السجدة
للكون خالق !!!!, /4/, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَابَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّندُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ),وهي حقيقة مطلقة نكرها من نكرها, /20/, (وَأَمَّا الَّذِينَفَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَاأُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِتُكَذِّبُونَ), وصدّقها منصدّقها, /19/, (أَمَّا الَّذِينَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَاكَانُوا يَعْمَلُونَ), والمواجهة بين الفريقين قديمة والحوار بينهما عنيد لا يهدأ, والحجج المتبادلة كثيراما تحولت لحروب دامية, وهذا التقابل لا يمكن وصفه بالحوار بل يوصف أنه حرب لاتنتهي, فلماذا هذا التصادم العنيف؟؟؟, وما الفرق بين الإيمان بوجود خالق للكون وبينعدم وجوده؟؟؟, وهل يستحق الأمر هذا الصراع القديمالمتجدد؟؟؟.
الإجابات في معظمها كانت فلسفية, أي نتاج عمل الفكر والعقل ورغم ذلك كانتمتباينة !!!.
بعض الإجابات أخذ شكل ديانات لكنها أيضا تباعدت حتى وصل بعضها لنفي وجودالخالق !!!, وبعض آخر من الإجابات سلك مسالك الحرب والطغيان, لكنها لم تدم بالرغممن تجددها, إذن, أين نجد الإجابة الصحيحة والتي تضعنا أماماليقين؟؟؟.
إن اعتراف الإنسان بوجود قوة عظمى تسيطر على الكون يحمل اعترافا ضمنيا أنناضعفاء وبالتالي نحن تحت هيمنة هذه القوة, وهنا بيت القصيد, ومن هنا تبدأ مخاوفالإنسان, من حقيقة التبعية والتقيد وللانصياع, لأنه دائم ألتوق نحو الانطلاقوالإنعتاق من قيود المسؤولية, فلا يلزمه شيء على بذل الجهد للحصول على رغائب لاتنتهي, من متع وتكاسل وانفلات, لهذا كانت العقائد بجميع أشكالها غير محببة بلمكروهة في بعض منها بسبب ذلك.
لنفرض أن الإنسان وصل للإنعتاق الكامل, وحصل على حرية لاتحدها قواعد, ولنتصور كيف تكون حياته !!!.
أنا حر, لكن جائع وأحتاج للطعام, لكن لا أحب السعي, بلأريد طعامي حاضرا وافرا, إذا, لما لا أغير على شجرة جاري وأقطف ثمارها واستمتعبالطعام السهل اللذيذ؟؟؟؟.
أنا يأكلني البرد وسأموت وحياتي مقدسة, لما لا أغير علىمسكن جاري فأطرده وأنعم بالعيش الكريم؟؟؟؟.
أنا حر وأرغب باللهو وكياني يتطلبالمتع, إذا بإمكاني التمتع حتى الثمالة دون ضابط أو قيد, حيث لا يوجد ما يسمى (زنىأو اغتصاب).
الحقيقة أن هذه المفاهيم رغم انحطاطها وللأسف هي منتشرة في المجتمع البشري, والتاريخ يؤكده الواقع الحي, وكلاهما غني بالشواهد الحقيقية على هذا الانحراف, التاريخ يقول أن قهر الشعوب وسحقها, عمل كان ولا يزال سائدا وبقوة ( هجوم التتار), والكثير من القادة والزعماء في العالم, يشرح وبلا خجل, أن قتل الآخرين ضرورة حتميةبسبب عدم تحليهم بالخصائص التي يفترضها الزعيم,( هتلر مثلا), فالنازية تنصّ صراحةأنه يجب التخلّص من الضعفاء وكل من فقد القدرة على العمل وكل من هو خارج العرقالمميز, وهذا القتل ضروري لصالح الفكر والنظام !!!.
وشواهد العقائد بين البشر, تظهر أنسحق الآخرين وظيفة مقدسة ورفيعة المستوى,( الصهيونية), وكل من يبدع لتحقيق هذا, يستحق قدرا أكبرا من الهيبة والوقار (سياسة القادة الصهاينة فيفلسطين).
إذا عندما تنعدم الضوابط وتنحط القواعد, يبدأ الإنسان بالتهام نفسه لأن أخذثمار جاري بداعي الجوع, سيتبعه أن جاري سيقتلني ولذات السبب, لأن الموارد انقرضت, حيث لا أحد يريد الاجتهاد في الزراعة, ولا الكدّ في العمران, ولا.... وهكذا من حاللحال..., والسبب أن حب والإنعتاق غير منضبط والحرية لا قواعد لها وأدبيات السلوكمنعدمة, وبكل ذلك ينتفي معنى الحقّ والعدالةوالفضيلة.
فحياة الإنسان لا تستقيم إلا بقدر منضبط من الحقوق والواجبات, وبهذا نضمنعناصر البقاء بكرامة وأمان وسعادة, عندها فقط تتحقق الحرية التي يطمح لها, لأنهاحرية كبيرة وآمنة بدون ضريبة باهظة وثمنها (قدر محدد) من الجهدوالالتزام.
من يحدد هذا( قدر محدد) ؟؟؟, وأي معايير توصلنا للهدف؟؟, فالناس كثيرون جدا وحاجاتهم متشابهة في الكثير منها وأيضا مختلفة بالكثير, وحقوقهممقدسة بالعيش الكريم, إذا نحن أمام معادلة معقدة جدا, عناصرها هائلة من حيث العدد, وتناقضاتها خارج السيطرة, ونحن بأمسّ الحاجة لحلها !!
لقد حاولت البشرية حل هذه المعادلة وأقرت الكثير من العقائد والفلسفات, يقابلها وجود الديانات التي تصرّ أنها غير قابلة للحل لأن الأمور بيد خالق الأكوانوهو الوحيد القادر على ذلك.
هنا بدأ التنافس العنيد, بين فئة من البشر تقول أن (هذه حياتنا) ولا يوجد جهة أخرى ونحن مسؤولون عن حلها, /10/, (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِأَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْكَافِرُونَ), وفئة من البشريقول (هذه ليست حياتنا) ويوجد من يملكها وهو القادر الوحيد على ضبطها, /5/, (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَالسَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُأَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ), إذن وفق أي معيار أدرك الأفضل ؟؟؟.
فلتلقي نظرة معمّقة وجدية وناضجة علىذلك الحيّز حيث الحرية بلا حدود !!!.
هنا الإنسان حرّ بمأكله, فله أن يأكللحم الخنزير أو يشرب جميع أنواع الكحول, فلا مانع, وكذلك علاقاته مفتوحة متبدلة حسبالمزاج أو الهوى ولا عيب في ذلك, وليس مضطرا للذهاب لأي دار لعبادة, ويستطيع اختبارجميع أنواع المخدرات طالما تحقق له الراحة, ويستطيع أن يبدع فنونا من الرقصوالغناء, حيث طريق النزوات الواسعة جدا, فالجوائز الدولية تقدر تلك الفنون ووسائلالإعلام حاضرة لتحقيق الشهرة والثراء والعظمة, وحيث... وحيث...
إذن لماذا يا أخي في الإنسانية, تعاني من الضغط والقلق؟؟؟؟.
أنت حر,,,, لماذا تكتئب لدرجة الانتحار ؟؟؟.
أنت حر,,,, لماذا ترتفع معدلاتالجريمة, حيث رجال القانون عندكم , مسلحون بأقوى ما ابتدعته البشرية؟؟؟.
أنت حر,,,, لماذا تقتلك( جرعة زائدة) من المخدرات؟؟؟.
أنت حر,,,, لماذا يوجد اغتصاب ؟؟؟؟.
.
أنت حر,,,, هل زواج المثلين حلّ مشاكل الأسرةعندكم؟؟؟.
أنت حر,,,, لماذا لست سعيدا؟؟؟.
إذن يا أخي في الإنسانية, لا تؤاخذني, لن أدخل (عرينك) فلدي جنتي على الأرض, وأدعوك بإصرار أن تزورني وتتذوق ثمارها, ثم احكم, /18/, (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًاكَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ), أنا مؤمنة أن للكون خالق وهو القادر الحكيم, /7/, (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُوَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ).
خالق أكرمني فأبدع بنائي وزيّن لي الكون لسعادتي, /27/, (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءإِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْوَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ).
خالق أنزل قانونه البديع ليسقط تلك المعادلة العملاقة, ويضع بين يديّ كلما فيه خير معاشي, /2/, (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّالْعَالَمِينَ).
أنا عنده أكرم من أن آكل لحم الخنزير والتهم الخبائث, فحضّني على أكل الكريممن الطعام والعذب من الشراب.
أنا عنده أكرم من أنحطّ في الرزيلة, فسن لي نظام الزواجونظام تأسيس العائلة التي تمنحني المودة والسكينةوالسعادة.
أنا عنده أكبر من أن أهان, فجملني بمكارم الأخلاق, وزرع فيّ صفة الإحسان, وأودع في نفسي رقيق الشعور ومرهف الإحساس ونعمة التراحم ودفء المودة وقوة التعاونوالتكافل.
خالق أطلق حريتي, فحريتي غير محبوسة في زمن حياتي على الأرض, بل حريتيتتضاعف في زمن خالد لا نهاية له.
خالق مطلق الكرم, فإذا ما فاتني نعمة من نعم الدنياعوضني بالأفضل, في جنته الخالدة, /17/, (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِأَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وإذا جارت عليّ مظالم الحياة, أنصفنيفي فردوسه الأعلى.
وإذا فقدت الأحباب وذقت معنى الحزن والألم, أفرحني بصحبتهمحيث لم يعد يوجد فراق.
هذا هو خالقي, وهذا هو قانونه العظيم, فكيف السبيل لشكره؟؟؟ وكيف أعبر عن عظيم إجلاله ؟؟؟ وكيف أنزّهه عما سواه ؟؟؟؟, أنه السجودلله.
المخلوقات كلّها طوعا أو كرها, تسجد لله.
وهل السجدة, كما هي في الصلاة ؟؟؟, سجدة الصلاة نوع من أنواع السجود, فالشجر يسجد, وعلى طريقته يقرّ بمطلق عبوديتهللخالق, والكائنات تسجد وتقرّ بمطلق عبوديتها للخالق, والمؤمن يسجد في كل صلاةليؤكد ويكرر مطلق عبوديته لله.
/15/, (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَإِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَايَسْتَكْبِرُونَ).
صدقالله العظيم
المفضلات