قل لهــــــــــم ..
إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك.. و إكتشـاف الأشيـاء حولـك وإنـك إكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار.. ولا آخـر الإحساس.. ولا آخـر الأحـلام.. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة.. ومـثيـرة.. ورائعــة تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة و إسـتـمــراريـتــهــا .

قل لهــــــــــم ..
إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم.. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران أعماقـك.. و أقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد..وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .


قل لهــــــــــم ..

إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم.. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق وتقـف فـوق محطـات عودتهـم.. تترقـب القـادميـن.. وتدقـق في وجـوه المسافريـن.. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـلى صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك .

قل لهــــــــــم ..
ان صـلاحيتهـم إنتهت.. وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم.. وأن المكان فـي ذاكرتك ليس بمكانهم.. ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس.. بكل ألم وأســى وذكـــرى الأمـــس .


قل لهــــــــــم ..
إنـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك.. وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك.. وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـور وأغلقـت الأبـواب دونـهـم وعـاهـدت نفسـك ألا تفـتـح أبـوابـك إلا لأولئـك الــذيــن يسـتـحـقـــون .



قل لهــــــــــم ..
إن لكـل إحسـاس زماناً.. ولكل حلم زماناً.. ولكـل حكايـة زمانـاً.. ولكـل حزن زماناً.. ولكل فـرح زمانـاً.. ولكل بشـر زمانـاً.. ولكـل فرسـان زمانـاً وإن زمنهـم إنتهـى بــك منـذ زمــن .

قل لهــــــــــم ..
لا تقل لهم شيئا.. إستقبلهم بصمت فالصمت أحيـاناً قـدرة فائقـة علـى التعبيـر عمـا تعجـز الحـروف والكلمـات عـن تـوضيحــه..