احترم الأخرين دائماً


دروس من الأم: عامل الناس باحترام دائمًا
تذكر والدتك عندما كنت طفلاً، وهى تخبرك بأن عليك احترام من هم أكبر سنًا وكذلك احترام أقرانك. لذا- بغض النظر عن نوعية الجمهور الذي تواجهه- فمن المهم أن تعاملهم باحترام.

وإليك مثالا لحادثة وقعت لي أثناء أحد العروض التي كنت أقدمها، وكذلك الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف. منذ عدة سنوات مضت اعتدت على تقديم عرض بعنوان: "كيف تعمل الطاقة النووية" لمجموعة من المدنيين، وللعديد من المؤسسات المختلفة. والطاقة النووية ليست بالموضوع الذي يسهل فهمه بالنسبة للكثير من الناس. وفي الحقيقة يخشى بعض الناس
الطاقة النووية وينتهجون موقفًا عدائيًا منها لأنهم لا يفهمونها جيداً.

وكان من المقرر أن ألقى عرضًا في استراحة الغداء مدته ثلاثين دقيقة داخل إحدى المؤسسات المدنية، التي يعمل بها العديد من المتخصصين؛ معظمهم من المحامين. ووصلت إلى المطعم في وقت مبكر للإعداد من أجل العرض، وبينما كنت أنتهي من تقديم العرض- ومن حيث لا أدرى- قذفني أحد الحاضرين بمطفأة السجائر فأصابتني فوق عيني اليسرى، وفي الحقيقة جرحت مطفأة السجائر عيني التي ما لبثت أن نزفت. وفي البداية كنت مصدومًا، ولكنني لم أفزع وقلت لنفسي: "لين"، كن محترفًا لأنك تعلم أنهم لا يؤيدون الطاقة النووية منذ البداية وأنت تمثل الشركة، لذا كن محترفًا.

فالتقطت أحد المناديل ووضعته على الجرح، وتذكرت ضرورة احترام الجمهور. ولأنني لم أر الشخص الذي قذفني بالمطفأة فقد قلت بأدب جم، وبثقة كبيرة قدر ما استطعت: "قبل أن أبدأ كنت أعلم أن هذا الموضوع ليس من الموضوعات المفضلة، ولكن هل يوجد محام جيد من بين الحاضرين؟". وبعد أن قلت هذا ساد الصمت المطبق في القائمة، ثم قلت: "إذا وعدتم بعدم إلقاء أي شيء آخر علىّ فسوف أستأنف خطبتي كما وعدت، والأمل يحدوني أن تجدوا الإجابة على كل ما يهمكم من خلال العرض، وقد اتضح لي وجهة نظر بعضكم في الموضوع. وكل ما أطلبه منكم هو منحى الفرصة لتوضيح وجهة نظري".

كان هذا مثالاً يوضح لكم كيف أمزج بين الاستراتيجيات في التعامل مع الجمهور العدائي وأطبق مبادئ معرفة الجمهور وأكون محترفًا، وأكون محترمًا.