عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 32
أساليب وفنون القيادة
أساليب وفنون القيادة
مقدمة
يعتبر موضوع القيادة من أهم الموضوعات فى إطار علم النفس الاجتماعى وعلم النفس التنظيمى وكذلك العلوم الإدارية والسلوكية .
وإذا كانت النظريات القديمة التى وضعت حول هذه الظاهرة مثل نظرية الرجل العظيم أو نظرية السمات تركز أساساً على الصفات والمميزات الفردية للقائد.
إلا أن الاتجاه الجديد لدراسة القيادة تركز على الاهتمام بالتفاعل الذى يحدث بين القائد والموقف الذى يكون فيه القائد وخاصة الهيكل الرسمى الذى يحدث فيه هذا التفاعل
ويمكن تعريف القيادة وفقاً للموقف ببساطة على أنها أسلوب عمل يقوم به القائد لتحريك المجموعة والتنسيق بين أفرادها لأداء مهمة معينة بفاعلية وإيجابية مع إدراك الجماعة لأهمية هذا الأسلوب المستخدم
ويعد دراسة عملية التفاعل داخل المنظمة هى من الموضوعات التى يجب دراستها جنباً إلى جنب مع دراسة أساليب القيادة .
اساليب القيادة
تعددت الدراسات التى اهتمت بدراسة أساليب القيادة تمثل الاتجاه الجديد ونستطيع أن نورد منها .
1- دراسة جامعة أوهايو :
وقد تناولت هذه الدراسات سلوك القائد وفق بعدين هامين هما :
(أ) الاعتبار (Consideration ) ويتم فيه فرصة المشاركة فى اتخاذ القرارات وتشجيع الاتصالات فى الاتجاهين من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى.
(ب) النشاط الموجه نحو العمل ( Task- Oriented ) ويتم فى هذا البعد بالعمل وتحديد الأدوار وتعيين المهام لإنجاز الأهداف
القيادة وفقا للموقف
2- (دراسة ميجرجر McGreger :
وهى نظرية فى الدافعية أساساً وطبقت فى مجال دراسة القيادة ( theoy Xtheoy Y ) ومؤداها باختصار ان نظرية (X ) مفترض أن الناس كسالى وغير مؤهلين لتحمل المسؤولية بينما نظرية (Y) ترى أن الناس مؤهلين لتحمل المسؤولية ومواجهة تحديات العمل .
3- (3) دراسة جامعة ميتشجان :
دراسات جامعة ميتشجان التى قام بها " ليكرت Likert " الذى أهتم بدراسة نماذج السلوك القيادى والذى توصل من خلالها إلى أربعة أنساق ليستر الادارة هى:
ان فعالية القيادة تتوقف على تفاعل أسلوب القيادة مع ملائمة الظروف أو تفاعل بين المتغيرات وخصائص القائد ويعتبر " فيدلر Fiedler " ملائمة الظروف " كأهم عامل فى تغير العلاقة بين القائد وأفراد الجماعة حيث ان عامل ملائمة الظروف " الموقف " تؤثر بصفة إيجابية وسلبية على ثلاثة أبعاد هى :
(1) العلاقات بين القائد والمرؤوسين
ويشير " فيدلر " إلى الموقف المثالى لسلوك أى قائد يتحقق عندما تكون العلاقة بين القادة والمرؤوسين جيدة حيث يعتبر أهم متغير فى أداء الجماعة ذلك لأن نوعية العلاقة هى التى تحدد مواقف واتجاهات الأفراد نحو القائد مما يؤثر بالتالى على أداء الأفراد كجماعة
ان دراسة العلاقة بين القائد والمرؤوسين يجب النظر أليها خلال منظومة التفاعل بين القيم الفردية والقيم التنظيمية من جهة وتأثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى "
القيم الفردية
تعد القيم الفردية مفهوم ضمنى أو صريح مميز من مميزات الفرد أو خاصية من خصائص الجماعة حول ما هو مرغوب فيه والذى يؤثر على اختيار أنماط ووسائل وأهداف الفعل أو هى اعتقاد ثابت نسبياً بأن أنماط محددة من السلوك أو أهدافاً غائية تكون شخصياً واجتماعيا مفضلة على نقيضاتها من السلوك أو الأهداف الغائية الأخرى ، فهى تقوم مكان المعايير فى توجيه السلوك لتحقيق عدة أهداف فى حياتنا اليومية – وهى أيضاً معايير نستخدمها لتبرير سلوكنا .
أساليب وفنون القيادة
القيم التنظيمية
تعكس القيم التنظيمية الخصائص الداخلية المنظمة فهى تعبر عن فلسفة المنظمة الخطوط
وتوفر الخطوط العريضة لتوجيه السلوك ، فهى أساسية فى تحديد الاختبارات وتحفيز السلوك ووضع القرارات .
وتدل الدراسات إلى وجود علاقة مهمة بين القيم والأداء التنظيمى ، ان المنظمات الناجحة تتميز بنظام قيم يختلف عن المنظمات الفاشلة .
التفاعل بين القيم الفردية والقيم التنظيمية
قد أوضحنا أهمية القيم فى فهم السلوك الفردى والسلوك التنظيمى وكيف ان للفرد والتنظيم أبعاد قيمة متوازية ، فكما ان للفرد قيماً غائية ووسائلة فكذلك يكون للتنظيم ، ودراسة القيم بهذه الطريقة تسهل فهم عملية التفاعل التى تحدث بين الفرد والتنظيم .
عند حدوث اللقاء بين الفرد والتنظيم فإن كلا منهما يحاول التأثير فى قيم الآخر وهذا من خلال التنشئة التنظيمية اى يتعلم الفرد من خلالها قيم التنظيم ومعايرة أو من خلال شخصا نية التنظيم Personalization أى محاولة التأثير فى قيم التنظيم وتعديلها حتى تتوافق مع قيم الفرد وأهدافه لقد أطلق Bakke على هذه العملية " عملية الالتحام " التى تعد قوة نشيطة تعمل على تلحيم قيم الفرد وقيم التنظيم من أجل السلامة التنظيمية وبناء على هذه العملية فإن العلاقة بين الفرد والمنظمة هى علاقة تبادلية وقد سماها Levinsan بالعقد النفسى Psychological Cantract حيث ينتشئ الفريقان " الفرد – المنظمة " توقعات مشتركة عن بعضها البعض والتى توجه علاقاتها .
وقد قدمت Munafard تصوراً نظرياً للعلاقة التفاعلية بين الفرد والمنظمة مفاده أنه إذا استطاعت المنظمة أن توظف أو تكون موظفين تكون حاجاتهم وقيمهم توافق توقعاتها بأن هذا يؤدى إلى تخفيض حدة الصراع بينهما ويكون هناك تطابق بين أهداف المنظمة
وأهداف أعضائها فكلما ازداد التفاعل بين قيم الفرد وقيم التنظيم أرتفع مستوى الرضا بين الأفراد وازدادت دوافعهم والتزامهم بتحقيق أهداف المنظمة لكن عندما تتناقض قيم الطرفين وتصل إلى درجة الحدة حينئذ يضطر الطرفان إلى الإعلان عنها واتخاذ قرارات بشأنها .
ومجمل القول ان كل طرف يراقب الآخر فى مجال يتكون من عدة قيم وان أدراك أحد الطرفين اى تغير فى الطرف الآخر ينجم عنه سلوك معين بناء على تفسيره لما يدركه ، فإن كان إيجابيا ينجم عنه سلوك إيجابى وان كان ما يدركه سلبياً ينتج عنه تبعاً لذلك سلوكسلبى .
ان دراسة عملية التفاعل بين الفرد والتنظيم تقدم عدة فوائد منها :
1- تساعد على تحديد القيم الفردية والتنظيمية ووضع مقاييس فعالة لقياسها
وابراز القيم التى تحتل الأولوية لدى الطرفين .
2- تساعد على تحديد مجموعات القيم المتفاعلة والسلوك الذى يفرزها .
3 - تسهل عملية التشخيص للمشاكل واسباب الصراع داخل المنظمة وذلك بفحص عمليات التفاعل بين قيم الفرد وقيم التنظيم وتحديد القيم المتناقضة والمتصارعة .
4 - يساعد هذا التشخيص التنظيم فى تحديد الإستراتيجية الضرورية من تخفيف حدة الصراع وهذا بتعديل بعض من قيمه أو تخطيط برنامج للتكوين والتوعية لتعديل قيم الفرد .
هيكلية المهمة
ويقصد بها فيدلر :
(1) وضع المهمة التى كلفت بها الجماعة تحت أشراف القائد .
(2) وضع الخطوط الفردية لإنجاز المهمة .
وكقائد عامة فان هيكلة المهمة قد تكون عالية أو منخفضة وذلك حسب نوعية المهمة التى ينبغى إنجازها .
على القائد ان يوجه الجماعة فى أسلوب تنفيذ المهمة عن طريق توفير الدعم عندما يلزم الأمر مع الاحتفاظ بعلاقات ثنائية جيدة ويمكن ربط هذا الأسلوب بالأغراض المختلفة .
(1) التوضيح :
( مهمة قوية / علاقات ضعيفة ) تلائم أكثر الأنشطة التى تتطلب مستويات محددة للأداءات أو الدقة أو التوقيت .
(2) الإقناع :
( مهمة قوية / علاقات قوية ) تلائم الأنشطة الجسمانية والتى تحمل طابع المخاطرة وتتطلب الطاعة والتشجيع أيضاً .
(3) المشاركة :
( علاقات قوية / مهمة ضعيفة ) تلائم الانشطة الاجتماعية .
(4) التفويض :
( علاقات ضعيفة / مهمة ضعيفة ) تلائم الأغراض التى يعتبر التعلم الذاتى
و الاكتشاف أساساً لتحقيق الأغراض الأساسية .
مستوى نضج المجموعة وهيكلة المهمة وأسلوب القيادة:
يقصد بالنضج القدرة على أداء مهمة معينة وأن المجموعة الناجحة هى التى يتوفر فيها ما يلى:
(1) القدرة على وضع أهداف عالية وقابلة للتحقيق .
(2) الترحيب والقدرة على تحمل مسؤولية العمل الذى تتولاه .
(3) التعليم والتدريب والخبرة اللازمة والخاصة بالمهمة التى سيتم تنفيذها وهناك ارتباط مباشر بين مستوى نضج أفراد المجموعة وبين الأساليب الأربعة السابقة وهى .
أساليب وفنون القيادة
1- التوضيح
يحتاج الأفراد والجماعة فى البداية إلى التوجيه الصحيح عن طريق واضح ومحدد الأغراض ويحدد الاتصال نوعية المهمة والأفراد الذين سيتولونها وأسلوب الأداء ، وفى هذه الحالة سوف تقل مهارات العلاقات لأن أسلوب القائد سيتوجه تماماً إلى المهمة .
2- الإقناع :
فى المراحل الأولى سوف تحتاج المجموعة والأفراد إلى تشجيع كبير لمواجهة التعلم أو الخبرة الجديدة اللازمة لتحقيق التقدم فى المهمة ، وبهذا فان القائد فى الوقت الذى يقوم فيه بالتوجيه واتخاذ القرارات التى يصدرها 00 ولهذا يجب ان تكون خطوات تنفيذ المهمة ومهارات إقامة العلاقات على أعلى مستوى .
3- المشاركة :
عند هذه المرحلة يزداد نضج الأفراد أو المجموعة ويصبحون على علم تام بالمهمة والعمل معاً ويبدأ القائد فى تقليل حجم دوره وسلوكه الخاص بالمهمة وزيادة سلوك إقامة العلاقات فهو لا يحتاج إلى الكثير من التوجيه ، ولكن يقوم بتشجيع المجموعة عن طريق الثناء والمدح طالما أن لدى أفراد المجموعة القدرة والمعرفة لتنفيذ المهمة .
4- التفويض :
فى مراحل متأخرة يكون من المناسب أن يقلل من تنفيذ المهمة ومن مهارات إقامة العلاقات لأن المجموعة أصبح لديها القدرة والنضج الكافى لاداء المهمة دون حاجة إلى تشجيع وهم قادرون فى هذه الحالة على تحمل المسؤوليات وتوجيه سلوكهم ، وليسو فى حاجة إلى الدعم الاجتماعى أو العاطفى من جانب القائد 00 فخبرتهم كافية
وعندئذ يقلل الإشراف ويزيد من تفويض السلطات 00 ويعتبر هذا العمل مؤشراً إيجابيا لثقة القائد فى أعضاء المجموعة .
وضعية السلطة
يقول " فيدلر " أن البعد الثالث متعلق بالسلطة التى يتمتع بها القائد فقد تكون وضعية سلطة القائد قوية أو ضعيفة مما يحدد بالتالى درجة تأثير القائد فى مرءوسيه حسب قوة الثواب والعقاب التى يملكها القائد .
إن تصور التابعين أو الأفراد لطبيعة سلطة القائد سوف يؤثر إلى حد كبير على مدى فعالية القائد .. ويحصل القائد على الطاعة عن طريق عدة أساليب ولكنهم يستطيعون التأثير على الآخرين إذا ما استخدموا أحد مصادر السلطة وهى :
(1) الخبرة :
أن يكون لدى القائد الخبرة والمهارة والمعلومات لمساعدة عمل المجموعة ولهذا السبب فهم يطيعونه .
(2) المعلومات :
إن تمكن القائد من المعلومات سوف يساعد المجموعة على المعرفة وبالتالى الطاعة .
(3) الشخصية :
تعتمد هذه السلطة على أساس شخصية القائد وامتلاكه لعدد من المميزات التى تثير الإعجاب ويقوم التابعين مع القائد بتحديد وجهات النظر والاتجاهات .
(4) القانون :
يكتسب القائد السلطة اعتمادا على طبيعة عمله فى الهيئة فكلما ازدادت مكانته كلما ازدادت سلطته وبالتالى يؤمن التابعين بأن مكانته تجبرهم على طاعته .
(5) التشجيع :
يعتمد على أساس قدرة القائد على التشجيع الأدبى أو المادى ويؤمن التابعين إن طاعتهم للقائد سوف تؤدى إلى حصولهم على هذا النوع من التشجيع أو المكافأة.
(6) الارتباط :
يكتسب القائد فى هذه الحالة سلطته نتيجة ئد فى هذه الحالة سلطته نتيجة ارتباطه بشخص له أهمية أو ذى نفوذ داخل أو خارج الحركة وبإمكانه التأثير على الآخرين بالنيابة عن هؤلاء .
(7) الإكراه :
تقوم هذه السلطة على أساس أن الخوف والفشل فى طاعة القائد يؤدى إلى العقاب.
ويعمل جميع القادة على أساس مجموعة من هذه القواعد أو السلطات ، ولكن القائد الفعال هو الذى يقدر على تنويع السلطة التى يستخدمها وإن كان ذلك يعتمد فى النهاية على الموقف الذى يجد نفسه فيه ودرجة نضج ووعى التابعين .. فهناك علاقة مباشرة بين مستوى نضج الأفراد والمجموعة ونوع قاعدة السلطة التى تضمن طاعتهم .
ويعمل جميع القادة على أساس مجموعة من هذه القواعد أو السلطات ، ولكن القائد الفعال هو الذى يقدر على تنويع السلطة التى يستخدمها وإن كان ذلك يعتمد فى النهاية على الموقف الذى يجد نفسه فيه ودرجة نضج ووعى التابعين .. فهناك علاقة مباشرة بين مستوى نضج الأفراد والمجموعة ونوع قاعدة السلطة التى تضمن طاعتهم .
مستوى النضج قاعدة السلطة الفعالة
درجة عالية من النضج سلطة الخبرة
- سلطة المعلومات
- سلطة الشخصية
- سلطة قانونية
- سلطة المكافأة والتشجيع
- سلطة الارتباط
درجة نضج منخفضة سلطة الإكراه
ويرى فيدلر ان الموقف المثالى للقائد يتحقق عندما يكون :
· العلاقة بين القائد والمرؤوسين (( جيدة )) .
· هيكلي’ المهمة (( عالية )) .
· سلطة القائد (( قوية )) .
المفضلات