بقلم : عماد حفني ...
يأتي خبر النعي سريعا
لايمهلنا كي نتعزى..
كي نتماسك.. كي نتسلى
يطفئ شمعا.. يقطف زهرا
يورث حزنا..
يمحو من أطواء النفس ربيعا
يأتي خبر النعي سريعا
جاء ينغص طيب الحال
جاء بفقد حبيب غال
وعلى البعد يقول وداعا
سأغادر يا أهلي ..جميعا
يأتي خبر النعي سريعا
يأتي خطفا مثل البرق
يأتي يشعل نار الشوق
لأحباء فوق الفوق
تركوا قلبا بات وجيعا
يأتي خبر النعي سريعا
لا شك أن أخبار فقد الأحبة تكون قاسية على نفس المحبين وأشد ما يكون ألم الفراق حينما يجمع إليه البعد والغربة فلا ترتوي العين بآخر نظرة ولا تطمئن النفس وقد حرمت من أن تضع بيدها محبوبها إلى حيث الملتقى عند الله تعالى.
وأشدها قسوة تلك التي تنعى أحد الوالدين لأنهما البابان المفتوحان المشرعان على الجنة بدعائهما وحرصهما ، وتزداد القسوة والحزن حينما يأتي الخبر بفقد الأم لأنها أقرب إلى قلب الولد بل هو الأقرب إلى قلبها فقد كان بين أذنه وقلبها عهد طويل الأمد فقد تصاحبا وتواثقا وهي ترضعه قبل حليبها حنانها وكان بينهما مناغاة وود ولهفة.
ولكل أم بصمة .. بل بصمات على قلوب وعقول أبنائها ومن أولئك الأمهات تلك الفاضلة التي أحسبها -والله حسيبها- من نماذج الأمهات اللائي ربين الأبناء على البساطة وعلى حب الناس وتشهد لها بناتنا ونساؤنا بأن جلساتها ما كانت لتخلو من جو المرح الممزوج بالعفة وحسن الكلام إنها زوجة الشيخ جاد الشامي التي رحلت عنا بعد ان تركت خلفها بحسن تربيتها جبالا شمّا فترى من أبنائها المهندس الخدوم والمعلم المتفاني بل والداعية المفوه الشيخ سامي جاد الشامي. على أحسن ما تكون التربية وأحسن ما يكون التعليم.
رحمك اللَّه أمنا.. أم فتحي
المفضلات