السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفتكير الناقد
وهذه مقدمة لموضوع يتحدث عن التفكير الناقد
وكذلك التربية بالنقد .. وللموضع بقية برابط مستقل عن هذا
مع ذكر المراجع نهاية الموضوع

قراءة ممتعه واستفادة كبيرة
اتمناها لكم



مقدمة

يشعر إنسان اليوم بأنه يعيش حياة مضطربة ، فهناك المشكلات المتراكمة
التي يواجهها سواء في مجتمعه أو على سطح هذا الكوكب المحدود
في موارده و الذي يهدده بالخطر ، فبات عليه أن يقف في وجه هذا التحدي ،
و البحث عن العقول الناقدة و المبتكرة لتأتي بحلول جديدة و مثالية ،
قد تهدئ من اضطرابه و تخفق من حدة الصراع الذي يعانيه
و تساعده على تطوير مجتمعه و تقدمه ، و بذلك أصبحت دراسة
التفكير الناقد و الإبداعي بمكوناتهما المختلفة من بين الأمور
التي تتحدى الباحثين بشكل عام و المربين بشكل خاص .

لقد أكد توينبي عام 1962م على أهمية تنمية قدرات التفكير الناقد
و الإبداعي بالنسبة لأي مجتمع بقوله : " إن إعطاء الفرص المناسبة
لنمو الطاقات المفكرة هي مسألة حياة أو موت
بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات
" .[1]

إن التفكير الناقد ليس موجوداً بالفطرة عند الإنسان ، فمهارته متعلمة
و تحتاج إلى مران و تدريب ، و التفكير الناقد لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة ،
فكل فرد قادر على القيام به وفق مستوى قدراته العقلية و الحسية
و التصورية و المجردة . فالتفكير الناقد يتأتى باستخدام مهارات التفكير
الأخرى كالمنطق الاستدلالي و الاستقرائي و التحليلي ،
ومن الصعب انشغال الذهن بعملية التفكير الناقد دون دعم عمليات تفكير أخرى .

و يعد التفكير الناقد المفتاح لحل المشكلات اليومية التي تواجهنا كمعلمين ،
فإذا لم نستخدم التفكير الناقد نصبح جزءاً من المشكلة .

و عادة ما يتعرض المعلمون لمواقف يضطرون فيها لصنع القرارات الحاسمة ،
والتكيف مع هذه المواقف الجديدة و تحديث المعلومات بشكل مستمر ،
هو المبرر للتفكير الناقد .

و في ظل هذه الاهتمامات بالتفكير الناقد كسمة عقلية ضرورية للإنسان ،
كان اهتمام هذه الدراسة في تناول هذا النوع من التفكير الإنساني ،
و للبحث عن تنمية هذه السمة في الغرفة الصفية .



التربية النقدية

تهدف التربية النقدية إلى تكوين العقل بما يمكنه من إصدار الحكم
على الأفكار و التصورات و الأحكام الأخرى لمعرفة مدى انسجامها
و اتساقها عقلياً قبل اعتمادها ، فالعقلية النقدية لا تقبل الأمور و الحوادث
كما تروى لها ، و لا تسرع إلى تصديقها ، بل تعرضها على ميزان العقل
ومحك التجربة لتتحقق من مدى صحتها أو خطئها .

لذا ألح ديكارت في قاعدته المشهورة " البداهة "
على ألا يسلم المرء بأمر أنه حق ما لم يتأكد بالبداهة أنه كذلك .

و التربية النقدية عكس التلقينية ، فالأخيرة تحيل الإنسان إلى وعاء
متلق و تغتال فيه كل تفاعل خلاق ، ويصبح السبيل الوحيد للاندماج
في الجماعة هو التسليم الكلي للتصورات و الخضوع للأحكام
التي تفرضها القبيلة أو العائلة أو الصحبة ، مع فقدان القدرة على مراجعة
الأفكار المسبقة أو إنتاج أفكار جديدة .

و لكي تعمل التربية على تنمية ملكة النقد ينبغي لها استبعاد التلقين ما أمكن ذلك ،
باعتباره معيقاً رئيساً و مثبطاً لكل انفعال نفسي و عقلي ،
و باعتباره الربيب الأول للامتثال و الخضوع .

و يمكن للمعلم أن يشجع طلابه دوماً على القراءة الفاحصة ،
و ينمي قدرتهم على الملاحظة الدقيقة للرسومات و المعطيات ،
وألا يتسرع هو في إصدار الأحكام الصائبة و الأحكام الخاطئة
التي تصدر كاستجابات من جانب الطلبة ، ليشرك الآخرين و يشجعهم
على إعمال العقل و يحتفظ المعلم في النهاية بإيجاز الموقف و إغلاقه
بصورة مقنعة و ليظهر أن هذا القرار الصحيح ، هو نتاج للتفكير
و المشاركة الجمعية بما فيها المحاولات الخطأ .