يركز العلاج الأسري كما يدل اسمه على اعتبار الأسرة وحدة العمل العلاجي وليس الفرد المريض. بمعنى أن المعالج أو المرشد يتعامل مع الأسرة ككل. والتصور الأساسي الذي يقوم عليه هذا النوع من العلاج هو أنه أكثر منطقية وأكثر نجاحا واقتصادية من أن نتعامل مع كل الأفراد المشتركين في الأسرة النووية.

وتكون مهمة المرشد أو المعالج في هذه الطريقة العمل على تغيير العلاقات بين أفراد الأسرة المضطربة بحيث يختفي السلوك المضطرب أو المستهدف بالعلاج.

ويهدف العلاج الأسري إلى إعادة توثيق العلاقات بين أفراد الأسرة وتحقيق توافق أفضل لكل الأفراد في الأسرة بما في ذلك المريض أو المسترشد المقصود أصلا بالعلاج أو الإرشاد.

التطور التاريخي:

إن بدايات العلاج الأسري تعود إلى منتصف الخمسينات حيث كان موضوع مرض الفصام (Schizophrenia) هو الموضوع الذي بدأت معه هذه الحركة وقد أدى ذلك إلى ظهور سلسلة من المفاهيم والتصورات عرفت تحت عدد من المسميات أصبحت فيما بعد هي الأفكار الأساسية في العلاج الأسري ومن هذه المفاهيم:

1) الرابطة المزدوجة(The Double Bind):
توجد في عائلات الفصاميين وتحدث بشكل منتظم ويقصد بها أن يكون الفرد في موقف لا يستطيع فيه أن يقوم بالاختيار الصحيح لأنه حين يختار أي اختيار لن يكون مقبولا فإذا فعل,فإنه يُشجب على ذلك وإذا لم يفعل,فإنه يشجب أيضا لذلك.

2) التجمع المعيق(Stuck Togetherness):
استخدم هذا المصطلح العالم بووين (Bowen) ويقصد به أن أفراد الأسرة يرتبطون ببعضهم البعض بطريقة لا تجعل أيا منهم لديه إحساس حقيقي بذاته كشخص مستقل, وتكون الحدود بين أفراد الأسرة غير واضحة وتشكل الأسرة كتلة غير منظمة ليس لها خصائص مميزة, وبهذا فإن أفراد الأسرة لا يمكنهم أن يكتسبوا الود الحقيقي ولا أن ينفصلوا ويصبحوا (أشخاصا). بمعنى أن لديهم تجمعا معيقا لا يعطيهم الحرية أو الاختيار ليقتربوا أكثر أو يبتعدوا ويحظون باستقلالية أكبر.

3) الالتواء والشقاق(Schism and Skew):
ففي نمط يكون هناك أحد الزوجين مسيطرا وهو الذي يتحكم في العلاقة وقد أطلق عليه الالتواء الزواجي أو الزوجي (Marital Skew) ويقصد به أن العلاقة الزوجية ليست علاقة متكافئة. ونمط آخر لا يتبادل فيه الأزواج أو يحافظوا على تبادل الأدوار أو الذي يكون فيه ارتباط زائد بأسرة المنشأ لأحد الزوجين(والدي الزوجة أو والدي الزوج) ويعرف هذا النمط بنمط الشقاق(Schism).

4) المودة(أو الحب) الكاذبة(Pseudomutuality):
لوحظ وجود نوع من التقارب الزائف وهي نوع من الاستغراق الزائد للتلاؤم بين أطراف العلاقة على حساب تمايز هوياتهم, وإذا وجد الفرد في أسرة كهذه فإن ذلك يعني أن يفقد حدوده, وأن يصبح سيء التوجه ونتيجة لهذه العملية من الخلط والتداخل, فإن الفرد يصبح في حالة اعتماد على الأسرة ولا يمكنه مفارقتها.

الوضع الراهن للعلاج الأسري:
هناك أربع مدارس للعلاج الأسري قائمة على أساس من مدى تركيزها على الجوانب المختلفة للعملية العلاجية وهذه النظريات هي:
1) العلاقة الموضوعية Object Relation
2) منظومات الأسرة Family Systems
3) العلاج الأسري البنائي(التركيبي) Structural Family Therapy
4) التدخل الاستراتيجي Strategic Intervention

أولا: نظرية العلاقات بموضوع:
إن وجود علاقة مرضية مع موضوع(يقصد بكلمة موضوع في هذا المقام الناس) وعدم قدرة الشخص على تكوين علاقة مع أسرة المنشأ يؤثر على منظومة الأسرة الجديدة (أسرته الخاصة) في علاقته مع شريكه (الزوج أو الزوجة) ومع الأبناء. وفي العلاج تبعا لهذه النظرية, ينظر للفرد المريض على أنه حامل الانشقاقات والبواعث الغير مقبولة التي لدى أفراد الأسرة الآخرين ويخصص وقت كبير للعمل مع هذه العلاقات السابقة.

ثانيا: منظومات الأسرة
الهدف هو تعليم الناس أن يستجيبوا وليس أن يصدروا ردود فعل وتعني الاستجابة أن يأخذ في الاعتبار حاجات الأسرة ولكن يكون الاختيار في النهاية قائما على المنطق وليس على المشاعر والغاية هي تمكين الشخص من أن يصبح ذاتاً ثابتة قوية متمايزة عن منظومتها الأسرية وفي نفس الوقت يبقى على صلة ملامسا لهذه المنظومة بحيث ويستمر العلاج لوقت طويل.

ثالثا: العلاج الأسري البنائي التركيبي:
وتعرف بهذا الاسم لأنها تبحث عن تغيير التركيبات (الاتحادات) والانشقاقات داخل الأسرة. ويعمل المعالج بهذه الطريقة على الحدود بين الأنظمة الفرعية داخل الأسرة(Subsystems) مع التركيز على الحدود بين الوالد والطفل.

رابعا: التدخل الاستراتيجي:
الأفكار الرئيسية التي تشتمل عليها هذه المدرسة هي:
أ*) أن العرض المرضي الموجودة يمثل مشكلة.
ب*) مثل هذه المشكلات(الأعراض) تنتج من توافقات خاطئة في الحياة وخاصة في نقاط حرجة مثل الميلاد والموت.
ت*) تستمر المشكلات لأن الحلول التي تجرب تزيدها عمقا.
ث*) ان الشفاء يوجد غالبا في العمل على تركيز المشكلة. والهدف من العلاج في هذه الطريقة هو النصح بأساليب تدفع الناس إلى السلوك المختلف.


نظرية الشخصية في العلاج الأسري:
عند الحديث عن الشخصية في العلاج الأسري فإننا في الواقع نتحدث عن الأسرة وبذلك ينبغي مناقشة ثلاث قضايا هي:
1) ما المقصود بالأسرة؟.
2) ما هي الأسرة المعتلة(المريضة)؟.
3) لماذا ينبغي أن تتغير الأسرة؟.

1) الأسرة: هي وحدة اجتماعية يقوم فيها الناس عن طريق الاختيار المتبادل بمحاولة إشباع حاجاتهم البدنية والنفسية في ثلاثة أبعاد: الحب(المودة), والقوة, والمعنى.

2) الأسرة المريضة(المعتلة): يميل المعالجون في مدرسة العلاج الأسري إلى الحديث عن تعطيل الأداء أو الاعتلال الوظيفي بدلا من الحديث عن المرض ويقصد بالاعتلال الوظيفي للأسرة عدم قدرة أفراد الأسرة على الوصول إلى الأهداف المرغوبة في القرب والتعبير عن الذات والمعنى وعندما لا يكون من الممكن تحقيق هذه الأهداف فإن السلوك المتصف بالأعراض يحدث.
إن الأسرة الصحيحة أو الفعالة هي التي تُشبع فيها حاجات مختلف أفرادها أما في الأسرة المعتلة الوظيفة فن هذه الحاجات لا تجد إشباعا ومن ثم فإن السلوك الخاص بالأعراض يحدث أيضا.

3) لماذا يجب أن يحدث تغيير في الأسرة؟
يحدث التغير في الأسرة لأنها تمر بعدة مراحل من بداية الزواج وإنجاب الأطفال إلى نموهم في مراحل مختلفة ومنها زواجهم بدورهم ومن ثم انفصالهم عن آبائهم.

العلاج

ينظر العلاج الأسري إلى المشكلات في إطار منظومة الأسرة ويركز على الطريقة التي تنتظم وتتركب بها المنظومة وينظر إلى المرض على أنه نتيجة للطريقة الخاطئة التي تُنظم بها المنظومة. ولكي يحدث التغير المطلوب فإن الاهتمام ينصب على تغيير منظومة العلاقات بدلا من التركيز على الجوانب النفسية الداخلية للفرد(المريض) بمعنى آخر أننا نحاول تغيير الفرد صاحب المشكلة ولكن بشكل غير مباشر عن طريق تغيير تركيب ونسيج العلاقات في الأسرة.


الأبعاد المتصلة بالعلاج ونظرة المعالجين لهذه الأبعاد:

1) تاريخ الحالة Case History :

إن كلا نظرتي العلاقة بموضوع والمنظومات الأسرية تعتبران أن معرفة تاريخ الأسرة أمر ضروري للتعرف على التركيب أو البنية الراهنة للأسرة وينظر إلى المنظومة الراهنة للأسرة على أنها انعكاس للعلاقات السابقة.
أما المعالجون بطريقتي العلاج التركيبي والتدخل الاستراتيجي فإن اهتمامهم في معرفة تاريخ الأسرة ضئيل حيث أنهم يعتبرون أن العامل المهم هو التركيبة(البنية) الحالية للأسرة واتي يمكن تغييرها بدون تحليل تاريخ الأسرة كذلك لا يهمهم أيضا البحث في الأسباب التي أدت إلى المشكلات وبدلا من ذلك فإنهم يركزون اهتمامهم على ما يجب عمله بالنسبة لها في الوقت الحالي.


2) التشخيص Diagnosis :

في العلاج الأسري يكون الاهتمام بالتشخيص أقل ويرجع ذلك إلى ندرة الطرق الي يقاس بها اعتلال الأسرة باعتبارها منظومة.

3) الوجدانAffect :

في السابق, كان ينظر للمشاعر في العلاج الأسري على أنها نتيجة للسلوك ولهذا السبب لم ينظر لها بالاهتمام الكافي. ويعتبر هذا الجانب من الجوانب المهملة في العلاج الأسري أيضا نتيجة للتركيز الزائد على مفهوم المنظومة والذي يميل إلى التقليل دور الانفعال وأهميته وركز بعض المعالجين على هذا الجانب كأسلوب لتغيير تفاعل الأسرة.

4) دور التعليم Education :

إن المعالجين بطريقة العلاقة مع موضوع يمضون وقتا في تحليل العلاقات السابقة ومناقشة كيف تؤثر على الحاضر ويصبح تعليم الأسرة طرقا جديدة في العلاقات هدفا للمعالجين بهذه الطريقة. وتميل عملية التعليم إلى أن تكون متصلة بالشعور ومتأنية.

والمعالجون بطريقة المنظومة الأسرية الذي ينظرون إلى أنفسهم على أنهم معلمون لعملية التمايز الذاتي يركزون على أهمية تعلم طرق جديدة وفعالة للتفاعل. أما المعالجون بالطرق الأخرى(التركيبة الأسرية والتدخل الاستراتيجي) فإنهم يقللون من الجانب الواعي أو الشعوري للتعلم اعتقادا منهم أن التركيز على العملية المعرفية يبطئ من معدل التغيير.


عملية العلاج:

تختلف المدة التي يستغرقها العلاج الأسري اختلافا كبيرا باختلاف أهداف المعالج ميمكن أن تتراوح بين عدة جلسات في فترة وجيزة إلى عدة سنوات. فالمعالجة بطريقة العلاقة بموضوع أو بطريقة منظومة الأسرة تأخذ وقتا أطول من العلاج التركيبي أو التدخل الاستراتيجي ففي المجموعة الأولى, تكون الأهداف متمركزة حول إحداث تغييرات عميقة في الأسرة أما في المجموعة الثانية فإن الاتجاه يكون نحو الأعراض ويكون وقت العلاج أقصر.

**** المقابلة الأولى****

تعتبر هذه الجلسة أهم جلسات العلاج الأسري لأنها تحدد مسار العلاج وبصفة خاصة, فإنها تحدد من الذي يحكم العملية...ولها هدفان:

1) إعادة تسمية المشكلة الحالية.
2) مشاركة الأسرة في العلاج.

****المراحل****

إن المعالج وقد جمع أفراد الأسرة جميعهم في المقابلة الأولى يمضي في العملية العلاجية في سلسلة من المراحل أو الأطوار وفيما يلي نذكر هذه المراحل:

1) الإعداد (التهيئة) Warm-up:

يطلق على هذه المرحلة أحيانا((التسخين Warm-up)) وفيها يسمح المعالج لأفراد الأسرة الذين يدخلون إلى الغرفة التي فيها أن يجلسوا حيث يشاءون وينبغي أن يجهز عددا من المقاعد تزيد على عدد الحاضرين مع إعطائهم الفرصة لحرية الجلوس, ويعتبر هذا أول اتصال حيوي مع الأسرة ومع كيفية تنظيمهم لأنفسهم حيث نعرف من هذا الترتيب الكثير عن علاقتهم بعضهم البعض وكيف يشعرون تجاه المعالج في علاقته بالأسرة وإلى أي درجة سينجح العلاج.

فكيفية جلوس أفراد الأسرة في تجمعهم تعطي المعالج صورة للمشكلات والترابطات والانشقاقات الموجودة في الأسرة. ويبدأ المعالج بالترحيب الحار بأفراد الأسرة ويقدم نفسه للآخرين. وفي المعتاد, فإن أحد الوالدين يعرض أحد أبناءه على أنه هو المشكلة وبذلك يصبح هذا الفرد هو الفرد المعرف أنه (مريض).
وهذه المرحلة هامة لسببين:

أ*- أنها تظهر شخصية المعالج.
ب*- أنها تقول بشكل غير مباشر أن مشكلة الأسرة ليست هي القضية أو الحقيقة الوحيدة في حياة الأسرة.

2) إعادة تسمية((أو تحديد)) المشكلةRelabeling the Problem :

تبدأ المرحلة الثانية بعد أن يكون المعالج قد قابل كل أفراد الأسرة ثم يسأل الأب أن يحدد المشكلة في الأسرة فقد يحددها الأب في صورة شخص أو مشاعر معينة أو سلوكا معينا على أنه يمثل مشكلة الأسرة وقد لا يتفق معه باقي أفراد الأسرة وهنا يتدخل المعالج ليعيد تسمية المشكلة كمرحلة مقبلة لتفادي الاختلاف بين أفراد الأسرة حول ماهية المشكلة الحقيقية في الأسرة.


3) بسط المشكلة Spreading the Problem:

بعد إنصات المعالج للوالدين ولصياغتهم للمشكلة وكذلك لتعليق الأبناء أو معارضتهم, فإنه يعيد صياغة المشكلة بصورة مختلفة أو كفرضية (Hypothesis) بحيث يجعل الجميع يفكرون بشكل مختلف حول القضايا الحقيقية في هذه المنظومة. وبهذه الطريقة فإن المعالج يؤكد على حاجة الأسرة للعون الخارجي المتخصص كما يعمل على تقليل مشاعر الإثم وزيادة الأمل

وتفيد التعليقات حول آلام الأسرة واحباطاتها وتعاستها وغيرها من المشاعر في الإشارة إلى عجز منظومة الأسرة عن حل مشكلاتها الخاصة.

4) الحاجة للتغيير Need for Change:

تبدأ هذه المرحلة بسؤال يوجهه المعالج للأسرة عن الحلول التي تمت تجربتها سابقا للتعامل مع آلامها وهذه القضية تدفع الأسرة للتركيز على التغيير وقد يوجه المعالج السؤال أو الأسئلة التالية:

أ*) ماذا فعلتم حول هذه المشكلة؟؟ أو
ب*) هل فعلتم شيئا إزاء هذه المشكلة؟؟

وقد تفيد هذه الأسئلة في تعزيز وعي الأسرة بعدم قدرتها على:
أ) الوصول إلى أساليب ناجحة للتعامل مع المشكلة.
ب) الإشارة إلى أنه لا يوجد شي بناء قد تم عمله بالنسبة للمشكلة حتى الآن. وبذلك يمكن التركيز على الحاجة إلى جهود أو محاولات جديدة لحل المشكلة أو تنمية أساليب جديدة للحل. وبذلك يكون التركيز على التغيير بين كل أفراد الأسرة ويركز المعالج على تغيير السلوك وعدم قدرة أفراد الأسرة حتى هذه اللحظة على إجراء مثل هذه التغييرات وبهذه الصورة, فإن المشكلة تختصر إلى سلوك وتبقى في حدود الأسرة.

5) تغيير المسارات Changing Pathways:

تبدأ هذه المرحلة عندما يبدأ المعالج في الإجراءات التنفيذية مع الأسرة عن طريق الإيحاءات وتكون البداية . بمحاولة تغيير مسارات الاتصالات عن طريق تدخلات المعالج. فمثلا قد يطلب المعالج من أحد الوالدين الذي يكون غير مشترك أن يكون مسئولا عن سلوك أحد الأطفال وبهذا يبني المعالج علاقة جديدة بين الوالد والطفل مثلا.

والمعالج يخبر الأسرة أن كل فرد فيها هو جزء من العملية وأن لا ينظر إليها إطلاقا على أنها خاصية شخصية لهذا الفرد المريض وإنما ينظر إليها على أنها تشمل اثنين أو أكثر من أفراد الأسرة وأن سلوك الأسرة هو الذي يُوجد المشكلة أو يعمل على استمرارها.


الأساليب العلاجية:

تشتمل بعض الأساليب التي يستخدمها المعالجون في العلاج الأسري على ما يلي:
1) إعادة التمثيل:

وهي إعادة أو تمثيل صورة للمشكلة في جلسة العلاج فإن المعالج يمكنه أن يتأكد بنفسه بما يجري في الأسرة بدلا من أن يعتمد على التقارير أو العرض وحده ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الفعالة ويسمى ((سيكودراما الموقف)).

2) الواجبات المنزلية(Homework):

يشير هذا الأسلوب إلى التصرفات التي يطلب المعالج من أفراد الأسرة أن يقوموا بها فيما بين الجلسات وبذلك يتعود أفراد الأسرة على أن يفهموا أنهم إذا غيروا سلوكهم فإنهم يمكن أن يغيروا كيف يشعرون وكيف يفكرون كذلك وتعمل الواجبات المنزلية على إعادة بناء مسارات الأسرة بإعادة بناء التقاربات وتغيير مسافة الود بين الأفراد.

3) تصوير(تمثيل) الأسرة (Family Sculpting):

يطلق هذا التعبير على العملية التي عن طريقها يمكن تمحيص أبعاد التقارب والقوة داخل الأسرة في صورة غير لفظية. على سبيل المثال, فقد يطلب من الأب أن يصف والديه ومكانه في الأسرة ليس من خلال الكلمات ولكن عن طريق التصوير في الفراغ((التجسيد)). وهذا الأسلوب يتميز بأنه يضع مشاعر مرئية حول تركيبات الأسرة كما أنه يشرح لأفراد الأسرة الحالية الأسباب التي تجعل الوالدين يتصرفان بطريقة معينة. والمفهوم الذي يبنى عليه هذا الأسلوب هو أن الناس يميلون لتكرار الأنماط السابقة

4) التخطيط العرقي(الوراثي): Genogram:

هو مخطط تركيبي للعلاقات بين ثلاثة أجيال تدخل الأسرة بينها ويمثل هذا التخطيط خريطة توضح منظومة العلاقات في الأسرة. إنها طريقة للوصول إلى القضايا الجوهرية في شكل خطوط بدلا من الكلام عنها. وهي طريقة للتعرف على الحدود داخل الأسرة وبين الأسرة والعالم الخارجي وانتماء الأفراد للأسرة.

5) تعديل السلوك (Behavioral Modification Techniques):

يستخدم بعض المعالجين للأسرة أساليب فنية مطورة من مدرسة العلاج السلوكي إلا أنهم يصورون هذه الأساليب بشكل مختلف. وعلى سبيل المثال, فإن المعالج قد يستخدم أساليب تعديل السلوك مع أسرة لديها مشكلة طفل يعاني من عادة التبول الليلي اللاإرادي ومع ذلك, فإن المعالج يحافظ على تشخيصه للمشكلة على أنها مشكلة علاقات وهي تعبر عن تعليق غير لفظي على جانب منها. أما المعالج السلوكي فإنه سينظر إلى المشكلة المعروضة((أي التبول اللاإرادي)) على أنها هي المشكلة التي يتعامل معها.

6) معالجة عدة أسر(Multi-Family Therapy):

وهو العمل مع عدة أسر في وقت واحد. وهذا من شأنه أن يجعل الأسرة تشعر أن هناك أسرا أخرى تعاني من مشكلات كما يجعل الأسرة تلعب دورا علاجيا فيما بينها ويخفف من التوترات تجاه المعالج إذا وجدت.

تقييم العلاج الأسري:

أولا: المميزات:

1) تخرج هذه النظرية بالفرد صاحب المشكلة من إطاره الشخصي وبصفة خاصة تفاعلاته الداخلية واستقباله لخبراته إلى اعتباره فردا في منظومة وجزءا من علاقات وجانبا من بناء.

2) يوضح العلاج أنه أحيانا يكون صاحب المشكلة هو في الواقع ضحية للأسرة أكثر من كونه ضحية لتصرفاته.


3) بعلاج المنظومة كلها, فإن ذلك يقلل من انتكاسة الحالة والعودة للمرض.

ثانيا: المشكلات:

1) أحيانا قد يؤدي وجود المعالج وسط الأسرة إلى زيادة المشكلات بدلا من تناقصها.

2) إن التركيز على العلاقات بين الزوجين باعتبار أنها عنصر هام في توليد المشكلات قد يخل بالعلاقات بينهما.


3) ليس من المتوقع في كل حالة أن يلقى العلاج الأسري قبولا من جميع أفراد الأسرة.

4) طول الوقت الذي تفترضه بعض النماذج والذي يصل إلى سنوات.



المصدر : السلامة النفسية