اذا تقكرت, ستلاحظ, قدر ما اعطي هذا الانسان, المكرم من خالقه حقه تماما: هداية, وتقويما, وميزة بالعقل واتاء الحيلة والوسيلة.
ربما لان عليه اعمار الارض بتنمية, العلوم وتطبيقاتها, والتكنولوجيا وعليه اكتساب المعرفة والبحث والاختراع والاكتشاف, وفوقها جميعا العبادة.
تناول القران الكريم جميع طرق العرض لترسيخ هذا العطاء وتدريبه, فروى القصص وضرب الامثال, شد وجذب, امر ونهى, رغب ورهب , والكثير الكثير.
نطرح في فهذه السانحة مثلا عظيما اورده الله تعالى في سورة البقرة, يستحق التأني والتدبر. قال تعالى (ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا بعوضة فما فوقا فاماالذين يعلمون انه الحق من ربهم فيقولون ماذا اراد الله بهذ مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا).
لماذا البعوض؟ألانه من اصغر الحشرات حجما؟ أم لانه من اعظمها فتكا بالبشرية؟
وينشأ البشر محليا العديد من المنظمات والمؤسسات والوزارات خصصيا لمكافحة هذه الحشرة, بل قوميا واقليميا, ثم تكبر المكافحة على المستوى الدولي وتخضع للامم المتحدة.
وترفع الشعارات لدحر الملاريا, وتعلن الاوبئة والكوارث ,وتقام المؤتمرات والورش والدورات. وتقوم وتقعد المجامع العلمية لاكتشاف الادوية والامصال.
كل هذه الاموال المهدرة, و المجهودات الجبارة, والاوقات المضاعة.
والطريف في بعض الدول تتكاتف الجهود بين الشعب وحكوماته كانه عدو هجم على بلد فصار فرض عين الجهاد.
والاطرف كيف تكرس وزارة المالية اموالها, وتهب البيئة, والبنى التحتية, والشئون الهندسية, والمحليات, وتنهض المرأة, والمنظمات الدولية, والعون الدولي. اما وزارات ومنظمات الصحه جعلها الله في مقام عين باتت تحرس في سبيل الله.

لاجلك يا بعوضة, وانت ترقصين وتتغنين لهوا وطربا من غروب الشمس حتى شروقها دون كلل او ملل. لا يوجد ابدا نظيرك في طنين الموسيقى الجاذبة للحواس كلها. كل شئ يفقد جزءا من جاذبيته بتكراره الا انت. يجب ان تفوزي بالرقم القياسي في شد الانتباه يوميا وطوال الليل.
اما الانسان فممارض او مهتم او مريض او منزعج و احيانا معزول بمستشفى خاص. اهدار رهيب للموارد وخاصة البشرية.
وانت تزدادين قوة ويزداد طفيليك تطورا ضد العلاجات والامصال وكل اعوام قليلة تحتاج البشرية لدواء اقوى.
اليس حرييا بنا نحترم هذه القوة. الا نستفيد من هذه الصمود الابدي.
فقط لانها حرة ابية