أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 1 من 1

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    blue flower
    زائر

    Wink نجاح من رحم الألم

    نجاح من رحم الألم
    " أشعر بأنني أفضل بل أسعد مما كنت عليه قبل ولادتي كريستوفر" قارئ هذه العبارة سيعتقد أن قائلتها قد رزقت طفلاً جميلاً حوّل حياتها إلى عالم من الراحة النفسية والمتعة والاطمئنان, ولن يتوقع أحد أن تكون هذه الولادة من أصعب الولادات وأعقدها, تعرضت خلالها برناديت – قائلة العبارة السابقة- لخطر الموت من جراء هذه الولادة المتعثرة, بل لم تستطع أن ترى ولدها إلا بعد ثلاثة أسابيع من ولادته.
    وُضِع بين يديها طفلاً ملتوياً -لا شيء فيه على ما يرام- عاجزاً عن الحركة والنطق والتعبير إلا, اللهم عن بعض الإيماءات بعينيه وحاسة سمع قويت مع الأيام, من خلالها وجدت برناديت بصيص أمل لتجعل من ولدها هذا معجزة المعجزات.
    وكما يزيد الضرب الحديد قساوة, ازدادت برناديت والدة كريستوفر نولان الأم الحديدية الإرادة عزيمة وإصراراً فجعلت كريستوفر- الطفل التوتري- شخصاً ذا شأن على مستوى بريطانيا كلها.
    لم تدع اليأس يسيطر عليها, ولا الدموع تغرقها ولا الكآبة تفترسها, بل كرست برناديت حياتها لولدها فاستطاعت أن تزرع فيه حب التحدي والإصرار على تحقيق الذات, فحولت بذلك مرارة الألم وقسوة المعاناة إلى لذة نصر ونشوة نجاح.
    رغم استجابات كريستوفر البطيئة استطاعت تعليمه بعض الإيماءات البسيطة بوساطة حركات عينيه, وأخذت تحيطه بالأصدقاء والأقارب ولم تعزله عن العالم وكأنه وصمة عار يجب سترها. ومع ظهور الكمبيوتر بدأت تعلمه الكتابة بالنقر على لوحته بواسطة قلم ربطته على جبينه, استطاع بواسطته أن يكتب بعض الكلمات ليعبر عن حاجاته ورغباته, مستغرقاً ثلاث دقائق في كتابة كل كلمة,ثم أدرك كريستوفر جهود والدته الجبارة في تهيئة الظروف لجعله شخصاً ذا شأن كبير, فبدأ رحلته في عالم الكتابة, يدفعه إلى ذلك العالم إصراره على النجاح.
    وبكثير من الألم وبيأس معدوم, استطاع كريستوفر أن يصرع حروف الكمبيوتر, في حين لم تصرعه الإعاقة وألّف أول قصائده وهو في الخامسة عشرة من عمره, وكانت جميلة لدرجة أن إحدى الصحف تلقفتها ونشرتها, وعندما أصبح في الواحد والعشرين أصدر سيرته الذاتية, أول كتبه باسم " تحت عيون الساعة " وعنه قال أحد النقاد: " إن هذا الكتاب الضئيل الحجم, بالنسبة للكتب المماثلة, سيدخل تاريخ الأدب الإنكليزي من أوسع أبوابه لأنه نابع من أعماق المعاقين المحطمين في أي مكان من العالم".بهذا الكتاب حصل كريستوفر على أشهر جائزة أدبية في إنكلترا, جائزة ويتبريد للأدب الرفيع.
    لم يكن نجاح كريستوفر ليتحقق لولا صبر أم أبت أن يكون ولدها أقل من باقي البشر, وإصرارها أن يكون ابنها أفضل من كثيرين ولدوا سليمين لكنهم لم يحظوا بأم تفجر قطرات النجاح من صخرة الحياة.


    التعديل الأخير تم بواسطة blue flower ; 19-Oct-2007 الساعة 10:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178