السلام عليكم ولرحمة الله وبركاته

حياتنا مليئة بالأحداث و المواقف ... بالتحديات و الفرص .... بالتفاؤل و الأمل .... بالجد و الاجتهاد .... بالعمل .... مليئة بالخير و الأحداث الايجابية الفعّالة التي تعود بالايجاب و الفرح و السرور على أنفسنا و أيضا مليئة بالشر و الأحداث السلبية التي تقعدنا على كرسي اليأس و الحزن ....
الحياة الحياة , إذا أنت لم تُفسدها جاءتك دائماً هداياها....
صدق الرافعي في قوله .... مناديا على الحياة التي مثلما كُنتَ تكون لك ....
و قوله تعالى في كتابه الكريم ... " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " الحديد .
فحي على حياة مليئة بحب الله و رسوله و بالايمان و التفاؤل و الأمل .... فاحرص على الينابيع التي تسقي منها حياتك ....

في كل أمور الحياة ... المادية ، المعنوية ، الصحية ... نحن بحاجة الى اتخاذ قرارات ، هذه الأخيرة أحيانا تكون مصيرية و مهمة كاختيار شريك الحياة أو تخصص معين في الجامعه ... و قد تكون قرارات يومية روتينية عادية كاختيار ماذا سأرتدي اليوم ؟ أين سأقضي عطلة نهاية الأسبوع ؟ .... و مما لا شكّ فيه أن هذه الحياة لا تخلو من التركيبة المعقدة ... ألا و هي الانسان ... كما قال تعالى في سورة الكهف ... وكان الانسان أكثر شيء جدلا ... فمنهم الصالحون و منهم دون ذلك و جُبرنا على التعايش و التعامل معهم ، فالكون لا يدور على انسان واحد بل .... على الناس جميعا ...
وسط هذا الاحتكاك بالحياة ، الخلق ، المواقف ، القرارات .... يجب أن نكون أكثر حذر و اتران و علينا ...


أولا ... الملاحظة و أقصد هنا ملاحظة [الموقف أو القرار أو الانسان] .... ملاحظة مبدئية حسية تشمل ملاحظة الايجابيات ، السلبيات ... و نقاط الارتكاز
فالبنسبة للانسان مثلا تكمن الملاحظة في ...
كيفية التعامل معه ؟
ما هي ميزاته ؟ ماذا يحب ؟ ماذا يكره ؟ كيف لي أن أتعايش معه بسلام ؟
و بالنسبة للموقف أو القرار ...
كيف نتعامل معه ؟ باللين أو بالغلظة
ماهي أبعاده ؟ أي ما هو مصيري اذا عملت بهذا الموقف أو اتخذت هذا القرار ...
كم سأتغرق من الوقت في مشواري نحوه ؟

هذه الملاحظات و النظرة التقديرية للعواقب [ سواءا كانت سلبية أم ايجابية ] تعيننا على وضع نهاية لمواقفنا و لقراراتنا و على حب الغير لنا ... و ايضا تساعدنا على السير في طريق النجاح الذي رسمنا مساره بأيدينا ... فالملاحظة نقطة مهمة جدا يجب الوقوف عندها مطولا فهي عبارة عن دراسة لأي تحدي نخوضه في حياتنا لنكسب مزيدا من الخبرة و المعرفة ...


ثانيا .... معرفة نقطة الضعف .... [ سواءا في الانسان أو في الموقف] فمعرفتها تساعدنا على التخلص من عقبات و سلبيات كل تحدي و بالتالي التغلب عليه و النيل منه ... فبعد الملاحظة و الدراسة نستطيع بسهولة اكتشاف نقاط الضعف التحدي أيا كان نوعه ... فهي تعيننا على استغلال هذا الأخير و تحطيمه و التخلص من ازعاجه لنا و التقليل من التفكير الدائم فيه و اذا نجحنا على النيل منها بذكاء و فطنة بحيث أن نقضي على كل عوائقه دون أن يؤثر هذا على راحة انفسنا و سلامة غيرنا .... فالعظيم من هزم التحدي و تجنب الأضرار ...

ثالثا .... النصر و الفوز ....
كلما فكرنا في شيء معناه الفرح و السرور ، امتزجت أرواحنا بهذه المعاني السامية التي أثرها على النفس عظيم ، التفكير في نهاية كل هذا ... نهاية الصبر على التحدي و حتما التغلب عليه لم يكن سهلا فكذلك نهايته لن تكون ككل النهايات ... فكر في نهاية المشوار ، ارسم صورة لبستان الفوز و تخيل نفسك تقطف منه ما ألذ و طاب من الثمار ... ثمار النجاح و الانتصار ... التعود على التفكير في النهاية المثمرة حتما سيعود عليك طيب الشعور بالفأل و الأمل و يقوي فيك روح الحماس و الاصرار على اكمال الزرع لجني محصول ذو مردود مربح حتما و لكن .... دع هذا الزرع ينمو جيدا و اسقه بمياه الحب و الحماس و لا يستعجل في قطف الثمار ... بل دعها حتى تنضج لتستمتع بمذاقها الحلو الذيذ ...

هذه ثلاثية النجاح .... مهمة و لكن الكثير منا يغفل عنها و هي من أبجديات الفلاح و تحقيق الأهداف فسفينة النجاح [ في كل تحدي ] ما هي الا سفينة بسيطة ... قبطانها قائد قوي العزيمة و همته همة محمدية و قلبه قلب سليم .... عزم أن يمضي قدما خطوة خطوة نحو مبتغاه دون تردد أو تسويف و في النهاية أرسى سفينته على بر النجاة ....
ملاحظة + معرفة نقطة الضعف + التفكير في الفوز = تفاحة النجاح : حلوة المذاق ، حمراء اللون ... كبيرة الحجم ..