ولنا في المدينة أيضاً عدد من المواقف المفيدة والطريفة بل والمؤلمة :


5-انتبه أن تسكب بسرعة

عادة ما نشرب الماء من ما نسميه المبردات المنتشرة في الحرم بملء كؤوس ورقية من تلك البرادات الضخمة.. وأراد ابني أن يتناول كأسا من الماء

فتوجهنا إلى إحدى تلك البرادات أو الثلاجات التي تعبأ ووضعت كأس البلاستك .. و ابني متلهف يريد شربة ماء ضغطت على مكبس فاندفع الماء ليلقي بالكأس و يسقط كررت ذلك مرتين أو ثلاث . ثم خففت الضغط قليلاً بعد أن تناولت كأسا آخر فانسكب الماء ببطء حتى ملأت الكأس فشرب ابني الماء و لعله ظن أنه سيبقى عطشا و هو يرى الكأس يسقط أكثر من مرة . ثم شربت بعده .

فتأملت في اندفاعنا أحياناً لتحقيق ما نريد واستعجالنا لقطف الثمر ورؤية الإنجاز فنخسر ما نود .. وتذهب جهودنا سدى .. مع أنها قد تكون جهود ضخمة وأعمال لا يستهان به .

فما أحوجنا إلى التأني و التدرج في كثير من شئون حياتنا .

- في التربية
- في الدعوة إلى الله
- في السير صوب أهدافنا

في أمور كثيرة خاصة فيما هو مصيري في وجهة حياتنا



6- لا ترجع بسيارتك
في إحدي مرات خروجنا من الفندق متجهين إلى الحرم النبوي .. وكان لزاما علينا أن نقطع الشارع ذي مسارين – كانت هناك حافلة تريد أن ترجع و تدور إلى المسار الأخر وإذا بسيارة تقف بطريقة خاطئة بجانب السيارات الواقفة فأصبحت عائقاً من أن تكمل الحافلة دورانها فكان سائق الحافلة في موقف لا يسر الصديق وهو يتقدم ويرجع ويتعارك مع مقود الحافلة كي يكمل انتقاله للمسار الأخر . و من وراءه بالطبع لن يرحموه .

هكذا البعض يضع العقبات والعوائق في طريق الآخرين

أحياناً عن قصد والعياذ بالله

وأحياناً بلامبالاة

وأحياناً عن جهل وهو أهونها لأنه إن علم قد يتراجع عن فعلته تلك .

أما الآخرين فمشكلتهم عويصة فهو يرى

ما يسد الباب أمام الآخرين

وما قد يسببه من أضرار مادية أ معنوية ومع ذلك يستمر .

هي اللامبالاة التي زرعت للأسف في نفوس البعض .

فلنحذر أن نكون من هؤلاء .
منير الخالدي