كان هناك فتى يحب جارية ، فطلبها لنفسه ، فامتنع أهلها عليه ، فبذل لهم جميع ملكه فأبوا عليه ، وأصروا على رفض طلبه. فلما علمت بالأمر – وكانت تبادله الحب والهوى – أرسلت إليه قائلة : "مرني بأمرك ، فوالله لأطيعنك ، ولأنتهين إلى أمرك في كل ما أمرتني به" ، فأرسل إليها قائلا: "عليك بطاعة الله عز وجل ، فإن عليها المعول ، والسكون إليها ، وبطاعة من يملك أمرك ، فإنها مضمونة إلى طاعة ربك عز وجل ، ودعي الفكر في أمري لعل الله عز وجل يجعل لنا فرجا يوما من الدهر. فوالله ما كنت بالذي تطيب نفسي بنيل شيء أحبه أبدا فأمنعه ، فأمد يدي إليه حراما بغير ثمن ، ولكن أستغين بالله على أمري ، فليكن هذا آخر مرسلك إلي ، ولا تعودي فإني أكره والله أن يراني الله تعالى وأنا في قبضته ملتمسا أمرا يكرهه مني. فعليك بتقوى الله فإنها عصمة لأهل طاعته ، وفيها سلوى عن معصيته".
المصدر: على أعتاب الزواج د. أكرم رضا