لِـــ بسام أبو هادي
وَرِثَ البيتَ وكَرْمَ البرتقالْ.. عن أبيهْ
وَرِثَ الخيرَ وحُبَّ الضَّيفِ والإيثارَ نَقْلاً عن أبيهْ
وَرِثَ الخوفَ منَ اللهِ وحُبَّ الأهلِ والجيرانِ والإنسانِ والأكوانِ طُرّاً عن أبيهْ
وأبوهُ عن أبيهْ
وإلى خمسين جيلاً عن أبيهْ
* * *
في صباحٍ زارَهُ " جارٌ قديم " قائلاً:
أيّها الجارُ الكريمْ..
بعضَ فضلِكْ.. بعضَ أرضِكْ..
بعضَ ما تَملِكُ ممّا لستُ أملِكْ..
.................................
ولأنّ الجارَ لا يملِكُ في قاموسِه كِلْمَةَ " غَدْرِ "
ولأنّ الشمسَ قد طَهَّرَتِ الأرضَ التي يسكنُها مِن كلِّ شرِّ
ولأنَّ الكَونَ لا يَعدُو – بِعَيْنَيْ طُهْرِهٍ – طُهْراً بطُهرِ
فَتَحَ الجارُ الكريمُ البابَ والقلبَ لجارِهْ
ثمّ آواهُ بدارِهْ
قائلاً:
" يا ضَيفَنا لو زُرتَنا لوَجدْتَنا نحنُ الضيوفُ وأنتَ ربُّ المنزلِ "
هذه أرضي أمامَكْ..
فاقتطعْ ما شِئتَ منها فهْيَ أرضُكْ..
هذه بَيّارتي..
فاقتطِفْ ما شِئتَ منها، برتقالي برتقالُكْ..
ذاكَ بيتي، ذاك مالي، ذاكَ حالي، إنّ داريْ هيَ دارُكْ
خُذْ متى شئتَ وما شِئتَ.. فإنّي أنا جارُك..
* * *
في صباحٍ.. أحضرُ الجارُ القديمُ ضيوفاً غرباءْ
قال للجارِ الكريمْ:
أيُّها الجارُ الكريم..
ضاقَ بيتي بضيوفي البؤساءْ
لم أجِدْ غيرَكَ يُؤويهمْ ويَشفي كُربتي تحتَ السماءْ
قد جَفَتْهمْ أممُ الأرضِ وكلُّ الأصدقاءْ
......................................
ضحكَ الجارُ لجارِه..
فَتَحَ الأبوابَ والقلبَ على رُغمِ المَكارِهْ
وأقامَ المُستضامون بدارِه..
* * *
المفضلات