إدارة الوقت و القرارات

إذا فتحت أي كتاب في ماجستير إدارة الأعمال يتناول موضوع الإدارة أو القيادة من خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي ، أو حتى السبعينيات و الثمانينيات ، فستجد أن هذا هو الاقتراح السائد فيها جميعاً ، و لقد كان يفلح . كانت إدارة الوقت و القرارات تعتمد حينها على:

•بيئة ثابتة مستقرة. سواء كنت تعمل في تجارة السيارات أو الملابس، الموسيقى أو الاستشارات ، لم تكن هناك تغييرات تذكر في مجال عملك من عام إلى عام، و لا حتى من عقد إلى عقد . كان يمكن توقع احتياجات العملاء؛ و معرفة المنافسين و فهمهم جيداً . لم تكن هناك أي حاجة إلى الاندفاع و التعجل، و كان غداء عمل طويل يفي بالغرض تماماً.
• قوة عمل أكبر . هل تذكر تلك الكلمة: تفويض؟ إنها مثيرة للضحك الآن . أليس كذلك؟ من بالضبط الذي يمكنك أن تفوض له العمل في هذه الأيام؟ إنه لمن النادر أن تجد أي دعم حقيقي يتجاوز حدود جهاز الكمبيوترالمحمول الخاص بك .
• مقاطعات أقل. بالطبع كانت هناك مكالمات هاتفية، و لكن فقط على الخطوط الأرضية؛ و بالطبع كان هناك بريد، و لكن عادة مرة و احدة يومياً في صندوق البريد.
• مقاطعات أبطأ. فعوامل مثل كتابة الخطابات، و إرسال الطرود، و المسافات جميعها كانت تضمن لك أن تكون أكثر سرعة من كل ما هو حولك .
وبالطبع اختلفت الأمور كثيراً في عالم الأعمال الحديث :
• قدر أكبركثيراً من الشك: “ في أي سوق نعمل ؟ القهوة ؟ التجارب ؟ الموسيقى ؟ “ .
• قوة العمل أصبحت أقل و أعلى تكلفة ، أو أصبحت في نصف الأرض الآخر.
• مقاطعات مستمرة، و البريد الألكتروني هو أخطرها على الإطلاق.
• مقاطعات أسرع. لم يعد هناك أي مهرب؛ لقد أصبح إيجاد الوقت للتفكير أمراً بالغ الصعوبة.

الآن و قد ذكرت نفسك بحجم المشكلة، ما الذي يمكنك فعله بشأنها؟ إليك بعض المقترحات العملية:
• تقبل فكرة أنك لن تمتلك الوقت الكافي ابداً . كف عن محاولة إيجاد المزيد من الوقت؛ إن كل ما تؤدي إليه تلك المحاولة هو سلبك الوقت الذي تذهب فيه للعب الجولف، أو إلى المسرح، أو الذي تعيش فيه حياتك بوجه عام.
• اتخذ قراراً بأن تقلل ما تفعله، و افعل ما تقرر أن تفعله بكفاءة شديدة بحيث يكون له أثر كبير . هذا بدل من أن تفعل الكثير من الأشياء التي لا قيمة كبيرة لها.
• اتخذ قراراً بأن تحرص على أن يكون لما تفعله قيمة كبيرة و أهمية على المدى البعيد.
• رتب أولوية أعمالك حسب العائد من و رائها، و ليس حسب ما هو سهل منها أو ما هو أعلى صوتاً في المطالبة بالاهتمام.
• اعلم و تذكر دائماً أن ما يبدو “ غير عاجل “ الآن ( مثل التخطيط ،أو بناء فريق عمل، أو و ضع استراتيجية طويلة الأجل ) يتضح في النهاية أنه ضروري على المدى البعيد. لذا قم ببعض الأشياء غير العاجلة، أو بعبارة أدق، قم “ بالاستثمار “ الآن.
• قاوم المقاطعات بحيث يستطيع أعظم أصولك ، و هو مخك ، العودة إلى العمل من جديد.
• اختر و قرر، بدلاً من أن تستجيب للأحداث ببساطة.

بوجه عام، لا تحاول إدارة الوقت؛ قم بإدارة قراراتك. أبطيء إيقاعك بما يتناسب مع سرعة تفكيرك، لأن هذا هو أعظم أصولك قيمة، و قلل أعمالك قليلاً لكي تصنع إنجازات أكثر كثيراً.
أحب المواعيد النهائية. أحب صوت السياط التي تحدثه هذه المواعيد عندما تقترب. دوجلاس آدامز