ما رأيك بجعل عملية تدوين الملاحظات تحقق التفاعل الصفي وذلك بأن نسمح للطلاب بتسجيل المعلومات بطريقةٍ تطبق فيها حلقة التعلُم؟ وبهذا يصبح دفتر الملاحظات فاعلاً ومنفعلاً, إذ طالما كانت تلك الدفاتر التفاعلية قادرة على تلبية مختلف أساليب تعلم الطلاب المفضلة. فهي تسمح بتجاوبٍ فردي فريد، وتعطي الطلاب الحرية والقدرة على الإبداع في التعبير عن أنفسهم بأساليب مختلفة، مثلاً يمكن استخدام مخططات لإظهار العلاقات، والرسوم الكاريكاتورية والخرائط الذهنية وغيرها.

سنرى فيما يلي كيف نقوم بتدوين الملاحظات بطريقة تجعلها مفيدة: يقسم الدفتر إلى قسمين: يميني ويساري، يخصص اليساري لملاحظات الطلاب وتعليقاتهم الخاصة، ويخصص القسم اليميني لملاحظات الصف وأي معلومات أخرى يقدِمها المعلمِّ في الصف.





يشجِع هذا النظام الطلاب على أن يتدخلوا في عملية التعليم وأن يتعاملوا مع المعلومات بفعالية، فيستفيد الطلاب من هذه الأفكار الجديدة مستخدمين أسلوبهم المفضَل في التعلُم في معظم الأحيان. وفي الحقيقة يستمتع الطالب بتلك الفرصة التي أتيحت له للتعبير عن رأيه الخاص فيما يتعلَمه، ويدفع ذلك الملل عن المعلم! تُعد المحاكاة من أهم الطرق التي نتعلَم بها! لذلك ضع نموذجاً تبين فيه كيف تفكر وترتِب المعلومات في القسم الأيمن من دفتر ملاحظاتك، أي القسم الخاص بك.
فيما يلي مثالٌ آخر مرتبطٌ أكثر بحلقة التعلُم، يمكن أن يقسَم دفتر الملاحظات إلى أقسامٍ تمثل عناصر مختلفة من حلقة التعلُم. مثال: قسم "الربط"، وقسم "مراجعة تعلمنا". و يمكن أن يخصص القسم المركزي من الدفتر لتسجيل المعلومات ونشاطات التعلُم. إن المثال التالي يستخدم جزءاً من مقررات الدراسات الإنسانية في مجال التعاون والصراعات.
قسم الربط
يعطى الطلاب في الدرس الأول الأسئلة الأساسية التي سيتم طرحها حول موضوع الدرس. مثال :

  • ما هي أسباب الصراع المحلي؟
  • ما هي أسباب الصراع الدولي؟
  • كيف يتم حل الصراعات المحلية؟

يأخذ الطالب ورقتين من الدفتر, ويكون "الصورة الكبيرة" عن الموضوع والتي تتضمن عنوانه وأسئلة أساسية عنه ومجموعة من الصور ورسوم ومخططات وغيرها مما سيساعد الطلاب على تذكُر الأفكار الرئيسة, ويمكنه عندها العودة باستمرار إلى تلك الصورة العامة وإضافة معلوماتٍ وصورٍ أخرى في أثناء دراسته للموضوع.
يمكنننا الاستفادة من قسم الربط عند بداية كل درس لربطه بالخبرات السابقة. أما الطلاب فيمكنهم استخدامه من وقت لآخر كصفحة مراجعة في آخر الدرس وذلك بإضافة الأفكار والمعلومات الجديدة التي تم تقديمها إليهم في ذلك الدرس.
قسم التفعيل
يستخدم هذا القسم في الجزء الأكبر من النشاط الصفي. نستطيع أن نضع فيه بعض المخططات المناسبة أو الملاحظات أو الخطوط الزمنية أو القرارات المناسبة التي عمل الطلاب بجهد لجمعها. يمكن الإشارة إلى مراجع في صفحة الربط كلما كان ذلك مناسباً.
مثال في دراسة الصراع الداخلي: بعد مشاهدة فيلم فيديو يعرض مقدمة عن الموضوع يستمر الطلاب في دراسته وذلك بأخذ الحالات المدروسة في مجال الصراعات المحلية بعين الاعتبار وتحديد أسباب أخرى لها ثم اكتشاف الطرق المتوفرة لحل هذه الخلافات. يسجِل الطالب النتائج التي توصل إليها في قسم التفعيل من دفتره وبالطريقة التي يختارها.
قسم العرض
يتيح هذا القسم للطلاب فرصة لشرح ما فهموه عن الموضوع الجديد باستخدام استراتيجيات من مثل: تغلَب على المُمتحن أو مؤتمرات صحفية وهمية تعرض في الصفحات الأولى من الجرائد, هذه التقنيات مفيدة إذا أردت من طلابك تسجيل مجموعة من الملاحظات والاحتفاظ بها لاستعمالها عند المراجعة. (هذه الأفكار وغيرها مشروحة بعمق في "نشاطات مرحلة العرض"،
قسم مراجعة تعلمنا
اطلب إلى الطلاب في نهاية الدرس كتابة خمسة أشياءٍ لم تكن معروفة بالنسبة لهم في بدايته, باستطاعة الطلاب عندها رسم وإكمال المراجعة, واستعراض العمليات التي تم تطبيقها في التعليم ليفكروا ويعبروا عن مدى جدواها. تستطيع تعديل أي طريقة مراجعة اخترتها لإنجاز عملك, ولاشك أن جمع الطلاب لطرق المراجعة المتنوعة في هذا القسم سيجعلها مألوفة لهم فيتعودون على استعمالها بسرعة في مراجعة أعمالهم.
بتصرف من كتاب التعلم السريع: كتيب المستخدم. ديريك وايز.



بواسطة: عمران المرابط
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=434