مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 30
الادارة تخصص علمي ومهنة وموهبة وفن وليست بطولات شخصية
الادارة تخصص علمي وفن ومهنة وموهبة
وليست استعراض لبطولات شخصية
E.M:alrahmanabd@gmail.com
منذ ان اعلن طبيب مشاكلنا السيد الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية مشروعه الاصلاحي التحديثي التطويري لسوريا غداة خطاب القسم في عام \ 2000 \ ويتسابق الكثيرين لنشر مقالات والمشاركة في ندوات عن الاصلاح الاداري وذلك اما بدافع كسب الشهرة او استعادة امجاد قيادية مفقودة او تقديم الذات الى اصحاب القرار علما آن اكثر الذين يفعلون ذلك ليعرفوا معنى الإصلاح وليس لهم علاقة بالإدارة لا من قريب ولا من بعيد والبعض منهم كان السبب فيما وصل أتليه حال البلد من جمود سياسي وترهل أتداري وفشل اقتصادي وعقم ثقافي .
وبشكل عام أتقول آن العمق الاختصاصي والمنهجي مازال بعيد المنال عن اغلب هذه المقالات والندوات علما انني لست فقيها في الادارة ولا ادعي التخصص الدقيق لكنني درست بعض مواد الادارة في المعهد العالي للعلوم السياسية " الادارة العامة – التنمية الادارية والقوى العاملة " ولاحقا درست اكثر تخصصا في الدورة التحضيرية للمعهد الوطني للإدارة العامة " الإدارة – إدارة الأعمال – التحليل الاستراتيجي – نظرية المؤسسات – القانون الإداري – التنظيم القضائي – الإدارة العامة – القانون المالي و الضريبي – صياغة النصوص التشريعية ........ "
وعند دراستي لهذه الأمور أصبحت أتميز بين ما يكتب عن الإدارة والإصلاح آن كان كاتب هذا المقال آو صاحب هذه الأفكار هو من المتخصصين آم لا آو يعرف ويفهم في علوم الإدارة آم لا
غياب المعايير
لكنني اعتبر آن كل ما يكتب عبثيا اذا لم يتم وضع معايير موضوعية وخلق منهجيات علمية صحيحة وبيئة مناسبة للعمل الجاد بحيث نوصف هؤلاء الناس ونسند اليهم الاعمال بدل تركهم يعانون الاحباط واليأس في دوائر ومؤسسات الدولة حيث نجد في بعض المؤسسات مجاز في اللغة العربية رئيس دائرة للابنية المدرسية ومجاز في التاريخ رئيسا لدائرة قانونية بينما المؤهلون اداريا وتقنيا وتربويا لاتسند اليهم مهام ولا دوائر لانهم لا يشتركون مع السيد مدير التربية بنفس الاجازة فاذا لم يحملوا الاجازة في الادب العربي فهم غير صالحون لشيء رغم انهم اصحاب كفاءات ولديهم بحوث تربوية واقتصادية منشورة في مختلف ارجاء الوطن العربي الكبير ؟!!
محاور الإصلاح واحدة
في كل انحاء العالم محاور الاصلاح واحدة يعرفها كل مختص وتصنف اولوياتها من مكان الى اخر ومن دولة الى اخرى ومن زمن الى اخر بشكل عام يمكن اجمال هذه المحاور بما يلي :
- نشر ثقافة الإدارة والمؤسسات
- اعداد القيادات وتطوير الموارد البشرية
- تطوير التشريعات والاجراءات والتعليمات
- تطوير البنى التنظيمية وتوصيف مراكز العمل والوظائف
- الاتمتة الادارية ونظم المعلومات الادارية
- التحضير والتشجيع والمكافأة والمبادأة والثواب والعقاب وتناسب السلطة والمسؤولية وتفويض السلطة وللاسف الشديد نحن نتخبط بالاصلاح ولا يتم مشاركة المختصين والاستفادة منهم والاستماع اليهم فتارة نبدأ بالاصلاح التشريعي ثم تاتي نتائج مخيبة ثم نعود لنقول اصلاح الإدارة اولا ثم نعود لنقول الإصلاح السياسي اولا ثم نقول اصلاح الاقتصاد اولا ثم نشتري حواسيب بمئات ملايين الليرات ونتركها بليدة بلا عمل حيث لم يشارك المختصين في الإدارة الذين يعرفون بدقة ما المطلوب من الاتمتة
- ثم يقولون بالتوصيف الوظيفي وتكتب وتملأ بطاقات التوصيف من موظفي مديري الذاتية الذين اكل الزمن وشرب وضرط على رؤيتهم الادارية
المقاييس المطلوبة
لكل وظيفة مقاييس ولنفرض ان وظيفة تتطلب الكفاءة " كيف نقيس الكفاءة " هناك مؤشرات اهمها:
1- المؤهل العلمي المحدد للوظيفة
2- التخصص الدقيق المرتبط بالوظيفة
3- الدولة والجامعة التي تخرج منها
4- معدل التخرج الحقيقي – التفوق بالمقررات المتعلقة بالوظيفة
5- النجاحات العقلية التي حققها الشخص في دراسته وعمله
6- الأعمال العلمية والبحثية التي قدمها
7- المؤهلات العلمية والتدريبية الاخرى
8- الاساتذة الذين اشرفوا عليه والخبراء الذين تدرب على ايديهم
9- فاعلية الشخص في الجماعات التي ينتمي اليها
10-غير ذلك من المقاييس الكثيرة التي تحدد كفاءة وفاعلية الشخص للوظيفة القيادية
ولا تعد من مقاييس الكفاءة كل المعايير والعوامل المتبعة لدينا وفي اجهزتنا الادارية واهمها لغاية اليوم
1- رضى المدير والمدير العام عنه \ من يتبع له \
2- الانتماءات المتنوعة للحزب والنقابة والطائفة والعشيرة والمذهب.....
3- العلاقات والصداقات وتشابه الاجازة
4- المحسوبيات والقرابات وحديث فلان – عديل اللواء فلان
5- الرصيد المالي الداخلي والخارجي الذي تم الحصول عليه من غير اعمال منتجة ومبدعة ومفيدة
6- مباركة الاجهزة الامنية والحزبية على الشخص المطلوب
7- .........
8- ............ وغير ذلك
آن غياب المعايير والمقاييس التي تحدثنا عنها ادى الى فشل القطاع العام لدينا وادى الى خسارة الشركات وبالتالي هدر وضياع مليارات الليرات السورية.. لذلك لابد من العمل سريعا باتجاه وضع مقاييس ومعايير للتمييز بين المجد والمتفوق وصاحب الاختصاص وبين المهمل والكسول واللامبالي الذي لا يتعلم ولا يستوعب التكنولوجيا الجديدة لان الإدارة هي المحرك الاساسي لاي نشاط اقتصادي اجتماعي متطور
مظاهر تنموية ادارية خداعة متقدمة مظهريا متخلفة مضمونا
- لدينا حواسيب وطابعات وفاكسات ولاسلكي وخليوي ومكيف وشوفاج وسيارات لكن للأسف كل هذه الوسائل والمظاهر لانجيد ادارتها او تشغيلها بالشكل الامثل
- فالحاسوب مثلا الذي بامكانه انجاز آلاف العمليات يقتصر تفعيله على اساس آلة كاتبة آو للتسلية الغبية بلعب الورق آو حتى للديكور فقط " في مكتب مدير تربية طرطوس حاسوب مغطى من ثلاث سنوات لم يتم رفع الغطاء عنه مطلقا
كما حالة اكثر المكتبات التي تظهر في بعض المكاتب آو المؤسسات مجلدة بالاغلفة المذهبة ولكنها لم تفتح يوما
" مهمات الإدارة الناجحة "
- احياء الوقت الميت للمواطن في اعمال مفيدة
- تطوير القوانين الجامدة المعيقة للتطوير
- مكافأة الملتزمين الناجحين والمبدعين في تبسيط الادارة وحل المشكلات
- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتنمية الانسان الإداري علميا وتقنيا وفنيا
- الاستفادة من تجارب الاخرين ومحاكاة المبدعين
- الغاء الزيارات الخاصة والتعبدات اثناء العمل
- تفعيل فن السكرتارية حتى في طريقة خرز الورق وتجميل مكان العمل وجعله مكانا مبهجا مريحا
- السلوكية القدوة وسياسة الباب المفتوح والغاء الإدارة المحجوبة
- ضرورة العمل على اختصار التوقيعات كما اختصار الحركات الانتاجية
- توجيه وسائل الاعلام وخاصة التلفزيونات بما يخدم عملية التنمية الادارية " محاضرة اسبوعية "
- تفعيل المعلوماتية والحاسوب بشكل اكبر وخلق المجتمع الرقمي
- تسمية بعض العناصر الادارية وغيرها بالانتخابات المفتوحة على برامج محددة لوصول الاكفاء الى اماكن التشريع وتكليف الاكثر شعبية بتشكيل الوزارة وخلق حكومة الظل التي ترصد اخطاء الوزارة القائمة وتصوب ادائها
- عبد الرحمن تيشوري
ادارة احترافية مهنية شفافة مبادرة تحترم الناس وتعمل لهم
المفضلات