صناعة الفرح


بكل فرح نستقبل عيد ومن ثم رأس سنة أو عيد ميلاد او عيد اضحى او فطر .....
تعيش البشرية سلسلة من طقوس الفرح كانت بمناسبة عيد الأضحى والآن رأس السنة على اختلاف عقائد البشر ومذاهبهم وعلى اختلاف أسماء أعيادهم ولكن ماهو العيد الحقيقي ؟
العيد هو عودة الأشياء البهية والأحداث السعيدة هو عودة الفرح .. عودة اللحظات الجميلة .
لم نفكر بيوم ونحن نسير في مواكب الفرح للحظة عابرة أن نقوم بالبحث عن الفرح الحقيقي في النفس .
العيد الحقيقي هو الفرح الحقيقي بالبحث عنه في أغوار النفس البشرية أي صناعة الفرح من أعماق الذات الإنسانية ، صناعة الفرح هو التعامل مع الذات بشفافية مطلقة ونقد للذات من اجل توضيح الرؤيا لواقع نعيشه على كل الأصعدة .
صناعة الفرح تعني : ضخ الفرح في عروق الحياة وتكريره في مصفاة العقل والقلب والحس والوجدان ، صناعة الفرح هو الانطلاق بدل الجمود وصد تحديات الحياة مهما كانت قوتها .
صناعة الفرح هو أن نصنع بالعقل والوجدان نهضة متكاملة تكون في مستوى المعاناة ونشيد جميعا وبيد واحدة صرحا متينا يكون في مستوى الطموح والمستقبل .
- لعل التجربة اليابانية عام 1954 والتي جاءت لتنتشل الأمة من مستوى المعاناة وتؤسس لمرحلة جديدة للعلاقة مع العلم والتقنية والتقدم رغم الحزن والمأساة والهزيمة .
- كذلك قوة حركة النهضة العربية الحديثة أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين خاصة بعد الجمود الذي أصاب العقل العربي أمام صدمة التحدي الغربي والنهضة الأوروبية.
- إذن صناعة الفرح أسس ومقومات أهمها ضرورة اكتشاف الذات ثم نقدها ولا يتم ذلك سوى بالصدق مع النفس وإلغاء كل أقنعة الزيف .
- اكتشاف الذات هو الشرط الأساس لميلاد الفرح وصناعته بغير ذلك كل شيء مستورد وغريب عن الذات لأنه ليس من داخلها .