يهتم علم الصحة النفسية بدراسة الشخصية في توافقها واضطرابها.
والسلوك في سوائة وانحرافة يعتبر نتاجاً للشخصية.

من هنا اخترت لكم نظرية الذات كما بلورها كال روجرز Rogers
و فيما يلي أهم معالم هذة النظرية:

الذات: Self
هي كينونة الفرد أو الشخص. وتنمو الذات وتنفصل تدريجياً عن المجال الادراكي
وتتكون بنية الذات نتيجة للتفاعل مع البيئة، وتشمل: ((الذات المدركة_الذات
الاجتماعية_والذات لامثالية)) وقد تمتص قيم الآخرين . وتسعى على التوافق
والاتزان والثبات وتنمو نتيجة للنضج والتعلم وتصبح المركز الذي تنتظم حولة
الخبرات.

مفهوم الذات: Self-Concept
يمكن تعريف مفهوم الذات بأنة تكوين معرفي منظم و متعلم للمدركات الشعورية
والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات، يبلوره الفرد، ويعتبره تعريفًاً نفسياً لذاته.

و مفهوم ذاتك التي تدركها:
يتكون من أفكارك(معتقداتك)الذاتية المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة
لكينونتك الداخلية أو الخارجية وتشمل هذه العناصر
المدركات والتصورات التي تحدد خصائصك الذاتيه كما تظهر إجرائياً في وصف
ذاتك كما تتصورها أنت.

أما مفهوم ذاتك الاجتماعي:
هي المدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي
يعتقد أن الآخرين في المجتمع يتصورونها والتي تُمثلها من خلال تفاعلك
الاجتماعي مع الآخرين.

ومفهوم ذاتك المثالي:
هي المدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالية
لك والتي تود أن تكون.

يقول حامد زهران:
أن وظيفة مفهوم الذات وظيفة دافعية و تكامل و تنظيم و بلورة عالم الخبرة المتغير
الذي يوجد الفرد في وسطه ولذا فإنه ينظم ويحدد سلوكه و ينمو مفهوم الذات
تكوينياً كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات،
وبالرغم من أنه ثابت إلى حد كبير إلا انه يمكن تعديله وتغييره تحت ظروف معينة.

الخبرة:
أنت تمر في حياتك بخبرات عديدة والخبرة هي كل شيء، أو موقف تعيشه
في زمان و مكان معين وتتفاعل معها و تنفعل بها، تؤثر فيها وتتأثر بها،
والخبرة متغيرة، وتحول أنت خبراتك إلى رموز تدركها وتقيمها في ضوء مفهوم
ذاتك وفي ضوء المعايير الاجتماعية أو تتجاهلها(على أنها لا علاقة لها ببنية
شخصيك) أو تنكرها أو تشوهها (إذا كانت غير متطابقة مع بنية ذاتك)
والخبرات التي تتفق وتتطابق مع مفهوم ذاتك ومع المعايير الإجتماعة تؤدي إلى
راحتك والخلو من التوتر وإلى توافقك النفسي.

والخبرات التي لا تتفق مع ذاتك ومفهوم الذات أو التي تتعارض مع المعايير
الاجتماعية تدرك على أنها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة وعندما تدرك الخبرة
على هذا النحو تؤدي إلى تهديد و إحباط مركز الذات والتوتر والقلق وسوء
التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدفاع.


الفرد الذي هو أنت:
أنت لديك القدرة على تقييم خبراتك وسلوكك، وقد ترمز أو تتجاهل أو تنكر خبراتك
المهددة فتصبح شعورية أو لا شعورية، وهو اذا حدث صراعاً بين تقييمك و تقييم
الآخرين فإنك قد تضحي بتقييمك و تنكر أو تشوه خبراتك وتغير سلوكك ليطابق
إدراكك وتقييم الآخرين، وهذا الإنكار يؤدي الى القلق و اللجوء إلى حيل الدفاع
وسوء التوافق النفسي.

و أنت لديك دافع أساسي لتأكيد و تحقيق و تعزيز ذاتك. وتتفاعل مع واقعك في إطار
ميله لتحقيق ذاتك. ولديك حاجة أساسية (رغم أنها متعلمة) للتقدير الموجب
(ويشمل الحب والاحترام والتعاطف والقبول من جانب الآخرين) وهذا التقدير
الموجب للذاتك متبادل مع الآخرين المهمين في حياتك، وتحدد حاجاتك
ودوافعك كما تدركها أو كما يخبرها جانباً من سلوكك.


السلوك:
السلوك نشاط موجه نحو هدف من جانبك لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها
في المجال الظاهري كما تدركه. ((المجال الظاهري: هو علم الخبرة المتغير
بإستمرار))
ويتفق السلوك مع مفهوم الذات، ومع المعايير الاجتماعية، وبعضة لا يتفق مع بنية
الذات والمعايير الاجتماعية وعندما يحدث تعارض هنا يحدث عدم التوافق النفسي.
ويمكن تغير السلوك وتعديله ((تبني السلوك أو إنكاره))، ويصحبه الانفعال ويسهله
وقد يحدث نتيجة للخبرات أو الحاجات العضوية التي لم تأخذ صورة رمزية لكونها
غير مقبولة، ومثل هذا السلوك قد يكون غير متطابق مع بنية الذات ومفهوم الذات
وفي هذه الحالة قد ينكره الفرد وهذا قد يؤدي على التوتر وسوء التوافق النفسي
.