مثل المصطحبين مثل النورين
السلام عليكم
أخي علاء: حكمة منيرة...جزاكم الله كل خير
يقول بعضهم: مثل المصطحبين مثل النورين، اذا اجتمعا أبصرا باجتماعهما ما لم يكونا يبصرانه قبل ذلك. وقال الأوزاعي: الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب ادا لم تكن مثله شانته و لعل الصحبة الصالحة مهد للأخوة التي دلنا عليها الحبيب المصطفى عليه و على آله أفضل الصلاة و أزكى التسليم
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء بمكانتهم من الله .فقالوا:يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال: قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم ،ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنوا إذا حزنوا، ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون).
و قال صلى الله عليه و سلم : ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه، و قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله، قال :أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفزع الناس و هم لا يفزعون ويخاف الناس و هم لا يخافون و هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، فقيل من هم يا رسول الله؟ قال:هم المتحابون في الله تعالى).
فالمودة و الأخوة سبب التآلف، و التآلف سبب التقوى و التقوى حصن منيع و ركن شديد و قد قال نبينا الكريم: المؤمن ألف مألوف ، و لا خير في من لا يألف و لا يؤلف.
و قال ذو النون لا تصحب مع الله الا بالموافقة، و لا مع الاخوان الا بالمناصحة ، و لا مع النفس الا بالمخالفة، و لا مع الشيطان الا بالعداوة و المحاربة.
و أنشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في حق الأخوة:
و ما المرء الا باخوانـــــــــــه***كما يقبض الكف بالمعصم
و لا خير في الكف مقطوعة***و لا خير في الساعد الأجذم
ان الصحبة التي ننشدها تدوم في حالتي الرخاء و الشدة، فيقول أحد الشعراء
فما أكثر الأصحاب حين تعدهم***و لكنهم في النائبات قليل
و لا نريد أبدا أن نكون ممن قيل فيهم:
ما الناس الا مع الدنيا و صاحبها***فكلما انقلبت به انقلبـــوا
يعظمون أخ الدنيا فان نبـــــــت ***عليه بما لا تشتهي وثبوا
أنار الله طريقنا و طريقكم
ننتظر الحكمة التالية..