عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 30
ما بال أقوام
شاكر الشهري
إليك أيها الداعية أكتب , وأطرح مافي نفسي وأسكب , فأقول :
ما بالك أيها الداعية تفتر وأنت الأمل , وتتعب ومنك يرفض الكلل , وتتمادى في الخطأ ومنك ينبذ الزلل .
أراك تهجر دعوتك , وتضعف قوتك , وتكبح همتك , أراك وقد علا حماسك البرود . وآثر ذهنك الشرود , وبت تنسج لنفسك القيود .
لن أذكر الأسماء لكي لا ألآم , فحبيبنا يقول (( ما بال أقوام )) .
وأقصد بالأقوام هنا الدعاة الذين حملوا رسالة الرسل , واعتنوا بتنشئة الجيل الذي سيعيد المسجد الأقصى , جيل عمر وصلاح الدين , جيل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم .
- فما بال أقوام :-
يقولون مالا يفعلون , إن كُلفوا شكوا , وإن تُركوا سخطوا , همهم أن ينال رأيهم القبول , ورضوا في دعوتهم الخمول .
- ما بال أقوام :-
يسيرون بلا منهجية , ويعانون في شخصياتهم الازدواجية , ومع ذلك يعلمون الناس النموذجية , إن أخطئوا لا يُقومون , وإن نصحوا لا يقبلون , وإن قبلوا لا يطبقون .
- ما بال أقوام :-
همهم استصغار المنجزات , وتحقير التقدمات , وإحباط المحاولات . وكأن الفرد منهم ولد داعية ولا يحق لغيره أن يجرب .
- ما بال أقوام :-
جعلوا بينهم وبين أفرادهم الحواجز , وهجروا إهداء الحوافز , فكيف بالله يعرفون مافي نفوسهم , وكيف يهتمون بأمورهم .
- مابال أقوام :-
أوقاتهم مهدرة , وأولوياتهم مبعثرة , وصفاتهم منفرة , لم يطوروا أنفسهم فماذا ينتظر منهم .
- مابال أقوام :-
ضعفت إيمانيا تهم , وتخلطت نيا تهم , وتسللت أهوائهم , فهل هؤلاء دعاة ؟؟؟ .
- مابال أقوام :-
لاعلم تجده لديهم , ولا أمل تحمله عليهم , ولاهدف محدد بين يديهم , كيف بالله يصلون , وسؤالي ماذا يفعلون .
- ما بال أقوام :-
في دعوتهم على خيرهم اتكلوا , ومن عملهم تململوا , ولغيرهم ثبطوا , فماذا نرجو منهم .
- ما بال أقوام :-
هجروا في العمل مرجعيا تهم , وساروا خلف غاياتهم , ونسوا حدود صلاحياتهم , كيف لهم أن ينجحوا ؟؟؟.
- ما بال أقوام :-
أصاب عملهم الفتور , وعلا نجاحهم الغرور , وفي الحالتين أضاعوا الأجور , فماذا يراد منهم ؟؟؟.
- ما بال أقوام :-
غدا الفرد منهم إمعة , إن عبدوا كان في الصومعة , وإن أخطئوا كان في المعمعة , فلماذا سمي داعية.
- ما بال أقوام :-
هجر القرين فيهم قرينه , إن اقترح أحدهم الشمال عاند الآخر وفضل يمينه , رضوا بحظوظ النفس ونسوا الأمانة العظيمة .
- ما بال أقوام :-
ضاع لديهم الاحترام , وكثر بينهم الملام , فثقل المسير إلى الأمام , فكيف يسيرون أمورهم .
- ما بال أقوام :-
لا طاعة للكبير , ولا رحمة للصغير , وكيفما أتفق يكون المصير , فهؤلاء أيضاً أسألكم عنهم فما بال أقوام .
- ما بال أقوام :-
عاشوا في أبراج عاجية , بينهم وبين مدعو يهم آلاف السنين الضوئية , أنى يؤثرون فيهم بصفاتهم الدعوية.
- ما بال أقوام :-
لم ستفيدوا مما حولهم من دروس وعبر, عاشوا ولم يبالوا لما يحدق بالأمة من خطر, تمر الأحداث تلو الأحداث ولم يعملوا القلب ولا البصر, فمنهم يبدأ وإليهم يرجع الضرر فما بال أقوام.
- ما بال أقوام :-
عاشوا ولم يعرفوا المسار , فأصبح المنطلق في وضع انتظار ,وكثرت العوائق في طريق القطار, وبكت عليهم رسائل العين بدمع مدرار ,فماذا يقول الراشد فيهم .
لاشك بأنكم ستقولون أني أكتب عن أناس في المريخ , نسي ذكرهم التاريخ , من كتب عنهم فهو مخرف – فهم الدعاة , ومن بين عيوبهم وأخطائهم فهو متعجرف فهم - التقاة .
وما ذكرت صفاتهم لأبرأ نفسي (( إن النفس لأمارة بالسؤ )) ولاحول ولا قوة إلا بالله .
وهذه ليست صفات الجميع فهناك من حمل هم الدعوة على بينة وبصيرة , وخاضوا من أجلها الدروب العسيرة , ولكن هذه صفات كتبتها , ومن مجتمع الدعاة تلمستها , فإن وجدتم من ينطبق عليه منها شئ فانصحوه فهو محتاج , وإن كابر ولم يقبل النصح فارفعوا فيه ورقة احتجاج .
المفضلات