعا في عالم الواقع
الابدال او التحويل
هو نقل موضوع العاطفة او التخيلات من موضوعها الاول الي موضوع اخر وقد يكون الموضوع الاول شخصا وقد يكون شيئا ما وكذلك الموضوع الثاني
والتحويل يتم كوسيلة دفاعية ويعتمد عادة على وجود صلة بين الموضوعين الاول والثاني مثال : تحويل النقد عن الزوجة الي امها
ويلجا الشخص الي التحويل امام ضغط داخلي ومقاومة خاصة من موضوع الضغط مثال : قد يلجا الانسان الي الشتائم في سعيه الي الدفاع وتكون الشتائم نوعا من التحويل
ومثال اخر : الابن الذي يرمي معطفه على الارض محولا اتليه غضبه الناجم عن نقد ابيه له وبذلك فهو يوفر على نفسه صراعا قاسيا قد يحدث لديه لو جابه اباه بكلام قاس
الرد المعاكس

هو نوع من النزوع الرجعي الي اظهار انماط سلوك تكون على النقيض من دوافع ونزعات مكبوتة وغير مقبولة اجتماعيا ويتميزالرد المعاكس بارتداد متعصب ومتطرف الي اخلاق مقبولة اجتماعيا وممدوحة تحل في حياة الفرد الظاهرة محل نزعات نحو اللذة ينكرها المجتمع
ويبدو الرد المعاكس احيانا لدى شخص يهاجم اشكالا من السلوك عند الناس يظهر فيها انها مخالفة للاخلاق بينما تكون دوافعه المكبوتة متفقة في حقيقتها مع ما هو لدى الناس مثال :
شخص يهاجم الكتب التي تبرز قضايا الجنس بينما يكون هو في حال يكبت نزعات جنسية من نوع ما تبرزه تلك الكتب
الاعلاء او التسامي

وهو نوع خاص من التحويل يغلب فيه ان يكون مرتبطا بالدافع الي اللذة وموضوعها انه تحول في الموضوع الذي تندفع اتليه اللذة من موضوع اول يغلب ان يكون موضع نقد من المجتمع الي موضوع ثاني يغلب ان يمتدحه المجتمع ويقدر صاحبه تقديرا عاليا
مثال : الشخص الذي يجد الضيق او الحرج في اشباع لذته بطريقته الخاصة التي يرفضها الاخرون يجد البديل فيها بالرسم والتصوير والشخص الذي يحمل دافع التلذذ بتعذيب الاخرين يحتمل اتجاه التسامي لديه نحو التخصص بالجراحة والسعي لان يكون جراحا ناجحا والتسامي ينطوي على المتعة واللذة ويقد يوصل الي الابداع في الادب والموسيقا والفلسفة
هذه اهم وسائل الدفاع الاولية التي تلجا اليها الشخصية الانسانية لذا يجب على المدير والمربي الذي يتعامل مع البشر ان يكون اكثر علما ومعرفة بهذه الوسائل من اجل قراءة الاشخاص الذين يعمل معهم قراءة نفسية حتى لا يصل الى حد التطرف والانحراف والتصادم مع الغير
لانه دلت الدراسات على ان مراعاة العلاقات الانسانية واحوال الشخصية في محيط العمل ادت الي زيادة الانتاج والانتاجية لذا اقدم نصيحة الي المديرين والمربيين لقراءة هذه الوسائل وفهمها وهضمها والعمل بها من اجل غد افضل وادارة افضل وتربية افضل ومن اجل سورية حديثة متطورة مزدهرة 0
عبد الرحمن تيشوري
باحث في موقع الحوار المتمدن