ستات ديبونو

طرح لنا العالم والمفكر العالمي الدكتور «إدوارد دي بونو» ثلاث ستات: فالست الأولى كانت للتفكير، والست الثانية كانت للعمل، والست الثالثة كانت للقيم.


فكان اسم الست الأولى قبعات التفكير الست
Six Thinking Hats

واسم الست الثانية «أحذية العمل الست
six action shoes

وأما الست الثالثة كانت «ميداليات القيم الست
six valuemedals


طبعًا الجميع أصبح تائهًا بين «الستات» ويريد معرفة المزيد عنهن، لهذا سوف أحاول أن أتطرق إلى كل ست على حدة إلى أن يعلن لنا الدكتور «إدوارد دي بونو» ارتباطه «بالست» الرابعة!


أولاً: قبعات التفكير الست «
Six Thinking Hats»:

نتصور أن العقول بين الناس متفاوتة وأن لكل شخص حجمًا معينًا من العقل, والصحيح أن العقول واحدة ولكن الاختلاف والتباين يكون في التفكير, وقد وضع العالم «إدوارد دي بونو» ست قبعات ملونة يرتديها الناس كل حسب تفكيره وسأذكرها مع ذكر أبرز صفاتها:

٭ التفكير المحايد. يرتدي صاحبه القبعة البيضاء، ومما يميزه أنه:

• يجيب إجابات مباشرة ومحددة على الأسئلة.

• ينصت جيدًا, متجرد من العواطف.

• يهتم بالوقائع والأرقام والإحصاءات.

• يمثل دور الكمبيوتر في إعطاء المعلومات أو تلقيها.


٭ التفكير السلبي. يرتدي صاحبه القبعة السوداء، ويمتاز ب:

• التشاؤم وعدم التفاؤل باحتمالات النجاح.

• كثرة انتقاده للأداء، وتركيزه على العوائق والتجارب الفاشلة إلى أن يصبح أسيرها.

• يستعمل المنطق الصحيح وأحيانًا غير الصحيح في انتقاداته.


٭ التفكير الإيجابي. وصاحب هذا التفكير يرتدي القبعة الصفراء، وهو:

• متفائل وإيجابي و مستعد للتجريب.

• يركز على احتمالات النجاح و يقلل احتمالات الفشل.

• لا يستعمل المشاعر والانفعالات بوضوح بل يستعمل المنطق بصوره إيجابية.

• يهتم بالفرص المتاحة ويحرص على استغلالها.


٭ التفكير العاطفي. ولصاحبه القبعة الحمراء، وهو:

• دائمًا يظهر أحاسيسه وانفعالاته بسبب و بدون سبب.

• يهتم بالمشاعر حتى لو لم تدعم بالحقائق والمعلومات.

• يميل للجانب العاطفي وآراؤه وتفكيره تكون على أساس عاطفي وليس منطقيًا.

• قد لا يدري من يرتدي القبعة الحمراء أنه يرتديها, لطغيان ميله العاطفي.


٭ التفكير المنظم والقيادي. ولصاحبه القبعة الزرقاء، وهو:

يبرمج ويرتب خطواته بشكل دقيق.

يتميز بالمسؤولية والإدارة في أغلب الأمور.

يتقبل جميع الآراء و يحللها ثم يقتنع بها.

يستطيع أن يرى قبعات الآخرين ويحترمهم ويميزهم.


٭ التفكير الإبداعي. يرتدي صاحبه القبعة الخضراء، ويمتاز بأنه:

• يحرص على كل جديد من أفكار وتجارب ومفاهيم.

• مستعد لتحمل المخاطر والنتائج المترتبة.

• دائمًا يسعى للتطوير والعمل على التغيير.

• يستعمل وسائل وعبارات إبداعية مثل ماذا لو, هل, كيف, ربما.

• يعطي من الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة.

هذه الصفات لجميع القبعات باختصار، علمًا أن بعض الناس بإمكانهم ارتداء أكثر من قبعة في يوم واحد حسب المواقف التي يتعرضون لها.

وقد نحتاج أن نرتدي القبعة السوداء في أوقات كثيرة مثلاً في الأمور التجارية عندما نحسب ونخطط للربح والخسارة وتقييم المنافسين بالنسبة لنا وهكذا.



ثانيًا: «أحذية العمل الست «
six action shoes»:


إن الحذاء يستخدم للوصول إلى مكان ما، وإن الأحذية بالنسبة للعمل مثل القبعات بالنسبة للتفكير فتحتاج المواقف إلى أنماط مختلفة من العمل، فكل لون وشكل للحذاء يدل على أنماط العمل وهي:


٭ حذاء البحرية الأزرق:

إن الأزرق هو لون العديد من الملابس الرسمية وأيضاً يدل على لبس القوات البحرية، مما يوحي لنا بالقواعد الرسمية، فيدل هذا الحذاء على النمط الروتيني في العمل، وهو نمط جيد في كثير من الأحيان ولكن المبالغة في استخدام الروتين قد يكون أمرًا سيئًا.


٭ الحذاء الرياضي الرمادي:

يوحي اللون الرمادي بالغموض والضبابية والصعوبة في رؤية الأمور، فهذا النمط يهتم بالاكتشاف والاستقصاء وجمع الأدلة وإن الغاية من العمل هو تلك النشاطات التي توصلني في النهاية إلى جمع معلومات.


٭ الحذاء البني المتين:

البني هو لون عملي يوحي بالأرض والقواعد والأقدام التي تقف بثبات على الأرض، كما أنه يوحي بالطين والأوضاع المضطربة التي لا يمكن تحديدها بشكل واضح. فالحذاء المتين حذاء عملي يمكن استخدامه في المهمات الشاقة وأحد مبادئه «افعل ما تراه منطقيًا وعمليًا»، لأن نمط هذا الحذاء يتضمن النفعية، فنجد هنا أن نمط هذا الحذاء يعاكس تقريبًا الرسمية التي يتصف بها حذاء البحرية.


٭ الحذاء المطاطي البرتقالي:

إن اللون البرتقالي يوحي بالخطر والانفجار والانتباه والتحذير، وتوحي المطاطية برجال الإطفاء والإنقاذ فلهذا النمط علاقة بالخطر والحالات الطارئة، حيث الحاجة إلى فعل طارئ والأمان هو المطلب الأساسي.


٭ الخف الوردي:

يوحي هذا اللون بالدفء والنعومة لذلك يوحي نمط عمل الحذاء الوردي بالرعاية والتعاطف والانتباه إلى المشاعر الإنسانية والإنصات وأخذ مشاعر العاملين في عين الاعتبار والتعامل الحسن معهم.


٭ «حذاء» ركوب الخيل الأرجواني:

اللون الأرجواني هو لون الإمبراطورية الرومانية وهو يوحي بالسلطة، و«حذاء» ركوب الخيل يوحي بركوب الخيل أو دراجة نارية، فنمط هذا الحذاء يعني القيام بدور يمنحه المنصب أو السلطة، هناك عنصر قيادة في هذا النمط فالشخص هنا لا يتصرف بمقتضى إمكاناته فقط، وإنما بمقتضى الدور الرسمي المعطى له.


وهنا نشير إلى إمكانية مزج أو مزاوجة أكثر من حذاء واستخدامها كأنماط مختلفة في العمل فعلى سبيل المثال البحرية والرمادي: استقصاءات روتينية ورسمية، البحرية والبني: سلوك روتيني مع احتمال المرونة والمبادرة، البحرية والبرتقالي: إجراء روتيني في حالة طارئة.