محادثة .. بين مجهول ..وعمر

[النرفوزة]

قد يبدو طرحي غريبا واخترت سيدنا عمر لغاية في نفسي وأرجو ان ينال الرضا

المجهول :السلام عليكم ياعمر

عمر :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المجهول :كيفأنت يابن الخطاب ؟
عمر : أليس من الأفضل أن تناديني عمر .
المجهول :ولكنكابن الخطاب
عمر : وأنا أيضا عمر هكذا صرت
المجهول :فهمت أيؤلمك يا عمر أنمات والدك على غير دين الله .
عمر : يؤلمني ذلك حتى النخاع ويقلقني حتى الهذيان ويفزعني حتى الرعب وكثيرا ماكنت افزع من نومي متوسلا لأبي أن يعود إلى جادة الصوابوان يسارع إلى نعمة الإسلام .
المجهول :ولماذا رفض ياعمر ؟
عمر : الجهل بالحاضر يفرض التمسك بالماضي والدعوة الألتزام بدين الآباء والأجداد كانت غشاوة علىالبصر وغلافا على البصيرة حتى صارت القلوب أقفالها .
المجهول : ياعمر عرفناك جبارا في الجاهلية فكيف ترضى لنفسك ان تكون ليناً طائعاً متبوع الإرادة في الإسلام؟
عمر : والله ماكنت في الإسلام متبوعا مسلوب الإرادة ولن أكون وأنت تعرف هذا ولكن يظهر لي انك تريد استفزازي .
المجهول : حاشا لله ياعمر أنت أعظم من أن استفزك
المجهول : أرأيت يابن الخطاب صاحبك وقد انحاز كلية للفقراء والبسطاء من الناس ؟
عمر : نعم هو كذلك وهو صاحبي كما سميته وهو صاحب الناس جميعا الخيارالأطهار منهم حتى أنت ولو أني لم أعرفك بعد .
المجهول : لقد عرفناه قبل الدعوة المباركة بأكثر من عشرين عاما وكان يعمل بالتجارة والرعي فغرس قيما نبيلة .. وأكد مبادئ سامية .
عمر : سمعتك تقول الدعوة المباركة فمن أنت أيها الطيب المبارك؟
المجهول : لا عليك ياعمر ستعرفني كما عرفتك وكما سيعرفك الناس .. ولكن قل لي ألا ترى أن صاحبك وصاحب كل الناس كما تحب أن تسميه وصاحبي أنا أيضا يستكشف مواطن الظلم ويتتبع مواطئ قهر الإنسان ليتصدى لها بسليقته وطبعه وسلوكياته وكان السماءهي التي تعده لهذا ؟ انه يذهب إلى احترام العقل ويهدف إلى تبجيله ويسعى جاهداً لمواساة البؤساء ومؤانستهم رغم انه يميل للعزلة إلا ان قلبه وسع الناس جميعاً .
عمر : نعم وكأنك تعرفه عن قرب
المجهول : أنه ياعمر سينتصر للفقراء والمعوزين والمعذبين في الأرض وسيشمخ بهم ينجيهم من أن تدوسهم سنابك الخيول الجامحة وسيتحدى الإقطاع ورجالاته وسيحارب الذل والرق والاستعباد والنهب والسرقة .
عمر : نعم أيها الرجل كل قريش ومن حولها لم يكشتفوا بعد طهر هذا العظيم فيهم لم تصل عقولهم إلى حقيقته فمن انت وانا آراك قد وصلت وفهمت هذا العظيم؟
المجهول : ياعمرالقلوب الكبيرة لا تسعد إلا بسعادة الآخرين وإن قلب صاحبك كبير وقد قلت لك إنه وسع الإنسانية كلها ولكنه سيصل .. وسيحقق إنسانية الإنسان التي أهينت وسيبني مجدا وسيشد حضارة ستكون راشدة واعية وإنسانية وسيعم عندها نور الله على الأرض ومن عليها . وعندها سيشمخ العقل الإنساني وسيزداد شموخه لأنه مهبط تكريم الإنسان وستتحقق المعجزة في تطهير نفسيات الناس والتحول بهم إلى الصواب .

المجهول : سأعود ياعمر وسأصافحك مبجلاً وسأذكر من ان قبلك وكيف كان ومن سيأتي بعدك فانتبه ياعمر ولينتبه الآخرون منبعدك فأنا لا أخدع أحدا .

أنا التاريخ ياعمر

بقلم : النرفوزة