في إطار بيئة العمل، قليلا ما يمر البخلاء دون ملاحظة. لكن حينما يتعلق الأمر إلى إنفاقهم المال، فإنهم يجدون الحجة للإختفاء ببطء. وهم يظهرون ردود أفعال مختلفة بإختلاف الأشخاص: الغيرة، الرفض، المفاجأة وما إلى ذلك. ولكن هل يجب ان نبتعد عن هؤلاء الأشخاص قدر الإمكان؟ هذا يختلف بحسب الموقف، لأننا أولا نحتاج إلى فهم إرتباطهم الشديد بالمال.

البخلاء سعداء حتى يقابلهم رفاقهم بالرفض:
طالما أن حياتهم العاطفية والإجتماعية والمهنية لم تتأثر بشكل جوهري بعلاقتهم بالمال، فإن البخلاء يكونون سعداء عموما لأنهم يعرفون كيف يحتفظون بالمال. ولكن هناك مخاطرة حقيقية بأن يقابلهم الآخرين بالرفض. عندما يرفضون دائما سداد مقابل أكواب القهوة التي يتناولونها في العمل أو الدخول في جدال للخروج في نزهة أو التبرع ببعض المال في صندوق التبرعات، فإن العلاقات حتما سوف تظل متحفظة وغالبا ما يؤدي ذلك إلى الإنعزال. لكن اذا بذل البخيل قصارى جهده في التغيير تتاح له الفرصة للتغلب على عاداتهم. والأساس هنا عدم إرتباط المال من حيث أهميته المادية إن كان الأمر لا يتعلق بأن إنفاق المال معناه عدم الأمان في المستقبل. ومن خلال التحليل النفسي، يدرك البخلاء أنه على الرغم من أن مدخراتهم موجودة إلى جانبهم إلا أن ذلك يصاحبه نقص شديد في حياتهم العاطفية. والنتيجة تكون مدهشة وفورية في الغالب. وبالطبع، من الضروري أيضا معالجة سبب المشكلة لكي تسري النتائج على الحياة اليومية.

مشكلة شائعة للغاية
في السنوات الأخيرة، تعرض المواقع النصائح والحيل من أجل انفاق مقدار أقل من المال والتي لاقت نجاحا واسعا، ولكن هل تعكس إنتشار الإتجاه إلى البخل؟ يعتقد العديد من الأشخاص ان البخل
ظاهرة بدأت في التزايد بسبب زيادة عدم الإحساس بالأمان تجاه تقاضيهم رواتبهم. وقد بدأ الأشخاص في الإنعزال عن عائلاتهم والإستمتاع بحياتهم الإجتماعية لكي ينفقوا مقدارا اقل من المال وإنفاقه بطرق مختلفة. ومؤخرا يستثمر الأشخاص الكثير من المال داخل منازلهم، والبخل اصبح السبيل الغالب للشعور بالأمان بالنسبة لهؤلاء الذين قليلا ما ينفقون بحرية. وفي حقيقة الأمر يوجد تناقض هنا. نحن نعيش في مجتمع يجبرنا أن نكون إستهلاكيين ولكن رغم ذلك يبدو أن المستهلكين ينفقون قدرا أقل من المال لكن في أمور مفيدة. والخط الفاصل بين الإقتصاد والبخل يصبح من ثم دقيقا للغاية.
لذا عندما نواجه رجل وإمرأة بخلاء للغاية، كيف يكون رد فعلنا تجاههم؟ ورغم أن الأشخاص الذين يعانون من بخل الأخرين يميلون إلى الحديث بشكل سيئ عن البخلاء والإبتعاد عنهم، لكن هذا ليس الحل الأمثل لإرشادهم إلى إدراك خطأهم. ويجب ألا ننسى أن هؤلاء الأشخاص ممتلكاتهم هي التي تسيطر عليهم وليس العكس. وهم يستحقون منا مسامحتهم على سلوكهم البخيل. والأكثر من ذلك أن هذا سوف يساعدهم جيدا على كيفية العطاء وكيفية عمل ذلك دون خوف.

بقلم اميلي فايلون - مسن العربية