دراسة الهدف على المستويات المنطقية


ما الفائدة من دراسة الهدف على هذه المستويات المنطقية العصبية ؟
في هذه المستويات يمكننا تحليل الهدف ودراسة نقاط ضعفه وقوته وربما قد نحدد أماكن العقبات المستقبلية ونتوقعها ونضع لها الحلول المبدئية فقد نجد أن في مستوى السلوك هناك صعوبات في التطبيق أو في الأمور الإجرائية و الخطوات العملية
وربما نجد أن في مستوى البيئة هناك قصور أو ربما هذا الأمر لا يتناسب وبيئتك المحيطة وربما في مستوى القدرات تجد أن هذا الهدف خارج عن قدراتك وإمكاناتك وربما في مستوى الاعتقاد قد تجد ما يعارض هذا الأمر بالنسبة لاعتقاداتك عن جدوى الهدف ومنفعته وانه هذا الذي تبحث عنه فعلا وتريده أو اعتقاداتك الدينية ربما قد تتعارض معه أما في مستوى الهوية فماذا تشعر به تجاه ذاتك وشخصيتك عندما تصل أو تنجح في هذا الهدف هل هذا الهدف يشعرك بالفخر أم بالخجل هل ترى نفسك كفء له أو غير ذلك , هل هذه صورتك التي تحلم بها والتي تعبر عنك وعن شخصيتك . وهكذا فأنت تحلل وتدرس الهدف على جميع المستويات المنطقية العصبية وللمعلومية فان هذه المستويات مفيدة جدا في دراسة الحالات الشخصية وفي المؤسسات وخصوصا عند تحليل المشكلة المبدئية في العمل أو في الأسرة أو ألفرد أمام كل مستوى منطقي وضعنا سؤال ومن خلال هذا السؤال ستتعامل مع المستوى المنطقي و هدفك ولنبدأ من الأسفل متجهين إلى قمة الهرم
قررننا واخترنا هدف معين وسنبدأ دراسته على هذا السلم
أولا : البيئة متى نريد تحقيق هدفنا المنشود وأين ؟
هل هذا المكان وهذه البيئة مناسبة طالب أراد أن يدرس الطب فيجب عليه أن يختار الجامعات المعروفة لا أن يزج بنفسه في جامعات غير معترف بها وعليه أن يوجد بيئة الدراسة من زملاء متفوقين يتعاون معهم و وان يخصص وقت للمذاكرة و المراجعة ووقت للراحة أما إن جلس في بيئة التسلية و المرح أو أخذته بيئة العمل فلاشك لن يصل إلى ما أراد
أما من أراد أن ينشئ مصنعا فعليه أن يبحث عن بيئة مناسبة منها قرب المواد التي يحتاجها و سهولة وسائل المواصلات و التصدير و سهولة الاجرآت التي سيمر بها أثناء إنشاء مصنعه بل وأثناء تصدير منتجاته وإلا تكدست في المستودعات و تركها العملاء يأكلها الصدأ . هذه مثالين عن البيئة والبيئة اما مشجعة او مثبطة ولكن الذكي يستغل كل ظرف ويستفيد منه ويقلب المحنة الى منحة
ثانيا : السلوك :
بلا شك سلوكك يكشف هويتك و عندما تتصرف بسلوك مناسب تجد ردة الفعل المناسبة والعكس بالعكس ولو عدنا إلى الطالب و صاحب المصنع لوجدنا أن الطالب يجب عليه أن يعرف كيف يتصرف وان يحدد سلوكه ووجهته ففي وقت الجد جد وفي وقت الراحة راحة فلا يخلط بينهما وبناء العلاقات مع الآخرين أمر هام جدا واحترام الغير قمة الأخلاق فيظهر على طالب العلم مظهر الطالب والمثقف ويظهر على المهني مظهر مهنته وأنا لا اقلل من أصحاب المهن بل بالعكس أرى أنهم مولدات الطاقة في المجتمعات ولكني أريد أن أوضح بان يعرف كلُُُ مسؤولياته ويحكم تصرفاته
وصاحب المصنع كذلك يعرف سلوكه وخط سيره اليومي وطريقة تعامله مع الغير والبيئة تؤثر بلا شك على السلوك والسلوك يؤثِر على البيئة المحيطة فيُحسِّنها أو يُفسِدها , وعلى الانسان في هذه المرحلة ان يتخيل سلوكه اثناء سيره الى الهدف وعندما يصل اليه كيف سيكون عليه أن يعيش هذه الادوار في مخيلته ويدرس ويتخيل كيف سيصبح عندما يصل الى مايريد
فماذا ستفعل وكيف ستتمكن من ذلك , سؤالان يجب الإجابة عليهما ؟
ثالثا : الإمكانات :
ما هي حدود قدرتك على ذلك هل أنت أيها الطالب تحب هذه المادة إذا كنت تحبها فستستطيع دراستها والتغلب على مصاعبها أما إن كنت غير ذلك فلن تعرف طريق للخلاص من أدنى مسالة ولن تحلها إلا بشق الأنفس ويا صاحب المشروع اعرف إمكاناتك فلا تزج بنفسك في أمور اكبر من قدراتك المالية أو الصحية أو الاجتماعية او المعرفية ثم تعاني الأمرين من عدم العون أو الدعم المادي وما إلى ذلك أو تستدين فتقع فريسة الدين
وضربنا أمثلة أيضا في موضوع الامكانات في باب خطوات تحقيق الهدف بالرياضي ورائد الفضاء ولا ننسى صديقنا صابر
رابعا : المعتقدات والقيم والقناعات :
ماذا تعتقد نحو هدفك هل هو فعلا ما تريد هل يناسب قيمك واهتماماتك ؟ هل أنت مقتنع به تماما وتعرف منفعته ؟ وماذا تعتقد عن نفسك تجاه هذا الهدف هل تجد في نفسك القدرة و الاستطاعة لتحقيقه ؟ وسؤال هام جدا هل هو هذا ما تريد بالتحديد وتعتقد انه هدفك المنشود ووجهتك أما إذا قارنته بالمعتقدات الدينية فهل يتوافق مع معتقداتك وقيمك الدينية ؟ اجب واعرف ومحّص هذا الأمر جيدا
خامسا : الهوية اعرف هويتك
ونقصد بذلك ما هي الأمور التي نجحت فيها وما هي الأمور التي لم تستطيع النجاح فيها وهذه هي التي شكلت شخصيتك وهويتك فما هي صورتك الذاتية لنفسك هل ترى نفسك جدير بهدفك أم لا ترى ذلك والهوية هنا مؤثر قوي جدا في التغيير , سبق وان ذكرناه فان كنت ترى نفسك جدير وكفء فستتصرف بناء على ما تعتقده تجاه نفسك وان كنت ترى صورتك غير ذلك فراجع صورتك الداخلية أولا وحسنها وادرسها ولا تتردد في الاعتراف بما تشعر به لكي تعرف نفسك وتقدر لها قدرها نعم أنت فلان ابن فلان ولكن قد يكون ما بداخلك صورة ناقمة فتصالح مع نفسك أولا ثم سر مقتنعا وواثقا فهويتك هنا ما انجزته وحققته وتعتقد بانك تستحقه



سادسا : الصلة العليا او الغاية الحقيقية
الصلة العليا هنا هي الصلة القوية التي نستمد منها الثقة والعون والطاقة والمحبة والتي تحثنا تجاه ما نريد وتدفعنا نحوه دائما ونحن المسلمين صلتنا العليا بتوفيق الله فمهما بلغت أهمية وتأثير الهدف إلا أننا نتصل ونستمد قوتنا وطاقتنا و حبنا ونجاحنا من الله عز وجل فراجع هدفك واربطه برضا ربك وستجده سهل ميسور وستجد نفسك راضي ومسرور دائما وأبدا
هذا المستوى رفيع جدا فان صلح صلحت جميع المستويات التي من تحته فالدين يسبغ عليك نعمة النور والحكمة والرضا و حسن معاملة الغير و السلوك الحسن المناسب في كل حال و البيئة الطيبة التي يمكن أن تنشئها تحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان و حسن المعشر مع من حولك قريبهم وبعيدهم عربهم وعجمهم مسلمهم وكافرهم وايضا صلتك بالله تجعلك تعرف امكاناتك وحدود قدراتك وتنظم توجهك تجاه كيفية الحصول على هذه القدرات وكيفية الاستفادة منها والدين ينقي القيم ويرقيها فان فزت بهذه الصلة مع الله فقد فزت بكل شيء وان ركزت عليها استغنيت عن أي شيء لأنها كما ذكرنا تصقلك في جميع المجالات والتوجهات فمن توكل على الله كفاه والله تبارك وتعالى نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله له نور فماله من نور فان نور الله تبارك وتعالى بصرك وبصيرتك فستصل إلى ما تريد وان كنا نتخذ تقنيات البرمجة وسائل فلا ضير فهي وسيله وسلاح ومادة علمية اكتشفها العلم الحديث و قنن استخداماتها وكما استخدم الأوائل وسائل للتأثير من البلاغة والحكمة وكل ذلك لكي يصلوا إلى ما أرادوا فنحن نعتبر هذه الوسائل من وسائل التأثير الحديثة أو المعاد استخدامها وجمعت من ثقافات مختلفة و شخصيات متعددة ووضعت في منهج موحد بهذا الاسم المعروف البرمجة اللغوية العصبية والصلة العليا او الغاية هي اكبر ما يقودك ويدفعك بالتجاه ما تريد ولها ارتباط بالغ واثر عميق اكثر من اثر القيم على النفس الإنسانية
****************