بعض الفتيات تصاب بالخجل الشديد أثناء مرحلة المراهقة
نتيجة للتغيرات الفسيولوجية والنفسية الكبيرة التي تمر بها الفتاة في هذه المرحلة،
والتي قد تدفعها للخوف من مواجهة الآخرين والتعامل معهم بشكل طبيعي.
إذا كنت تشعرين بالخجل يتنامى بداخلك، فقاومي هذا الشعور وانفضي عنك الخجل
لأنه سيمنعك من إقامة صداقات مع أقرانك، ويدفعك للابتعاد عن أغلب الأنشطة التي تحبين ممارستها،
كما سيحجب عنك فرصة التعرف على أفكار جديدة
وخوض مغامرات قد تدخل السعادة والبهجة على قلبك.
والخجل لا يعني فقط الخوف من التحدث للآخرين،
ولكنه يدل أيضا على افتقادك للثقة بنفسك بشكل كبير.
فإحساسك بالخجل يجعلك تعتقدين أنك عاجزة عن إضافة أي شيء جديد للمجتمع،
وأن الآخرين لن يستمتعوا بصحبتك لذا تفضلين الانعزال والابتعاد عنهم،
كما يصور لك الخجل خطأ أن أفكارك غبية ولا تحمل جديدا،
وهذا يدفعك لإغلاق فمك والامتناع عن الكلام في وجود الناس حولك.
إذا ظللت أسيرة الخجل بهذا الشكل إلى أن تنهي دراستك وتلتحقي بالعمل،
فإن ذلك سيكون له أثر سيئ للغاية على مستقبلك العملي،
حيث سيمنعك الخجل من الحصول على وظيفة تليق بمستواك العلمي والثقافي،
وإن حدث وحصلت على عمل فلن تكون لديك المهارات الكافية
للترقي في العمل والتواصل بشكل جيد مع زملائك بسبب خجلك.
لن يتوقف الأمر عند هذا الحد،
بل سيؤدي فشلك في التواصل مع الآخرين لضعف فرصك
في التعرف على شريك الحياة المناسب،
وهنا لن يكون أمامك خيار سوى زواج الصالونات التقليدي
الذي يتدخل الأهل في جميع تفاصيله.
ولكل هذه الآثار السلبية للخجل سواء في الوقت الراهن أو في المراحل القادمة من حياتك،
يجب أن تتشجعي وتنفضي عنك الخجل وتحاولي الانفتاح أكثر وأكثر على الحياة.
قد تشعرين أن الأمر صعب، وقد يكون كذلك بالفعل،
لكن يجب أن تتحلي بالصبر وأن تقاومي خجلك باستمرار،
ولا مانع أبدا من طلب المساعدة من الوالدين أو الأشقاء في هذا الأمر.
لا تتقوقعي على نفسك في الإجازات الصيفية أو نهاية الأسبوع
وتغلقي عليك باب غرفتك مكتفية بمشاهدة أفلام الفيديو أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر
أو حتى الدردشة على برامج المحادثة ومواقع التواصل الاجتماعي،
فكل ذلك سيزيد من وحدتك ويعمق إحساسك بالخجل والانفصال عن المجتمع.
عليك بدلا من ذلك أن تقري بوحدتك وباحتياجك للتواصل مع الآخرين،
وأن تقاومي رغبتك الدفينة في الابتعاد عن الناس. وبعد ذلك اخرجي إلى الحياة.
تدرجي في الأمر، فلا داعي في جماعات كبيرة من الناس
وتكوين الكثير من الصداقات دفعة واحدة،
بل ابدئي بالانضمام لمجتمع صغير من الصديقات أو الزميلات،
وحاولي التواصل معهن والتعبير عن أفكارك وأرائك بدون خجل،
وبعد فترة إذا شعرت بنجاحك في هذا الاختبار،
ستزداد ثقتك بنفسك وتتواصل رغبتك في الابتعاد عن الخجل الزائد،
وهنا يمكنك الانضمام لمجموعات أكبر من الأصدقاء
والتجمعات الرياضية أو الفنية المختلفة.
ابدئي بوالدتك أو شقيقتك الكبرى.
اخرجي من القوقعة التي اخترت الانعزال داخلها،
وتقربي منهما وكوني صديقة لهما،
فهما أقرب الناس إليك وسيكون من السهل عليك التخلص من خجلك في وجودهما،
واحرصي أيضا على المشاركة بإيجابية في نقاش عائلي واعرضي
وجهة نظرك في الأمور المختلفة.
فكري في الأشياء التي تتقنيها أو المواهب التي تريها في نفسك،
وانضمي للفريق الخاص بهوايتك سواء كانت رياضية أو فنية في الجامعة
أو المدرسة أو حتى النادي.
وجودك بين الفتيات الأخريات سيشجعك
بكل تأكيد على التخلص من خجلك وسيساعدك على اكتساب صداقات جديدة.
ان شاءالله تستفيدون
استجمعي شجاعتك وقاومي خجلك،
وقومي تدريجيا بتوسيع حلقة صديقاتك
ومعارفك واهتماماتك حتى يتحقق الهدف المنشود
ويذهب الخجل إلى غير رجعة.
المفضلات