تربيــــة الـــذات


كثيرا ما نسمع عن هذه الكلمتان " تربية " "ذات"
ولكن كلما سمعناها تبادر إلى أذهاننا معنى
وكل يختلف معناه عن الآخر ..
باختلاف الاتجاهات والقيم والمبادئ,,
ولعلنا هنا نذكر ما يتبادر إلى أذهاننا دوما عندما
نسمع كلمة " تربية"
فبالطبع الأغلب سيتبادر إليه
" تربية الآباء للأبناء"
وإن لم يكن كذلك فبالمقام الأول.
وأما كمة " ذات " فهذه أسهب فيها العلماء ,,
ولا سيما علماء النفس
وكل تعريف يختلف عن الآخر وإن لم يكن كليا فببعض أجزائه..!
ولعلي أذكر هنا تعريفا للذات لأحد علماء النفس..
يقول :
الذات هي :
"تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات
الشعورية والتقييمات الخاصة بالذات
يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته"
والذات بصورة مبسطة
هي الصورة التي يرى الإنسان بها نفسه..



ولكن هل تساءلنا يوما عن الصورة التي رسمناها لذواتنا
والصورة التي نسعى إليها والصورة التي نحن عليها..؟؟
هل هي متقاربة أم أن هناكـ فجوات؟؟!!





فتربية الـــــــذات


مهمة صعبة معقدة ..
تتطلب عوامل حتى تنضج تلك الذات وتصبح في مستوى
عالٍ من التربية والرقي..
ولكن ماهي التربية التي نتحدث عنها....
هي تلك التي تجعل من ذواتنا قمما راسخة ثابتة
لا تجرفها سيول الفتن ,,
ولا تستسلم لعواصف الضعف والخنوع..
هي تلكـ التي تمكننا من العيش في زمن الإغتراب..
والتي تجعلنا نصارع الأهواء والشهوات بكل ثقة وإصرار
هي تلكـ التي تكسبنا يقينا بالنصر في قمة الفشل واليأس..
وتربية الذات كما قلنا من أصعب المهام رغم تعلقها بالذات
فهي منك وإليك..!
ترقبها وهي تنمو, تلحظها في حال تغيرها أيا كان
تسعى لإصلاح مسارها عند بدء إنحرافه..



ومن عوامل تربيتها..

*الصبر الدائم
*والمجاهدة المستمرة
*صدق النية والعمل بعزيمة
*التسلح بالإيمــــــــان

وليكن ربان تلكـ الذات بكل الأحوال..
فنحن هنا نربي ذواتنا على الثبات على المبادئ والقيم



والرسوخ على تلك الحدود التي رسمناها لأنفسنا
من خلال حدود ديننا
وعدم تخطي تلك الحواجز التي طالما بالغنا في بنائها حتى تكون
غير قابلة للكسر..!




ولماذا نحن بصدد الذات بالذات؟!!

حتى نصنع لذواتنا سياجا يقينا من هاوية السقوط ..
أيا كان هذا السقوط..
ولأن من جاهد ذاته رُزق الفطنة في التصرف
والقوة في الثبات,,
فإذا علم الله صدق ما في القلب ,,
رزقنا الحكمة في الأمور.




أعاننا الله وإياكم على مجاهدة ذواتنا وإصلاحها
وسددنا لما فيه طريق الخير والصلاح


نقلا عن موقع منتدى الأسلام اليوم