السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
( أقرأ بإسم ربك الذي خلق )
العلق / 1
الكتاب : إني أنا الكتاب ألفني الكـُـتـاب لأغذي الألباب بالعلوم والعجائب فاقبلوا يا أصحاب
التلفاز : ان تنادي يا صديق فإن صدرك سيضيق وقد تصاب بجفاف الريف فصوتك أصبح كالنعيق
الكتاب : ومن تكون يا هذا من بكلامك تتمادى وعلى الكتاب تتجافى
التلفاز : وهل هناك من لا يعرفني ؟ هل هناك من يجهلني ؟
أنا صديق الناس ومشغل الأحساس فبرامجي كالمساج تريح مختلف الأجناس فأنا أنا ... التلفاز
الكتاب : لا والله يا التلفاز ... فلقد خدعت البشر واعميت البصر فنسوا المفيد من الكتب ما يناديه العقل وتاهو وراءك يا أداة الشر يا جالب الضرر
التلفاز : ولكن قراءك قلل تصيبهم بالعلل وتشعرهم بالملل إلا القلة من البشر
الكتاب : أبدا .. أبدا .. فمنذ أقدم العصور من عهد الديناصور والخليفة المنصور كنت أنير العقول بالعلوم والفنون وانقلها عبر القرون والهضاب والسهول واجوب بها هذا الكون المعمور والناس في ديارهم جالسون
التلفاز : لعل ما قلت صحيح لكنك تعلم يا فصيح إنني عندما أصبح الكل يسرع كالريح ليشاهد المليح والقبيح ويجلس على كرسيه المريح إلى أن تسمع الديك يصيح
الكتاب : إني لا اعرف ما تبث من ضرر وما افضعها من صور تهدم معاني الفكر وتنقل حضارة الغجر وكل أهداف الكفر علمتهم شرب المنكرات وترك الحجاب ونزع الستر معاني الرذيلة لمواكبة العصر
التلفاز : ربما قد أصبت لكن قد رأيت البشر يسعون لجلبي إلى البيت مهما زاد سعري وغليت أثماني وأنت حتى لو أمامهم ظهرت فلن يشتروك قط
الكتاب : هجرني الكثير وصحبني القليل ولكني ما زلت اهدي العلم المنير لكل عقل فهيم وان كان التلفاز قد أغوى بعض الناس وأبعدهم عن الكتاب فعلهم يهتدون إلى الصواب يرجعون وعن مصلحتهم يبحثون
( جريدة عالم اليوم – العدد 92 – السبت – 28/4/2007 )
ـــــــــــــ
تعقيب
وهكذا تستمر المناظرة بين الأثنان ( الكتاب – التلفاز ) إلى ما لا نهاية لعل تعود قيمة القراءة والكتاب فبهما تقدمت الأمم وسارت ونهضت عندما عرفت قيمة الكتاب والقراءة وليست أي قراءة بل
القراءة النافعة والتي تنهض بالأمة وتقود إلى الحضارة
ليس التلفاز وحده الذي ابعد الناس عن الكتاب بل هناك الأنترنت
والتليفونات النقالة والتكنولوجيا الرهيبة في كل شىء
- ديننا الحنيف دعا إلى القراءة في أول آية من القرآن الكريم ( أقرأ بإسم ربك الذي خلق ) العلق / 1
( ومع هذا لا نقرأ )
لماذا يجب أن نقرأ ؟؟ طالما أتساءل هذا السؤال
نقرأ حتى
- تتوسع دائرة الخبرة
- تفتح أبواب الثقافة أمام الفرد
- تمنحنا ملاذا للراحة من الحياة اليومية الصاخبة
- القراءة تهذب مقاييس التذوق
- القراءة تمد الشباب بمعلومات ضرورية
- القراءة تساعد الفرد على التوافق الشخصي والإجتماعي
- القراءة تكون شخصية الفرد وتدعمها
هل تعلم ؟؟؟؟
- العالم العربي يصدر 1650 كتابا سنويا ً والولايات المتحدة تصدر 85 ألف كتابا سنويا ( ومع هذا لا نقرأ )
- معدل قراءة الفرد العربي 6 دقائق سنويا ومعدل قراءة الفرد الغربي 12 ألف دقيقة سنويا ( هناك فرق كبير )
- عدد مستخدمي الأنترنت في العالم العربي عام 2005 بلغ 26.3 مليون مستخدم ( طاقات مهدرة ولا فيها إنتاجية )
- الفترة الزمنية ما بين عامي ( 1910 – 1950 ) هي قمة انتعاشة الكتب ، القراء، المؤلفين ( لا توجد أشياء تشغلهم )
- تتأثر القراءة بالظروف الأقتصادية والإجتماعية ومستوى الذكاء والتعليم ( شيء طبيعي )
- نسبة الأمية المطلقة في الوطن العربي ما بين 47 – 60 %
( لذا فنحن شعوب لا تقبل على القراءة )
~ نسر الشام ~
المفضلات