خواطر الحرمين ربيع 2 1430 هـ
ذهبت في رحلة إلى مكة المدينة مع أسرتي العزيزة زوجتي وابني وأهل زوجتي وكعادتي أحاول الاستفادة من تلك الرحلات لشخصي ولأهلي سواء بالقراءة أو بالكتابة...

وخواطري في هذا الموضوع مع مواقف إما رأيتها أو عشتها . و الإنسان تمر عليه مواقف كثيرة قد لا يلتفت إليها مع أنها ملئيه بالفائدة والعبرة والفكرة .
ولقد كتبت عنواناً لكل موقف فمع هذه المواقف .

1- الكل في الطريق السريع .
وأنت تطوف وأنت تمشي بل حتى عند دخولك للحرم أو خروجك منه تجد هذا يدفع هذا و ذاك يسير بين الناس وكأن هناك جائزة لمن ينتهي أولاً . المصيبة لو سألت أحدهم لما أنت مستعجل ؟ لا يجد جواباً .. ماذا يحدث مع الاستعجال.

- تقليل أجر تلك العبادة .
- عدم استشعار معانيها والحياة مع روح العبادة وبالتالي لا تأثير لها على النفس.
- مزاحمة الناس وقد تضر البعض مما قد يلحق الإثم ذلك المستعجل

لو ربطنا هذا بحياتنا العامة فنرى أيضا الاستعجال هو سمه عند عدد لا بأس به من الناس.
التاجر يستعجل الربح فإما يقبل بصفقة أقل ويترك أخرى تكون اكبر إلا أنها ستتأخر
الداعي إلى الله قد يستعجل قطف ثمرة دعوته فيلح على من يدعوه بفعل الخير حتى يمل المدعو ويترك طريق الفلاح .أو قد يستعجل النصر فيتهور ويفعل ما قد يتسبب بإلحاق الضرر بدعوته .
بصفة عامة الاستعجال قد يفوت الأهم ويؤدى المهم .. وقد يفوت مصلحة اكبر لحساب مصلحة أصغر .

2- لا مبالاة في السعي .
أثناء السعي دهشت و أنا أرى امرأة تشرب كاس مياه ثم تلقي الكأس على أرض السعي وأن كأن بجانب الجدران ..
وهذا للأسف أصبحت ظاهرة في بعض المجتمعات يكفي أن تسير على الشواطئ .. وفي الحدائق ..وترى ورود من الأطباق الورقية و أغطاء بقايا الأطعمة متناثرة هنا وهناك لا أدرى كيف يفكر ذلك الذي يقوم بذلك في مكان عام وقد تتناول ما لذ وطاب ثم يترك بقايا ما يأكل وكل ما لا يريد ملقياه على الأرض ويذهب في سبيله . لا مبالاة غير عادية ..
فيجلس في حديقة أو على أحد الشواطئ فلا يجد غير الزجاج المتكسر والذي وطئته قدمك أو قدم غيرك أو قدم طفلك وكانت النهاية دماء تنهمر وغرز تخيط .
ولو وسعنا دائرة اللامبالاة العجيبة التي وصل إليها بعض أفراد المجتمع .. وعدم مراعاة مشاعر ولا ظروف الآخرين . ويسير أحدهم بسيارته ويخطر بباله أن يقف ليتحدث شخصاً يعرفه في سيارة أخرى يكون بجانبه فيقفا مباشرة وسط الشارع غير مبالين بمن وراءهم وبأصوات المنبهات والتي عند البعض هوية يمارسها بسبب وبدون سبب .
أو رجل مستعجل يوقف سيارته بصورة مزدوجة فيغلق الطريق على الآخرين وتحسن الظن بأن ربما يحتاج دواء لمريض حالته خطيرة أو أنه مقعد يضر لإيقاف سيارته قرب المكان الذي يريده لكنك لا تجد شياً من ذلك .
والعجب أنك لو نهيت أمثال هؤلاء لأنكر عليك تصرفك وكأن سلوكه هو الأصل .
في أحد الأيام كنت ذاهب لبيت والدي وعند استدارتي يساراً إذا بسيارة أمامي وسيارة أخرى تقابلها فيضطر الداخل التوجه لليمين ليفسح الطريق للسيارة القادمة بالمرور وإذا أمام السيارة الأولى قد أوقف صاحب المنزل سيارته بحيث لا يستطيع أن يتحرك فأشار إليه السائق أن يتقدم وكان أمامه فسحة كبيرة كي يتقدم وتفاجأت بصاحب المنزل يشير غاضباً بأن هذا منزله ويقف أين يشاء فاضطررنا في النهاية للرجوع للخلف مع أن وراءنا طريق عام مزدحم لكن الله سلم .

كيف نقضي على تلك المظاهر التي تسئ إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية مع أن الموضوع هو خواطر وليس ذكر علاج لكن أقول كيف يفيق هؤلاء اللامبالون والذي قد تصل به اللامباله أحيانا إلى القضاء على أرواح الآخرين.

أكتب هنا ومضات سريعة للعلاج .
- نشر ثقافة احترام الآخرين وتربية النشء على ذلك
- إلى كل من لا يرضى بتلك الأساليب المتخلفة لا تزاولها أبداً بحجة أن الجميع يفعل كذلك .
- فلنغرس في أبنائنا احترام الآخرين والاهتمام بمصالحهم
- على الخطباء والكتاب والمؤثرين في المجتمع تناول تلك المسائل بشكل مدروس و دراسة أسباب تلك الظاهرة ووضع حلول لها
- سن قوانين صارمة تعاقب من تسول له نفسه بالحاق الضرر بالآخرين وتخريب البيئة وخاصة الأماكن العامة .

و إلى مواقف و خواطر أخرى

منير الخالدي