فكرة البحث في كينونة السرطان : بعد الاستئذان من أهل هذه الصناعة اعتقد أن السرطان مرض جيني نتج من خلية حدث فيها تراكم لتغييرات جينية جعلت هذه الخلايا تتملص من النظام الصارم المتبع في النمو والتكاثر كمرض خالٍ من الوراثة والعدوى والألم ، في بداياته يتسلل خلسة الى الجسم ويركن فيه بهدوء وبالكثير من الندالة حتى يشتد عوده وتطول انيابه ويفلت من عقال الكمون ليكشر عن خباثته وينطلق عدوا فتاكا بالجسد ... وللمعرفة فقط فجسم الانسان الطبيعي يحتوي على 30 تيريليون خلية تشكل تجمعات معقدة متعاونة تضمن احتفاظ كل نسيج بحجمه وبنيانه الملائمين لاحتياجات الجسد ككل ، وتتنوع مابين كيدية مهمتها ازالة السموم ،وعصبية للقدرة على التفكير وتنظيم حركة العضلات ،وجلدية لوقاية الأغلفة من الرضوض ،ومنها دموية لنقل الأوكسجين ، وقد تبين بالدرس ميدانيا ومخبريا ان المسبب الأول للسرطان : جرح عاطفي عميق ، حقد وضغينة دفينان منذ وقت طويل ، سر يثقل الكاهل ، شعور بالظلم المقيت وغير المبرر ، حرمان من حلم عزيز ، طفولة محرومة من العاطفة ، اما المواد المسرطنة المعاشة في محيطنا بتلوث الجو من خلال احتراق غير تام للمواد العضوية وتعرض مياه الشرب لتلوث مجراها الارضي وفضلات الصناعة والتعرض لمواد النيكل والكروم والزرنيخ والطاقة الشعاعية تلك التي تؤثر على نسج مولدة للدم وينجم عنها اصابات سرطانية تسمى الورم اللنفاوي وحماة راشحة عدا عن اتصالات الجنس المولدة لسرطان عنق الرحم والذي ينتقل الى الاعضاء التناسلية ويؤدي الى التهاب الكبد الانتاني ويخلق بيكتيريا متحلزنة تصيب المعدة والمثانة على السواء ، وكل هذه الاصابات الورمية يمكن معالجتها بإحدى سبع طرق تتقدمها الحالة المعنوية ( ثقة بالنفس وتحكم بالذات وتوجيه الارادة ) وهي السلاح الأمضى في اجتثاث المرض اساسا ويليها الجراحة ثم الأشعة والكيمياء والهرمونات ثم المناعية واخيرا المعالجة الجزيئية وهذه التي تستهدف قتل الخلايا المصابة فقط وهنا يتدخل موضوع المورثات وتعددية الأدوية التي تتمكن من السيطرة على الخلايا الورمية فقط ، وقد هاتفني أيامها الدكتور شاكر مطلق قال حرفيا : انا احمل دكتوراه في علوم الأدوية واعرف انه كل يوم تهاجم الجسم ستة خلايا سرطانية تبيدها جيوش الجسم الدفاعية وإذا ما هربت إحداها وتعرضت إلى معالجة كيماوية فتفعل كالثعبان حين تحركه بالعصا يهرب من هنا لينقض هناك ... أما عن النصائح ذات الصلة بموضوع الطعام عامة فينصح بعدم شراء الأغذية السوقية المكيسة المخصصة للأطفال والمعلبات وسودة الدجاج وعدم تسخين الزيوت حفاظا على حمض اللينولييك ولا يطهى بالزيت مرتين كي لا تتلف الدهون وتتأكسد فتتحول الى مواد مسرطنة ، اسلق الطعام بوقت قليل واستعمل المرقة لأطباق أخرى ، وعدم تسخين الطعام قدر الجهد حفاظا على عناصره الغذائية ، على جميع المرضى فهم فكرة البيت الشعري لحكيم البشرية :
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر وجميع بني الانسان قادر بقوة تكوينه العام على كل أموره وتصريفاته ففيه المرض والسلامة وفيه الشفاء والانتكاس وفيه الإقبال والإدبار وقادر على أن يستخدم ما يلزم حينما يلزم وذلك لتمام أحواله ، ومن هنا عليه أن يشعر بقدرته الخارقة على النصر على أي عدوان كان من خارج الجسم كبعض أمور الطبيعيات أو من داخل الجسم كالأمراض ومنها سرطان فرض علينا أن ننحو الثقة المطلقة بقدرتنا على النصر على العدو مع اختلاف توزعاته ومقدراته ولذا فقط اجعله ندّا لك وعليك تجنيد كل مقدراتك لتدميره وتدميره فقط ..
التقيت في سوق الدعاية الهابطة جدا بعناوين ما أسموا أنفسهم ( أطباء الطب البديل وأحيانا الخبير بالأعشاب ومرة تحت اسم العضو الملكي في جمعية الطب الشعبي ) وما شابه ذلك من مانشيتات لماعة لغاية النهب والسلب والخدعة مستغلين امثال كثيرة لدى عامة الناس مثل ( الغرقان يتعلق بالغصن المقطوع ) و ( صاحب الحاجة أرعن ) وغير ذلك ، وكعادتي في الفضول الزائد اضطريت للاتصال بهم جميعهم واليكم الاحاديث التالية معهم واحد واحد بعد ان عرفت الجميع على شخصيتي الحقيقية بلا مواربة ووصفت لهم حالتي الصحية بدقة فقال الاول : عليك بوصفة عربية سريعة وهي الامتناع عن اكل أي منتج حيواني والالتفات الى الحبوب البرعمية وبعدها تحتاج الى ست جرعات أعشاب طبيعية كل جرعة بعشرة آلاف ليرة سورية ويمكنك الاستغناء عن الجرعات بالوصفة السابقة وعليك ان تنام في الظلام تسع ساعات ونصف تماما ولما سألت الثاني قال عليك ان تنهي كل جلسات الأشعة ثم بعدها يكون بيننا حديث جديد اما الثالث والأكثر نصبا واحتيالا فقال لدي جرعة واحدة بقيمة ثلاثين الف ليرة ولا تتعارض مع جلسات الأشعة بل تضاعف فعلها والأشعة تضاعف فعل الجرعة قلت له ان حالي المالي سيء للغاية واولادي بحاجة لربطة خبز ... فقال : ادفع لي اليوم عشرة آلاف والباقي بعد الشفاء ... قلت له وربما أخذ الله الوديعة فقال سامحك الله ... وأنهيت الاتصال بهم وراجعت طبيبي الطبيب الانسان فقال فيهم ما قال وقال عين الصواب فشكرت الله إني لم أتورط مع أي منهم لا ماليا ولا طبيا ومن هنا أوصي جميع المرضى على اعتبار انه صار بيننا حالة من الشراكة ان لا يتعاملوا مع هذا الفريق من المدعين النصابين وان يعودوا الى ما يريد العلم الحديث ويحصروا تعاملاتهم الطبية مع الأطباء القديرين والاختصاصيين وعلى الله الاتكال وان ماهو مكتوب عند الله ثابت لا محالة ، كتبت لي صديقة كلاما تلقيت بريدها في هجمة ألم ليل يقلـّبني في تضاريس سريري ، كنت حينها على مرحلة من ضيق بوابة الحنجرة وهي ترفض مرور الطعام والشراب ، لكن حروفها نقلتني من التفكر في حالتي الى التفكر في خلق الله : ( أضمخ كلماتي برائحة مسك*أزرعه في بستان قلبك النقي لترويها من مدادك الطاهر...*أنثرها عطراَ في صومعتك التي نذرت نفسك راهب فيها لخدمة الإنسانية والإنسان ... لتمنحنا الأمل يا بقاء العمر ..يا نقاء الطهر ..يا أملاَ أضاء*حياتنا بالحب و الوفاء ... يا نبراساَ لا ينفذ ...ولا يتعب... ليبدد الظلمات بالنور وبأن الدنيا لا تزال بألف خير طالما هناك أمثالك ... أقسم يا سيدي ... كلماتي وجيزة ولم تفيك *حقك فأنت هرم شامخ أعجز عن الوصول إليه حتى عبر الكلمات وصرح من الصروح التي يخلدها التاريخ عبر الأزمان... شكراَ لك لأنك أيقظتنا من سباتنا العميق... كاد أن يبقينا في غفلة من*أمرنا...ويحولنا لتماثيل عاجزة عن النطق .... تماثيل للرؤية فقط.... ). تلك المخاطبات فعلت عندي فعل النار بالذهب وكشفت غثه من ثمينه وأظهرت قدرتي الفائقة على التحكم بالذات تواصلا مع الله ... كلمات الأصدقاء لا تقل عن نوع آخر من الأدوية الشافية مع فارق القيمة المالية المرعبة بينهما ... أدعو جميع بني الانسان ولو لمرة واحدة أن يتركوا كأس العالم ، وتفاهات الفضائيات وسقاطات اعتلاء منابر الفسق ، ويسبروا أغوار ذواتهم والبحث عن سر الإله فيهم ، وما قضاء الله في سعي المرء إليه سوى قضاء مبرما كان ذلك على ربك حتما مقضيا ......
قالوا لابن أبي طالب عليه صلوات الله : أنت تعرف قاتلك وإنه فاعلها بعد حين فلماذا لا تسبقه فقال لهم ذاك قدر قضاه الله ولا خيار لي فيما قضاه الله......... وكذلك شهيد الطّف حسيننا عليه صلوات الله حين قالوا له لا تذهب إلى كربلاء طالما ستقتلك أميّة فيها قال لهم لو كنت في هامة من الهوام لأخرجتني أميّة وقتلتني ولا أريد انتهاك الحرم المكي فقد صدر أمر قتلي على يديهم من عليين .
، إن هذه الاستفقادة أيقظتني وأعادتني إلى فطرتي أتفكر في النهاية وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين .. فكل أمراضك الجسدية تصدر عن فكرك الخاطئ وكذلك النفسية ، غص لأعماق عقلك تنهل من منبع الفكر الصافي ، وأنا سأبقى إلى الأبد محتارا من مرضى السرطان كيف به يسيطر على مرضاه وهو اعزل من أي سلاح ، وأضعف المرضى يحمل أعتى الأسلحة لمحاربته ... !!! أدعوكم زملاء المعاناة من الوهم ... السرطان .. هذا الداء المريض بنا وهو يشتكي مننا كل لحظة ويئن طويلا ويعوي عويلا ويبحث في مختلف الاصوات ومابين الصفير والزعيق والصهيل والنعيق والنقيق والعويل والخوار والفحيح ويهتف هل من مخرج من جسد قوي النفس رابط الجأش ؟؟ وكما تدعوكم أوطانكم لخدمة العلم ضد اي اعتداء أدعوكم لخدمة الجسد ضد اي وهم ، اسمعوا مني فأنا الذي باغتني السرطان على حين غرة من أمري وفوجئت بشراسته وضعفي وخوفي وبدايات وهني ، وفيما بين عتمة الليل وبزوغ الفجر وبينما كنت أعاني من الهموم خشية مغادرة الأسرة ... الزوجة المسكينة والأطفال الذين ما يزالون محتاجون لمصروف الجامعة ... والاصدقاء الذين يأنسون لي ... والجيران الذين آلمهم خبر مرضي .. جاءني نذير مبين من أعماقي يهتف ان استيقظ ياهشام ... صوت مدوّي ، من أعالي السماء اخترق جدار الضوء بسهم ناري لا رادّ لقضائه كان له عظيم الأثر في صرع السرطان ، وهدأت النفوس فجأة ، أيقظت النيام من أسرتي فذعروا قليلا ، واخبرتهم باني دحرت السرطان إلى الأبد ... بعون الله وقوة الله وحول الله ، فرحوا كثيراً وأسرعوا لتعليق الزينة التي يحتفلون بيها في رأس السنة وأضاءوا الشموع وذهبت الزوج الطيبة الى معقل الطبخ والنفخ تحضر ما يغطي الفرحة ، جهجه الضوء قليلا وعملت الموسيقا سلوهاتها ، وأنا على الأريكة مبتسم من القلب استنشق هواء الحب والأمل الواثق والجميع يحتفون بالنصر الذي بلغني بقوة أكبر من المرض .. ادعوكم زملائي لعيشة راضية في جنة عالية ملؤها الثقة بالنفس وتكريس الشعور الداخلي بهزيمة المرض والعودة الى الحياة التي كنا نعيشها قبل التوهم بالمرض ، أدعوكم - ومن تجربتي - لتناول المواد التالية بالنشرة المرفقة التي ستوزع على الحضور بعد دقائق .

تجربة شخصية
الكاتب هشام الحرك / باحث سوري