الموناليزا..!! تلك اللوحة التي نجحت نجاحاً باهراً..!!

اعتبرها النقاد و الفنانون واحدة من أحد أفضل الأعمال على مر تاريخ الرسم، رغم صغر حجم اللوحة نسبيا مقارنة مع مثيلاتها حيث يبلغ 30 أنشا إرتفاعا و 21 إنشا عرضا.

واثارت ابتسامة «الموناليزا» «The Mona Lisa»الاسئلة سواء من النقاد او الفنانين التشكيليين او الخبراء ،فلم يعرف كُنه ابتسامتها رغم الدراسات والابحاث المطولة التي تناولت اللوحة تقريظا.

الجديد ان ابتسامتها تحولت الى موضوع «طبي» بحت بعد ان حار مؤرخو الفن التشكيلي ،فوفقا لما يقوله أحد الأطباء، فإنها ربما تكون عائدة إلى زيادة تدعو للقلق في نسبة الكوليسترول في الدم عند الموناليزا.


ويقول الدكتور فيتو فرانكو، من جامعة باليرمو، إن هناك علامات واضحة على تراكم الأحماض الدهنية تحت الجلد، نتيجة لزيادة في الكولسترول. وهو يشير أيضا إلى وجود كيس دهني، أو ورم حميد، في عينها اليمنى.

ويقول الدكتور فرانكو إن اختباراته الطبية تكشف أكثر مما تكشفه المعاينة الفنية.
ويفسر: «المرض يكون موجودا داخل الجسم، وهو لا يتحذ بعدا ميتافيزيقيا أو خارقا للطبيعة». ويضيف قائلا: «إن الذين يتم رسمهم أو تجسدهم في أعمال فنية يكشفون عن جوانب تتعلق بتكوينهم الجسماني، وضعفهم الانساني، بغض النظر عما اذا كان الفنانون يدركون ذلك».

وقد قدم الدكتور فرانكو، الأستاذ في علم التشريح المرضي في جامعة باليرمو، نتائج أبحاثه في مؤتمر طبي في مدينة فلورنسا.

ولم تكن لوحة «الموناليزا» التي رسمها الفنان الايطالي ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر هي اللوحة الوحيدة التي تلقى اهتماما تشخيصيا من جانب البروفيسور.

وقد أشار أيضا إلى أن الأصابع الحساسة الممدودة للصبي الذي صوره الفنان بوتيتشيلي في لوحة البورتريه المعروفة باسم تكشف أن الفتى ربما كان يعاني من اضطراب وراثي يصيب الأنسجة الضامة.

وقد قام الدكتور فرانكو أيضا بتشخيص حالة الفنان مايكل أنجلو نفسه كما يظهر في لوحة الفنان رافاييل التي تحمل عنوان «مدرسة أثينا».
وهو يقول إن ركبتي مايكل أنجلو تبدوان منتفختين في اللوحة دلالة على زيادة نسبة حمض اليوريك، وإنه ربما كان يعاني من وجود حصوة في الكلية.

واللوحة بدأ دافينشي برسمها في عام 1503 م، و تم الإنتهاء منها عام 1510. ويقال أنها لسيدة إيطالية تدعى مادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني زوجة للتاجر الفلورنسي فرانشيسكو جوكوندو صديق دا فينشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503.
ولكن السيدة ليزا لم تحبّ زوجها هذا، والذي كان متزوجا من اثنتين قبلها، لأن الرجل الذى أحبته تُوفى.

وبعيدا عن الخلاف والاختلاف بين الفن والطب في موضوع الابتسامة فأن أهم ما يميز لوحة الموناليزا للمشاهد العادي هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التى قيل إن دا فينشي كان يستأجر مهرجا لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التى يرسمها فيها.

وما يميز لوحة الموناليزا هي تقديم لتقنيات رسم مبتكرة جدا ( ما تزال سائدة إلى الآن ). فقبل الموناليزا كانت لوحات الشخصيات وقتها للجسم بشكل كامل و ترسم مقدمة الصدر إما إسقاطا جانبيا لا يعطي عمقا واضحا للصورة (و هي الأغلب) و إما أماميا مباشرا للشخص .
فكان دا فينشي أول من قدم الإسقاط المتوسط الذي يجمع بين الجانب و الأمام في لوحات الأفراد.

وبذلك قدم مبدأ الرسم المجسم. يمكن ملاحظة الشكل الهرمي الذي يعطي التجسيم في اللوحة حيث تقع اليدين على قاعدتي الهرم المتجاورتين بينما تشكل جوانب الأكتاف مع الرأس جانبين متقابلين للهرم. هذه التقنية كانت ثورية وقتها و هي التي أعطت دفعا يجبر المشاهد إلى التوجه إلى أعلى الهرم و هو الرأس .
هذا الأسلوب تم تقليده فورا من قبل عظماء الرسامين الإيطالين المعاصرين له مثل رافئيل.

كما قدم ليوناردو تقنية جدا في هذه اللوحة و هي تقنية الرسم المموه، حيث لا يوجد خطوط محددة للملامح بل تتداخل الألوان بصورة ضبابية لتشكل الشكل.

نفس التتقنية الضبابية اعتمدها ليوناردو ليعطي إنطباع العمق في الخلفية. حيث يتناقس وضوح الصورة في الخلفية كلما إبتعدت التفاصيل. و هي تقنية لم تكن معروفة قبل هذه اللوحة و أعطت إحساساً بالواقعية بصورة لا مثيل لها ضمن ذلك الوقت.