1 – كيف يبدو شكل غرفة اجتماع العصف الذهني ؟

العصف الذهني مثل الرقص، لا يصح من الوضع جالسا، ولا في مكان ضيق. يجب أن تسمح للحضور بالحركة ذهابا وإيابا، ويجب أن يبقوا واقفين، ليستمر الإبداع وتستمر الروح الإيجابية. كذلك يجب عليك توفير مساحات كافية لكتابة كل الأفكار عليها، يجب أن تملأ الجدران المحيطة والحوائط بصحائف من الورق الأبيض للكتابة عليها، إذا لم تستطع، استعمل الأوراق الصغيرة اللاصقة الملونة (بوست-ات) والصقها في كل مكان في غرفة / قاعة العصف الذهني. يجب على هذه الأوراق الخالية ألا تنفد قبل نهاية الجلسة وإلا خسرت فرصتك لتسجيل أفكار عبقرية بحق.




شكل إحدى غرف اجتماعات العصف الذهني
2 – من يجب عليه المشاركة في جلسة العصف الذهني ؟

لا، ليس كل من هب ودب، وليس كل من تحب. يجب أن يشارك في جلسة العصف الذهني كل من لديه وجهة نظرة مختلفة وذات علاقة بالموضوع قيد التفكير. إذا كنت ستفكر مثلا في تصميم سيارة جديدة، سيكون عليك أن تدعو لجلسة العصف الذهني المهندسين المتخصصين في تصميم السيارات، والعملاء الذين يشترون مثل هذه السيارات، ورجال

المبيعات الذين يبيعونها، والميكانيكي الذي يصلح مثل هذه السيارات، ورجال صف السيارات في الفنادق (فاليه) وهكذا. هنا يجب توضح نقطة ذات أهمية كبيرة، من يشارك في جلسة العصف الذهني ليس هو من سيقرر أي من أفكارها هو الذي يجب تنفيذه. هذا الأمر شديد الأهمية ولذا يجب تكراره، من يشارك في المجيء بأفكار ليس هو من سيقرر أي من هذه الأفكار سيجري تنفيذها. هذا سيفكر بقلبه بينما هذا سيفكر بعقله.


الآن، ما أقصى عدد لحضور جلسة العصف الذهني؟ ترى تينا ومن واقع معايشتها لتجارب كثيرة أن يكون العدد ما بين 6 إلى 8 فقط أو ما تكفي 2 بيتزا لإطعامهم حتى الشبع!
3 – ما هو موضوع جلسة العصف الذهني ؟

لا تجعل السؤال الذي من أجله اجتمع الحاضرون عاما، ولا محددا، وعليك أنت أن تجد الصيغة المناسبة. اترك الباب مفتوحا أمام خيال المشاركين، فبدلا من سؤال: ما الهدية التي سنشتريها لزميلنا، اجعله: ما أفضل تجربة ممتعة يمكن أن نوفرها لزميلنا. إذا جعلت السؤال محددا بشيء، فستأتي الأفكار محدودة بدورها!
4 – ما الأشياء الأخرى التي يجب توفرها في قاعة جلسة العصف الذهني ؟

يجب أن توفر أشياء تلهب حماس الإبداع. إذا كنت تريد تصميم قلم جديد، فيجب أن توفر الكثير من وسائل الكتابة المختلفة، بالإضافة إلى ألعاب وأجهزة من شأنها أن تشجع على الإبداع والابتكار. كذلك يجب توفير وسائل كتابة كافية لكل الحضور، كذلك يجب أن توفر مكونات وعناصر لاستخدامها في صنع نماذج أولية وهياكل لما اجتمعت للتفكير فيه. الكتابة والرسم من الأهمية بمكان، لكن تصميم مجسم ثلاثي الأبعاد يعطي نتائج أفضل من الرسم والشرح.


الكتابة على كل شيء في قاعة العصف الذهني شرط حيوي، حتى الأرضيات!
5 – كيف يجب عليك بدء جلسة العصف الذهني ؟

هذه ليست بالسهلة، إذ يجب على الحضور الخروج من الحالة الذهنية لتنفيذ المهام اليومية لوظيفة كل منهم، للدخول في حالة البحث عن المجهول ومن ثم الابتكار والإبداع. من ضمن الطرق التي تستخدمها تينا هي اختيار كلمة طويلة ثم تطلب من الحضور كتابة أكبر عدد ممكن من الكلمات باستخدام حروف هذه الكلمة. كذلك يمكن طرح سؤال يراه البعض سخيفا مثل: كيف تصمم نظارة لشخص لا يملك أذنين. قد تكون مثل هذه الأفكار سخيفة في البداية، لكنها تحفز العقل للدخول في حالة التفكير من أجل الإبداع.
6 – ما هي قواعد جلسة العصف الذهني ؟

أهم قاعدة هي أنه لا وجود لفكرة فاشلة أو غير مفيدة أو غير مجدية. كل الأفكار مقبولة ويجب احترامها والتفكير في تطويرها والبناء عليها. القاعدة الثانية هي ألا تسمح بانتقاد أي فكرة مهما كانت، بل إنه مهما كانت الفكرة غريبة عجيبة، يجب عليك أنت مدير جلسة العصف الذهني أن تبني عليها وتطور منها. العصف الذهني المراد منه المجيء بالأفكار،

وبعدما تنتهي من الجلسة، ساعتها تبحث في الأفكار المطروحة وتأخذ منها ما يناسبك. لا تقلل من شأن فكرة مجنونة من شأنها أن تفتح المجال أمام فكرة أخرى مبدعة. القاعدة الثالثة هي أن تطلب من الحضور ألا يخرجوا من طور صنع الأفكار إلى كيفية تنفيذها، وألا يشغلوا عقولهم بالخطوات اللازمة لتنفيذ فكرة ما، فهذه لها جلسة أخرى مخصصة لها، وعليهم أن يركزوا في المجيء بالمزيد من الأفكار.


كذلك يجب عليك تشجيع المجنون من الأفكار، فرب فكرة تضم في ثناياها مكونا تستطيع أن تستخدمه في مكان آخر بما يعود عليك بعظيم الفوائد. كما يجب عليك وضع هدف واضح للجلسة، مثل: كتابة 500 فكرة لصنع مذاق جديد للآيس كريم. في هذا المثال، أول 300 فكرة ستكون التقليدية أو المشابهة لما هو موجود بالفعل، لكن آخر مائتين، هذه ستكون الجديدة حقا. يجب عليك أن تدرك أن كل فكرة هي بذرة الفكرة التالية لها، ويمكن لها أن تنمو وتكبر لتكون شيئا مرموقا.
7 – هي إجراءات جلسة العصف الذهني ؟

ما أن تضم الأشخاص المناسبين، وتضعهم في المكان المناسب، وتوفر لهم الأدوات المناسبة، وتذكرهم بالقواعد، وتبدأ معهم بالأفكار البسيطة، عليك بعدها أن تترك الأمور تسير بسلاسة وانسياب. يجب أن تكون هناك دائما محادثة واحدة الجميع يشارك فيها، لا تترك الفرصة لانقسام الحضور لمجموعات كل يتناقش مع الآخر دون البقية. كذلك، اعمد إلى حذف إمكانيات ووضع أخرى غير متوقعة، فلو كنت تسأل كيف نبني ملعبا جديدا، اطرح السؤال بشكل جديد، كيف نبني ملعبا تحب الماء أو على سطح القمر أو بعد 100 عام من الآن. كذلك اطرح السؤال كيف سنبني هذا الملعب لو كانت الميزانية دولار واحد فقط أو مليون دولار.
8 – كيف تقتنص الأفكار ؟

تأكد من توفر وسائل كتابة أفكار كافية، من أقلام وورق أبيض وملصقات وغيرها. إياك وطغيان القلم الواحد (Tyranny of the pen) والذي يعني أن ينتظر الجميع حتى ينتهي من يمسك القلم الوحيد في جلسة العصف الذهني لكي يكتبوا أفكارهم بدورهم، وهو أحد أوجه القمع الفكري ومن أسباب نضوب الإبداع، إذ أن من يمسك بالقلم يتحكم في أي فكرة يمكن كتابتها أو لا. حين يملك الجميع أقلاما وأوراقا، يمكن لهم ساعتها أن يكتبوا أو يرسموا أي فكرة تخطر ببالهم. استخدام الأوراق اللاصقة الصغيرة مفيد جدا، فذلك يجبر صاحب الفكرة على أن يكتبها في عنوان قصير مفيد، وهو أمر حيوي لسهولة فهم الغرض من كل فكرة فيما بعد.
9 – ما المدة المثلى لجلسة العصف الذهني ؟

من الصعوبة بمكان أن تستمر جلسة العصف الذهني لفترة طويلة، فالعقول تأبى ذلك، ولا بد من راحة لإعادة شحن بطاريات الإبداع. ترى تينا أن أقصى مدة ممكنة لأي جلسة عصف ذهني هي ساعة والأفضل لها أن تكون 45 دقيقة، ويمكن للجلسة أن تكون لمدة 15 دقيقة حين يعرف الحضور بعضهم بعضا، ويعرفون المطلوب منهم ولديهم الأدوات التي يحتاجونها. من الأفضل لجلسة العصف الذهني أن تترك الحضور وهم في حالة ذهنية حماسية، وهم يريدون طرح المزيد من الأفكار. كذلك يجب أن تنتهي الجلسة وكل المساحات الخالية في القاعة قد ملئت بكتابات ورسومات وأفكار.
10 – ماذا تفعل بعد انتهاء جلسة العصف الذهني ؟

كما ذكرنا من قبل، من يحضرون ويشاركون في جلسة العصف الذهني، لا يجب عليهم أن يختاروا أي فكرة يتم تطبيقها فيما بعد، وإن كان من الممكن أن تعطي كل مشارك الفرصة لاختيار أفضل فكرة نتجت من العصف الذهني يجب تنفيذها، وبذلك يعرف متخذو القرار أي فكرة نالت استحسان الحضور، ما يعطيهم فكرة مبدئية عن جودة هذه الأفكار. يجب حفظ كل الأفكار وتسجيلها، والعودة لها فيما بعد، فمستحيل الأمس – ممكن اليوم. وأما من يختار أي فكرة يمكن تطبيقها فهم أناس لهم خبرة في مجال تحويل الأفكار إلى واقع، يعرفون دورة المنتج ولوازم التسويق والبيع والأمور اللوجستية وكل ذلك.




حين تمتلئ المساحات كلها، تنتهي جلسة العصف الذهني

على أن أهم فائدة تخرج بها من جلسة العصف الذهني، هو حالة النشاط الفكري التي تعتري المشاركين فيها، فهم ذاقوا حلاوة الابتكار والإبداع، واكتشفوا الفنان المبدع بداخلهم، والرجاء ان يستمروا في الإبداع والابتكار.

سيقول قائل، وما فائدة العصف الذهني لي؟ حسنا، دعنا نتفق على أن الخروج من حالنا والنهضة يستلزم أن نبدع ونبتكر، وهو أمر حيوي مطلوب في حياة كل البشر. حتى تتقن العصف الذهني، فأنت مؤهل لأن تبدع وتبتكر وتحل مشاكلك ومن ثم تقودنا لقمة النجاح.

بالطبع، لا خلاف على أن توفير كل ما سبق من شروط تحدي كبير في عالمنا وواقعنا العربي، لكن هذا ليس نهاية المطاف، فكسر بعض أو حتى كل القواعد السابقة لا يعني نهاية العالم، فحتى لو طبقت قاعدة أو اثنتين مما سبق فهذه خطوة للأمام، مهما كانت صغيرة، وبتكرار الخطوات الصغيرة على مر الأيام، يأتي التقدم والإبداع.الآن، عليك التفكير في عقد العديد من هذه الجلسات، ابدأ بالسؤال ما أفضل مشروع تجاري ابدأ به، كيف يمكنني اكتساب الثروة، ما أفضل منتج أتاجر فيه، كيف ابتكر منتجا جديدا السوق متشوق لشرائه،… ثم عُد لتخبرني بالنتائج.
منقوول