حقائق حول الإبداع

1 ـ لقد أودع الله قدرة الإبداع في الانسان بصفة عامة، فكل فرد يولد ولديه استعداد للإبداع، ويساهم والداه ومدرسته وبيئته بتنمية وتطوير إبداعه، أو بإضعافه وقتله. فالإبداع فطري ـ اكتسابي، بمعنى أن خميرته موجودة لدى كلّ واحد منّا، أمّا آلياته فيمكن تحصيلها من هنا وهناك.
2 ـ وحتى يتفجر الإبداع وينمو ويتطوّر فإنّه يحتاج إلى التشجيع والإسناد والتكريم والمكافأة، كما يحتاج إلى المؤثرات البيئية، والمحفّزات الاجتماعية، وإلى جوّ إبداعي حافل من النابغين والمبدعين والماهرين.
3 ـ قد لا يكون للإبداع سنّ معيّنة، لكن بعض الدراسات أظهرت أن أكثر النوابغ من الجنسين كانت بدايات نبوغهم في سنّ الشباب وربما الطفولة.
4 ـ الإبداع ليس له جنس معيّن، فهو ليس مقصوراً على الشبّان دون الفتيات ولا على الرجال دون النساء، فكم من الفتيات مَن هنّ أكثر إبداعاً من العديد من الشبان، والعكس صحيح .. فالمسألة ليست مسألة جنس ذكوريّ أو أنثويّ، وإنّما هو حصيلة عوامل متعددة.
5 ـ قيمة الإبداع أنّه مسؤول عن قيام الحضارات الزاهرة، والمدنيات الراقية، ولولاه لظلّت الحياة البدائية تراوح مكانها. وإذا انتفى أو غاب الإبداع من حياتنا فإنّ الأمم تمرّ بعصور مظلمة يسود فيها التخلّف والانحطاط.
كما إنّ الإبداع مسؤول عن الإرتقاء بأذواق الناس، وأفكارهم، وأساليب عملهم وتعاملهم، ويرفع وتيرة التنافس الشريف بين الجادّين من الشبّان والفتيات والرجال والنساء لإنتاج المزيد من الإبداعات التي تثري حياتنا الانسانية.
وللإبداع دوره المهم في جعل المبدعين بصحّة نفسيّة رائعة، ويسهم في تنمية الصفات القيادية لديهم. هذا فضلاً عن لذة الاكتشاف، وسعادة الابداع والابتكار، في إدهاش الآخرين، واكتشاف قدرات الذات ومواهبها.
6 ـ الإبداع يبدأ طفلاً صغيراً ثمّ ينمو وينضج ويزدهر .. وهو عادة ما يبدأ بالمحاكاة والتقليد ثمّ يختار له طريقاً آخر يشقّه بنفسه، ولا يتأتى ذلك إلاّ بعد معاناة وتعب وصبر ومواصلة.
يقول (انشتاين) عن العبقرية أنّها 1 % موهبة و 99 % مثابرة!
7 ـ الإبداع لا يعني خلوّ العمل المبدع من الأخطاء أو النقائص، والمبدع حريص دائماً على تتبع النقد لأعماله والأخذ بالصالح والعمليّ منها .. إنّه يقبل النصيحة الصادرة عن أهل الخبرة والصنعة والإبداع.
8 ـ ليس للإبداع حقل معيّن، فهو يشمل مناحي الحياة كلّها وبدون استثناء.
9 ـ معرفة طرق الإبداع وصفات المبدعين تمنحك الفرصة لكي تكون أنت بدورك مبدعاً .. فهي قابلة للاكتساب والتنمية، كما أنّها ليست حكراً على المبدعين المشهورين بإبداعاتهم، ولا النابغين من أصحاب المهارات المعروفة.
10 ـ لنا في إبداع الخالق ـ في أرضه وسمائه وما ضمّته الأرض وحوته السماء ـ منجم ومقلع إبداعي لا ينفد، وإيحاءات وإلهامات ثرّة لا يستغني عنها مبدع مهما أوتي من ملكات ومواهب.
والقرآن محفّز على الإبداع في كلّ آية جاءت فيها دعوة إلى النظر والتأمّل:
(أفلم ينظروا إلى السَّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها وما لها من فروج ) (ق/ 6).
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السَّماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت )؟! (الغاشية/ 17 ـ 20).
وهو يدعونا إلى الأخذ بـ (الأحسن) دائماً:
(ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ) (الملك/ 2).
(الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) (الزمر/ 18).
وعلى منواله جرت السنّة المطهّرة: «رحم الله امرئً عمل عملاً صالحاً فأتمّه وأتقنه» و «قيمة كلّ امرئ ما يُحسنه».
11 ـ الإبداع مسؤولية المبدع وليس ترفاً أو لهواً عابثاً، فكل موهبة وطاقة وقدرة آتاك الله إيّاها أنت مسؤول عنها فيما تقدمه من خدمات ومساعدات وإنجازات يتنعّم بها الآخرون، وبذلك تكون قد شكرت الله على ما آتاك من نعمه. ومَن لم يضع موهبته وإبداعه في إطارهما الصحيح فإنّه يعدّ كافراً بنعمة الله وفضله:
ـ (هذا من فضل ربِّي ليبلوني أ أشكر أم أكفر ) (النمل/ 40)
ـ (ربِّ بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين ) (القصص/ 17).