المسؤولية المجتمعية لدى «بل جيتس»... مثال يحتذى




صالح سليم الحموري - هل تعلم أن من أهم اهداف بل جيتس الان ولمدة خمس سنوات قادمة مطاردة البعوض؟ قبل أيام شاهدت محاضرة ألقاها أغنى رجل في العالم ولكنه لم يتحدث عن الحاسوب ولا عن أحدث التطورات في البرمجيات والانترنت، بل كان يتحدث عن البعوض وكيف أخذ على عاتقه هو ومؤسسته الكبرى والتي تم تأسيسها كنوع من المسؤولية المجتمعية التي تتبناها شركته الخاصة، القضاء على مرض الملاريا في افريقيا عن طريق القضاء على البعوض المسبب والناقل الرئيسي لهذا المرض. إضافة إلى بذل الجهود الحثيثة الداعمة لتخفيف نسب الوفيات الناتجة عن الملاريا وصولا للقضاء على مرض الملاريا والذي يتسبب في وفاة الملايين في افريقيا سنويا.
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن قصص نجاح شركات عالمية تحملت مسؤوليتها المجتمعية وباتت تعمل على مساعدة دول لا بل قارات في القضاء على أنواع معينة من الأمراض والمساعدة في إيجاد الحلول للمشاكل البيئية الخطيرة مثل التصحر والجفاف والفيضانات وعلى رأسها القضية الكبرى التي يعاني منها العالم وهي الاحتباس الحراري.
إن مفهوم التنمية المستدامة والمؤسسات الاخلاقية بدأ ينتشر ويتطور كثيرا في السنوات الأخيرة وبات جليا وجود موجة جديدة في علم الإدارة تقوم على القيم والمبادىء والاخلاق لمنع الممارسات المؤدية إلى دمار التنوع الحيوي وانقراض الثروات الطبيعية على سطح الأرض ، وهذه الموجة تسمى الموجة الرابعة .
إن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا لضمان استغلال ثروات هذه الارض بطريقة نظيفة وعادلة ودون جشع لنحفظها للأجيال القديمة و الرحيل عن أرضنا الحبيبة نظيفة جميلة غنية لأبنائنا وأحفادنا.
إن صديقنا الذي ندعو له كل صباح بالتوفيق اقصد بل جيتس متفائل جدا في إيجاد الحلول للمشاكل التي من الممكن ان تواجه العالم، وهو يعتمد في ذلك على دراسة و تحليل التاريخ الماضي حيث تم ايجاد حلول كثيرة لمشاكل عالمية معقدة فعلى سبيل المثال ولد 110 مليون طفل في عام 1960 توفي منهم قبل عمر الخمس سنوات 20 مليونا، وفي عام 2003 ولد 135 مليون طفل توفي منهم قبل عمر الخمس سنوات 10 ملايين، مما يؤكد على أنه بالرغم من زيادة المواليد الا ان الوفيات انخفضت لأقل من النصف وهذا ناتج بالطبع عن أشخاص أذكياء كرسوا أنفسهم للعلم واكتشفوا اللقاحات التي استخدمت في جميع نواحي الأرض وأدت إلى القضاء على كثير من الأمراض القاتلة.
ومن هذا المنطلق يقول بل جيتس إننا إذا اقتنعنا بعملية التغيير وعملنا على إيجاد الحلول لأكبر التحديات في الماضي، فإننا حتما قادرون على ذلك الآن ، إن ما يلزمنا الآن هو توحيد الجهود الدولية ومساعدة منظمات المجتمع المدني والايمان بالأهداف السامية، وأن يتبنى ويطبق الجميع مفهوم المسؤولية المجتمعية وخاصة الدول الغنية والشركات الكبرى الثرية فنحن جميعا مسؤولون
جريدة الرأي
تربية