بقلم ديف مايرهو واحد من عوامل عدة تساهم في تسريع التعلّم، وقد يكون من أهمها. إن التعليم الجيد هو تعليم اجتماعي, على الأقل بالنسبة للأغلبية العظمى من المتعلّمين, حيث أن التعليم يتحسَّن بشكل واضح جداً عندما يساعد المتعلّمون بعضهم بعضاً. أثبتت الأبحاث في جامعة مينيسوتا على سبيل المثال أنك حين تضع طالبين على جهاز كمبيوتر واحد, وتصمِّم التمارين بحيث يصبح لزاماً عليهما الحديث عن موضوع التدريب, ويصبحان مسؤولين عن تعليم بعضهما البعض, فإن النتيجة ستكون تحسّناً كبيراً في كمية ونوعية التعليم الذي يحصل عليه كل من المتعلّمين.
ما يزيد فعالية وصحة التعليم بشكل كبير هو تحويل الصف الى مجتمع تعلّم حيث يستطيع كل شخص فيه ان يساهم في نجاح تعلّم الجميع. ولقد أثبتت المشاهدات الشخصية والدراسات هذا. دلَّت دراسة أخرى في جامعة ستانفرد (إتش إ ملفين: التكلفة وجدوى التكلفة في الدراسة المرتكزة على الحاسب الآلي) على أن التعليم من النظير كان أكثر فعالية بأربع مرات في تحسين دراسة الرياضيات والقراءة من تقليل حجم الصفوف أو زيادة زمن التوضيح من المدرس, وكان حكماً أكثر فعالية بكثير من التعليم الفردي المعتمد على الحاسب الآلي.
وقد تشهد ما يمكن تسميته بالمعجزات تتحقق في عالم التدريب من جراء تحويل الصف التدريبي من مجموعة من الأفراد المعزولين إلى "مجتمع تعليمي." لقد حدث تسريعاً في عملية التعليم وتحسناً في الاحتفاظ بالتعلّم بنسبة تفوق الـ 300% (في أحد صفوف تدريب الحاسب الآلي في كلية فلوريدا الاجتماعية), كما انخفضت معدلات الرسوب من 40% إلى 2% (في أحد برامج تدريب موظفي خدمات الزبائن في شركة بل أتلانتيك), ونتائج الامتحانات تحسنت بمعدل 400% في دورة معالجة الدعاوى في أحد شركات تأمين المسافرين). ما هو السبب؟ إن التفسير البسيط هو أن معظم الناس يتعلّمون بشكل أفضل في مجتمع تعليمي مما يفعلون كأفراد معزولين, فعندما يكون كل شخص في المجتمع التعليمي مُدرساً وتلميذاً في الوقت عينه, يختفي الضغط النفسي, ويتحسن ناتج التعلّم بشكل كبير.
إذا لم تفعل أي شيء آخر لتحسين التعليم, فإن الحد الأدنى هو دفع المتعلّمين للعمل في مجموعات صغيرة, أو كمجموعة واحدة كبيرة. إن هذا وحده كفيل بتحسين الوضع إلى درجة عالية, لأنه, وبالرغم مما أورثتنا إياه مؤسساتنا التعليمية, فما من تعليم جيد إلا إذا امتلك قاعدة اجتماعية.
من الواضح جدا أن التفاعل الاجتماعي يساعدنا في الوصول الى التعلّم الأفضل. إن روح التعلّم الفردي هو التصنيف والترتيب، بينما روح التعلّم الاجتماعي هو الربط. وكلما استطعنا ربط المتعلّمين مع بعضهم البعض كلما ازداد الذكاء المنبثق من كل منهم.
كلما استطعنا ربط المتعلّمين مع بعضهم البعض كلما ازداد الذكاء المُنبثق من كل منهم.
بواسطة الدكتور محمد بدرة
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=108
المفضلات