النمو الانفعالي للطفل :

تختلف ردود أفعال الأطفال الانفعالية باختلاف طباعهم وبيئاتهم.. وتكون إنفعالات غير مستقرة فالأطفال خصوصاً في الثانية من العمر يكونوا سريعي التقلب من المشاعر إذ يتنقل الطفل من الضحك إلى البكاء ومن البكاء الشديد إلى الضحك الشديد أو أنه يخاف ويفرح معاً في نفس الوقت وهو يعبر بانفعالاته عن حالته النفسية ... يبكي عندما يكون مزعوجاً أو خائفا أو غاضباً ويضحك عندما يكون سعيداً وراضياً والطفل يخاف مثلاً من وجود الغرباء ومن الأصوات العالية ومن افتقاده لأمه، يعبر مثلاً عن انفعال الغضب بالصراخ – التمرغ في الأرض- الرفس بالقدمين.
يعبر عن انفعال الغيرة من أي شخص يشاركه محبة والديه بالصياح وإحداث الضوضاء أو رمي الأشياء التي في يده.
يفرح عندما ينجح في إنجاز عمل معين كتركيب المكعبات.
في عامه الثالث يكون الطفل أكثر استقراراً.وتتسع دائرة عواطفه لتشمل أشخاصاً غير والديه وتتطور مشاعره وانفعالاته من الصراخ مثلا إلى عدم تنفيذ الأوامر والامتناع عن تناول الطعام ...
ومن أهم العوامل التي تؤثر في نمو الطفل الانفعالي وتجعله إما غاضباً أو باكياً أو محبطاً وقلقاً هي الطبيعة،الجيران،الروضة والمدرسة ...
إن الطبيعة التي يتواجد فيها الطفل تؤثر تأثيراً واضحاً على نفسيته وتفكيره..فالبحر له تأثير يختلف عن تأثير الصحراء وكذلك يختلف تأثير السهل عن تأثير الجبل.وابن المدينة يختلف عن ابن الريف في مكوناته النفسية ونموه ..
وطفل المناطق الحارة يختلف عن طفل المناطق الباردة .. والطبيعة المليئة بالزهور يختلف طفلها عن طفل بيئة تنتشر فيها الأشواك والنباتات البرية.وأيضاً طفل ترعرع في بيئة تملؤها حشرات متنوعة يختلف حتماً عن طفل لم ير مثل هذه الحشرات..
إن هذه الأمثلة التي ذكرناها هي بعض البيئات التي تؤثر بشكل أو بآخر في نفسية الطفل حيث أن الانفعالات العاطفية من حب وكره وخوف وضيق وعصبية في المزاج ونفسية انطوائية أو انبساطية وغير ذلك من الانفعالات والعواطف تتأثر فتؤثر بالضرورة سلباً أو ايجاباً في نفسية الطفل.
مثلا إن طفلاً يعيش في منطقة تملؤها الحشرات من فئران وعناكب وأفاعي سيكون على الأغلب لايأبه لوجودها وأغلب الظن أنه سيكون قادراً على التعامل معها نوعاً ما،بينما نجد في الطرف المقابل الأطفال الذين ندر لهم أن رؤوا مثل هذه الحشرات أو الحيوانات شديدي الرعب منها،بل وقد تكون كثيراً من العقد النفسية لديهم مرتبطة بالفئران أو القطط السوداء أو العناكب أو ...........
كما أن طبيعة المكان التي أصيبت بحروب أو بحرائق الغابات مثلا أو فيضانات لابد أن تؤثر في هؤلاء الأطفال الذين يعيشون فيها فتكون لهم مكونات مغايرة ومختلفة حتماً عن مكونات طفل لم يشهد مثل تلك الأزمات ..إن طفل البيئة الساحلية لايهاب الماء بل يكون سبّاقاً في السباحة والغطس،بينما طفل المناطق الداخلية قد تكون بعض عقده النفسية وانفعالاته السلبية بسبب الماء والخوف من الغرق.
كما أن إزعاج الطفيليات الموجودة في منطقة ما يعيش فيها الأطفال غير مهم وأمر عادي بينما في المناطق الأخرى يؤثر سلباً على الطفل في مجال الانفعالات من عصبية المزاج وفي مجال
الصبر والاحتمال.

كل هذه الأمور واختلافات البيئة والطبيعة التي ينشأ فيها الطفل تجعله مختلفاً عن البقية
لذلك يفضل ممن يتعامل مع الأطفال وخصوصاً المعلمات في المدارس وفي رياض الأطفال.. أن يحاول دراسة الطبيعة التي نشأ فيها ذلك الطفل، هذا سيفتح لنا مجالاً كبيراً في حل بعض الإشكاليات التي تواجهه الطفل..
ربما تكون هذه فرصة ليفكر كل منا بالطبيعة التي نشأ فيها ..ويتذكر هل كان هنا فروقات من حيث ردود الأفعال والانفعالات العاطفية سواء كانت محبة أو كره أو غضب ...
بينه وبين بقية الأطفال في المدرسة؟؟!!