أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية ساعد وطني
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي تمهّل قبل أن تحكم على الآخرين

    حمد عبدالرحمن المانع

    يبذل الإنسان ما في وسعه لتجنب الوقوع في الأخطاء في اتساق مع الضمير الحي والتزاماً بالمعايير الأخلاقية ومحافظةً على العقيدة المؤسسة لهذه المعايير. ويبرز في الخطأ عدة محاور من شأنها الفصل بين الإدانة والبراءة، من أهمها بلا ريب القصد من عدمه. من هذا المنطلق كانت النية بموجب الإصرار والترصد من عدمه هي المحك والمرجع الموضوعي لإثبات الإدانة أو البراءة بعد تحري الدقة ودراسة الوقائع والدوافع وما إلى ذلك؛ أي أن هذه الأساليب المتبعة تأخذ مجراها بعد حدوث الأسباب الموجبة لها، ألا وهي وقوع الخطأ أياً كان نوعه. غير أن ما يُؤسف له هو محاكمة النوايا وفقاً للتسرع في الاستنتاج المفضي إلى تكوين رؤية لا تتكئ على معايير منطقية بقدر ما تفرز الاضطراب المؤدي بطبيعة الحال إلى شحن النفوس وإثارة البغضاء. وعندما يحب الانسان امراً ما فانه يحيطه بالعناية والرعايه وابراز كل جميل يمت اليه بصلة ويغض الطرف عن أي شيء قد يخدش هذا التصور الجميل بمعنى انه لا يذكر مساوئه حتى وان كانت قليلة، وفي مقابل ذلك فانه حينما يكره امراً ما فانه بطبيعة الحال يبرز كل المساوىء التي ترتبط به ويغض الطرف عن الاشياء الجميلة وان كانت قليلة، ويسهم اختلال التوازن في التصور على هذا المنوال في تحييد الموضوعية وتحجيم دورها لان التصور بطبيعة الحال سيؤثر على الحكم وبالتالي فان الانصاف سيغيب مثلما غابت الاشياء السيئة في التصور الجميل والاشياء الجميلة في التصور السيىء وإذا كان الحكم على الشيء فرعاً عن تصوره فإن التصور يسبق الحكم في حال توافر المعطيات المساندة للتصور وعلى ضوء ذلك يكون الحكم، ومن المؤكد أن لا أحد معصوم من الخط بدءاً بالصغيرة ومروراً بالمتوسطة إلى الكبيرة؛ أي أن الخطأ في أي مجال كان وارد لأنها طبيعة البشر. وعلى سبيل المثال لا يمكن أن يُقال لك إن المبنى الواقع في المكان الفلاني جميل وتجيب يا سلام كم هذا المكان رائع وجميل وأنت لم تره. معضلة الخلط بين الخيال والتصور من جهة والوساوس والشكوك المؤذية من جهة اخرى تقع في كثير من الأمور، وتكمن المعضلة في تهيئة الخيال المضطرب المهزوز بدوافعه الاستباقية السيئة المبنية على سوء الظن لأرضية تسهم في صياغة التصور على نحو هشٍّ، وبالتالي فإن التصور ليس مكتمل النمو أو بالأحرى خديج لعدم خضوعه للقياسات الموضوعية فضلاً عن عدم تحري الدقة بهذا الخصوص؛ أي أن العملية احكام مسبقة ولكن في الخيال فقط بمعزل عن نشوء أي مؤشرات توحي بهذا الشأن أو ذاك. فحينما وصفت المكان بالجميل فإن خيالك أصدر الحكم بأنه جميل لمجرد سماعك الوصف، غير أنك لو زرت المبنى ولم يكن بالصورة التي بناها خيالك طبقاً لما سمعت فإنك ستتراجع وسيكون الحكم أقرب إلى الدقة كما تراه أنت بنفسك ويقره عقلك وليس كما صوَّره لك الآخرون في حين ان محاكمة النوايا وإطلاق الأحكام جزافاً لا تبتعد كثيراً عن مسألة المبنى؛ بمعنى أن الخيال حينما تحوم حوله الظنون السيئة والشكوك المريبة ويصدر حكماً فإنه حتماً يسقط في بؤرة غياب الإنصاف ومن ثَمَّ فإنه سيظلم نفس صاحبه عندما نأى بها عن التثبت وتحرِّي الدقة، وغالبا ماتحدث هذه المسائل من خلال وسائل الاتصال والجوال تحديدا فمجرد عدم الرد تسبق الظنون السيئة الحسنة بكل أسف وينشغل العقل في التحليل وفق الافتراضات السيئة وقد يكون اكثر من سبب لعدم الرد ربما يكون الجهاز على الصامت أو نائما أو الجوال ليس قريبا منه فأنت كمن يحاكم شخصاً بقولك له أنت تنوي عمل كذا وكذا؟ فهل تتسق عقيدة المسلم مع السلوك والتصرف على هذا النحو وهو يحاكم السرائر ولا يعلم ما بالسرائر إلا علام الغيوب؟ واتقاء الشبهات كما أمر ديننا الحنيف إنما كان لحماية النفس الأمارة بالسوء من الانزلاق والوقوع في الظلم وتأصيلاً لحسن الظن الذي ما أحوجنا لمساهمته الفاعلة في تقويم السلوك وتحرِّي الخير وإتيانه؛ الانعكاس الإيجابي الجميل يصوغ التوجُّه لا سيما إذا صُقل بأسلوب لبق يغلِّفه الأدب الرفيع المطرز بالود ومحاكاة النفس مع الإيحاءات الجميلة وتطويع التفاعلات النفسية للهدف الأسمى. ونفترض جدلاً أن شخصاً ما يبيِّت النية لأمر ينافي أو يتقاطع بشكل أو بآخر مع الهدف، فهل الأجدر تكريس الخلل من خلال صبِّ الزيت على النار أم التذكير بالمناصحة الجميلة الراقية ما يتيح له مراجعة النفس، وقد يعدل عما ينوي عمله بفعل التأثير الإيجابي للكلمة الطيبة (والكلمة الطيبة صدقة) لا شك فيه أن حسن النية يسهم في تصحيح كثير من السلوكيات المضطربة، فيما يكون العكس مصدراً مؤدياً للشتات والفرقة ووأد الاتصال الحسي المؤثر المعوَّل عليه في مسار التصحيح والإصلاح لتقف المكابرة على أهبة الاستعداد بضرباتها الموجعة وتهوي بالقيم النبيلة في معاقل المهالك لمجرد الظن والاشتباه فإذا كان الاتهام سيسبق النصيحة فإنها بلا ريب لن تؤتي أكلها بقدر ما تفرز نتيجة عكسية، وإذا كان الأسلوب حاداً جافاً فإن الاستجابة حتماً ستتضاءل لا سيما وأن النفس تنقاد تلقائياً للتأثير ومدى قوته، وتكمن قوة التأثير من خلال المحاكاة المرنة والمتزنة في الوقت ذاته، في حين ان حسن الظن سيؤسس للنية السليمة واستباق التماس الاعذار عوضاً عن إلقاء اللوم كما قال الشاعر:

    تأنَّ ولا تعجَل بلَومِكَ صاحِبا

    لعلَّ له عُذراً وأنتَ تلومُ

    جريدة الرياض


    الحمد لله رب العالمين

    @amn_ksa

  2. #2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    3,337
    معدل تقييم المستوى
    32

    افتراضي

    شكرا لك لطرحك هذا الموضوع الهام جداً....



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178