أشرقت الأنوار بعودتك أخي علاء
حكمة عميقة المعنى ، جزاك الله كل خير
فعلاج الأمور بتغطية العيوب و تزويق المظاهر لا جدوى منه، و ما قيمة المظهر الحلو اذا كان وراءه مخبر مر؟؟؟
و قد قال الشاعر:
اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكل رداء يرتديه جميل
جبال من الحسنات يجعلها الله هباء منثوراً
قال صلى الله عليه و سلم " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا, أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها "
و لذلك فلابد للعبد أن يراقب الله في خلوته و في جلوته و في كل زمان و مكان و لقد أجزل الله العطاء لمن راقبه في السر و العلن فقل جل و علا " إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير "
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل ***خلوت و لكن قل علىّ رقيبُ
و لا تحسبن الله يغفل ساعة ***و لا أن ما يخفى عليه يغيبُ
و قد ذكر الرازي ان أحد الشيوخ كان له جمع من التلاميذ و كان قد خص واحداً منهم بمزيد من العناية فسألوه قائلين : ما السبب في ذلك ؟ فقال الشيخ سأبينه لكم
و بعد حين أعطى كل واحد من التلاميذ طائراً و قال لكل منهم : اذبح هذا الطائر حيث لا يراك احد .فمضى كل منهم إلى جهة , ثم رجع إلى شيخه و قد ذبح الطائر , ماعدا ذلك التلميذ فقد رجع إلى شيخه و الطائر في يده , فسأله الشيخ : هل ذبحت الطائر ؟
فأجابه تلميذه : أنت أمرتني أن أذبح الطائر حيث لا يراني أحد و لم أجد موضعاً لا يراني الله فيه ,
فالتفت الشيخ إلى بقية التلاميذ و قال : من أجل هذا خصصته بمزيد من العناية .
فالله هو الرقيب, يعلم أحوال عباده و يعد أنفاسهم حفيظ لا يغفل و حاضر لا يغيب فخشية الله في الغيب و الشهادة من المنجيات و من أسباب حصول العبد على درجة التقوى التي هي مفتاح كل خير
قال الشافعي : أعز الأشياء ثلاثة : الجود من قلة , و الورع في الخلوة , و كلمة حق عند من يُرجى أو يُخاف
و إذا خلوت بريبة في ظلمة ***و النفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله و قل ***لها إن الذي خلق الظلام يراني
-و قيل : المراقبة خلوص السر و العلانية لله عز و جل
-و قال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري : إذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك و نفسك , و لا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك و الله يراقب باطنك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك