في مدينة من إحدى مدن الدول العربية ...وضمن قوانين تلك المدينة أنه في الساعه 10:00 مساء' يجب أن تغلق كل محلات الصاغة أي الذهب في السوق كله..
وفي الساعه : 10:00 مساء'........
في إحدى المحلات الموجوده بالسوق طلب صاحب المحل من عماله الإنصراف في الموعد المحدد 10 مساءا لأنه سيبقى في المحل لمراجعة بعض الحسابات ....وهو رجل كبير السن يظهر عليه التطوع والتعلق بالدين ...
وفي هذه الليلة وبعد انصراف العمال ..دخل عليه رجل وكان معـه خاتماً مكسوراً.. فأعطاه إياه ليصلحه ، فأخذه منه الصائغ و بـدت عليه علامات الذهول من شكل هذا الرجل !!
فقد كان البياض عنوانه ، أبيض البشرة... أبيض الشعر..... أبيض اللباس ...أبيض النعل.... ذو لحية طويلة بيضاء .....
فقال له الصائغ : هل لك ياسيدي أن تستريح على هذا الكرسي حتى أنتهي من تصليح خاتمك .!! فجلس الرجل دون أن ينطق بأية كلمة ..
وخلال هذه اللحظة دخل رجل وزوجته إلى المحل وبدأوا يستعرضون المحل والحلي.. ومن ثم سألت الزوجة عن سعر عقد أعجبها ...فقال لها الصائغ: أعطني دقيقة ياسيدتي حتى أنتهي من هذا الخاتم للرجل الجالس إلى يمينك ...
فذهل الزوجان من الصائغ وقالا له :هل تسخر منا ؟؟!!! لايوجد أحد غيرنا في المحل !
وخرجا من المحل مسرعيين ..!
تعجب الصائغ من كلامهما !! وأكمل عمله ...
فإذا برجل يدخل المحل وبيده سوار مكسور، فقال للصائغ : إني في عجلة من أمري وأريد تصليح هذا السوار....
فقال الصائغ : حاضر ياسيدي ولكن دعني أنهي خاتم هذا الرجل إلى يمينك ،
وتلفت الرجل يميناً وشمالاً ثم فقال : أجننت يارجل !! لا أحد هنا غيري وغيرك، وخرج غاضباً ، فجن الصائغ من الموقف وبدأ يذكر الله ويقرأ المعوذات ...وينظر إلى الرجل الذي يراه بأم عينه وهو جالس ينتظر خاتمه...
فقال له صاحب الخاتم : لاتخف أيها الرجل المؤمن ..إنما أنا مرسل من عند ربك الرحيم لا يراني إلا عباده الصالحين وقد أرسلت لأقبض روحك الطيبة إلى جنة النعيم، فقد كنت قبل قليل بالجنة في بيتك المنير ..وقد شربت من ماء نهرك العذب ..وأكلت من بستانك العنب ...
فطار عقل الصائغ..!!!!
و اضطرب المسكين واختلطت مشاعر الفرح بالجنة بالخوف والرهبة من الموت بداخله وبدأ يحمد الله.. ويردد الشهادة..ويهلل ويكبّر...
وأكمل الرجل الكثير البياض قائلا ً: كما أني أحمل منديلاً أخذته من بيتك في الجنة فأبشر برائحة الجنة .. فأخرج المنديل من جيبه وقال :
أيها العبد الصالح شم رائحة الجنة..
فأخذ الصائغ المنديل فشمه ثم قال :
آآآآآآآآآآآآه إنها رائحة لا تخطر على بال البشر...
ثم أغمي عليه.

!!
؟؟
!!
!!
!!
!!
!!
!!
!!
!!
بعد فترة ليست بطويلة استعاد الصائغ وعيه لكنه تفآجأ

بأنه سرق بالكامل ولم يبقى أي شي في المحل ، فقد كانت الرائحة القوية بالمنديل هي مادة مخدرة وكان الرجل ذواللباس الأبيض عضواً في عصابة، ومعه أيضاً الزوجان الذين دخلا المحل بعده وتظاهرا بعدم رؤيته...والرجل ذو الاسورة المكسوره.....!
وتلك كانت خطة محكمة للسرقة وخسر صاحبنا كل شيء حتى أنه لم يشتم رائحة الجنة
الله يكفينا ويكفيكم شر النصب والنصابين...